ماذا سيحدث إذا رفض البرلمان البريطاني اتفاق "بريكست"؟
كتب - هشام عبد الخالق:
أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم الإثنين، تأجيل التصويت الذي كان مقررًا على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبهذا التأجيل يرى الكثيرون أن البلاد تتجه نحو الفوضى إذا لم يتم الموافقة على الاتفاق الذي تم إبرامه بين حكومة ماي والاتحاد الأوروبي.
وبعد هذا التأجيل أصبح الأوروبيون متورطين في الفوضى السياسية التي تجري في لندن، وكان الدبلوماسيون عادةً يقارنون عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بحطام سيارة بطيء الحركة، ويقولون إنهم لا يستطيعون تقديم سوى القليل من التعديلات التجميلية التي قد تساعد في إنقاذ ماء وجه رئيسة الوزراء ماي أمام حزبها المحافظ، وبدأوا بالفعل في تسريع خطتهم الطارئة لإعداد شبكات الأمان التي يمكن أن تتجنب بعض الفوضى الإنسانية والاقتصادية التي قد تحدث إذا ما خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الموعد النهائي المحدد لها في 29 مارس، دون وجود خطة أخرى.
وتقول لوتا نيمان ليندرجين، دبلوماسية فنلندية سابقة ركزت على قضايا بريكست وتعمل الآن في شركة Miltton الاستشارية لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: "لقد استغرق العديد من الأشخاص وقتًا كثيرًا ليفهموا أن الأوضاع سيئة هنا كما هي سيئة في بريطانيا، وكانت الفوضى في بريطانيا بمثابة مفاجأة أن مثل هذه القضية يمكن أن تسبب فوضى كبيرة هكذا في السياسة الداخلية".
زاك جولدسميث، أحد المشرعين في البرلمان البريطاني، أكد أنه يأمل أن تخسر تيريزا ماي التصويت الذي سيتم إجرائه في مجلس العموم، وقال: "عندما يحدث هذا، يجب أن تعود تيريزا ماي -أو رئيس الوزراء الجديد إذا استقالت ماي- إلى الاتحاد الأوروبي لتغيير الصفقة التي حصلت عليها ماي".
وأضافت الصحيفة، أن الاتفاق يعكس توازنا دقيقا حول جزيرة أيرلندا، حيث تسعى دبلن إلى الحفاظ على حدود مفتوحة مع أيرلندا الشمالية لتجنب إشعال الصراع العنيف هناك، ولكن لندن، من الناحية الأخرى، تضغط لتجنب أي حدود بين أيرلندا الشمالية وبقية المملكة المتحدة، وإذا فشل المفاوضون في صياغة اتفاق مختلف خلال فترة انتقالية مدتها 21 شهرًا، فإن بريطانيا سوف تدخل في اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي، وستخضع لكثير من قوانين الاتحاد الأوروبي، وستصبح غير قادرة على إبرام معظم الصفقات التجارية مع الدول الأخرى.
إذا خسرت ماي التصويت، يمكنها أن تعود إلى بروكسل وتطلب المزيد من التنازلات يوم الخميس المقبل في قمة كان من المقرر عقدها مع الاتحاد الأوروبي، وأعربت ماي عن أملها في أن أي تعديلات على الاتفاق، بالإضافة إلى حالة الذعر في الأسواق التجارية، ستكون كافية لإقناع المشرعين بدعمها في تصويت ثان.
وتقول الصحيفة، إذا فشل ذلك، يمكن أن تكون هناك منافسة على رئاسة الوزراء، أو انتخابات عامة، أو حكومة جديدة، أو حتى استفتاء ثان على خروج بريطانيا، كما توجد أيضًا احتمالية إلغاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
فيديو قد يعجبك: