"بوش الأب"... عراب حرب الخليج الأولى الذي هزمته الضرائب

كتبت – إيمان محمود:

أعلنت أسرة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأسبق وفاة الرئيس الواحد والأربعين للولايات المتحدة في منزله في هيوستون؛ أكبر مدن ولاية تكساس. توفي بوش الأب عن عُمر يناهز 94 عامًا.

وقال ابنه الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، في بيان نشره الناطق باسم العائلة على موقع تويتر: "يحزننا أنا وجيب ونيل ومارفن ودورو أن نعلن وفاة والدنا العزيز بعد 94 عاما مميزة".

وأضاف أن جورج هربرت ووكر بوش "كان من أرفع الشخصيات وأفضل أب يتمناه أي ابن أو ابنة".

جورج هربرت واكر بوش، هو الرئيس الواحد والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ تولى الرئاسة عام 1989 وحتى العام 1993، ونائب الرئيس الثالث والأربعين من عام 1981 إلى 1989.

جلس بوش في المكتب البيضاوي خلال انتهاء الحرب الباردة، وهزيمة الجيش العراقي في عهد صدام حسين، لكنه خسر فرصة للفوز بفترة ثانية، بعد خرقه تعهده بعدم فرض ضرائب جديدة.

أصبح بوش يُلقب بـ"جورج إتش دبليو بوش"، أو "بوش الأب"، أو لتمميزه عن ابنه الأكبر (بوش الابن) الذي تولى رئاسة البلاد في عام 2000.

نشأته

ولد جورج هربرت ووكر بوش، عام 1924، في بلدة ميلتون بولاية ماساشوسيتس، وكان والده مصرفيا أصبح لاحقًا عضوًا في مجلس الشيوخ.

التحق بجامعة بيل، عام 1941 بعد هجوم على بيرل هاربور الذي تسبب في تأجيل دراسته، ثم انضم إلى البحرية الأمريكية في عمر 18 عامًا، ليصبح أصغر طيار في البحرية الأمريكية في ذلك الوقت، وخدم حتى نهاية الحرب.

حصل على وسام العمل الشجاع في الحرب التي ما أن انتهت حتى تزوج من حب حياته؛ باربرا بيرس، وانتقل مع عائلته إلى غرب تكساس وعمل في مجال النفط، حتى أصبح مليونيرًا في سن الأربعين.

كان لديهما ستة أطفال، أحدهم روبن التي توفيت في طفولتها، وجورج دبليو بوش الذي أصبح رئيسا لفترتين، بالإضافة إلى 17 حفيدًا.

وتأتي وفاة جورج بوش الأب بعد أشهر على وفاة زوجته في أبريل الماضي.

حياته السياسية

دخل بوش مجال السياسة بعد فترة وجيزة من تأسيس شركته النفطية الخاصة، وحظي بدعم من الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون، في انتخابات 1966 فأصبح عضوا بالكونجرس عن هوستون وتكساس.

في عام 1971؛ عينه نيكسون سفيرًا لدى الأمم المتحدة، وفي العام التالي، عُيّن سفيرًا في جمهورية الصين الشعبية، ثم مديرًا لوكالة الاستخبارات المركزية.

ترّشح بوش للرئاسة عن الحزب الجمهوري في عام 1980، لكن بطاقة الترشيح ذهبت للمُرشح رونالد ريجان.

وبعد فوز ريجان، أصبح بوش نائبًا للرئيس لمدة ثمانية أعوام، قبل أن يفوز هو بالرئاسة في عام 1988.

اتسمت فترة رئاسته بالتركيز على السياسة الخارجية أكثر، إذ وقعت في تلك الفترة العمليات العسكرية في بنما والخليج العربي، سقوط جدار برلين في عام 1989، وحل الاتحاد السوفيتي بعد عامين من توليه الرئاسة.

كان بوش يُرّكز على الشرق الأوسط؛ وحين غزا صدام حسين الكويت في أوائل التسعينات أعلن بوش أنه سيحرر الكويت وهكذا بدأت حرب الخليج التي فاز بها بسرعة في تحالف عالمي بقيادتين أمريكية وسعودية.

لكنها لم تشفع له إخلاف وعده عندما قال لناخبيه "تتبعوا شفتاي، لا ضرائب جديدة"؛ الركود الاقتصادي، واستمرار العجز في الميزانية الأمريكية، قادوا إلى فشله في الانتخابات اللاحقة في عام 1992، ليصعد بيل كلينتون على العرش الأمريكي.

غادر بوش منصبه في عام 1993؛ ومع انتصار جورج بوش الابن في انتخابات الرئاسة عام 2000، أصبح بوش وابنه ثاني أب وابن يتوليان منصب الرئيس، بعد جون آدمز وابنه جون كوينسي آدمز.