10 أيام .. ولا يزال لغز قضية الشقيقتين السعوديتين قائمًا
كتبت – إيمان محمود
منذ إحدى عشر يومًا؛ عثرت شرطة نيويورك على جثتي شقيقتين سعوديتين، في نهر هدسون بمنهاتن، واستمرت في البحث عن أسباب الحادث، وحول ما إذا كانتا الفتاتان انتحرتا أم تم قتلهما، لكن الغموض ظل يلف القضية حتى اليوم.
ففي الرابع والعشرون من أكتوبر الماضي؛ نشرت الشرطة الأمريكية في نيويورك بيانًا على حسابها الرسمي عبر تويتر، مُرفقًا بصورة مرسومة لفتاتين، وناشدت كل من يتعرف عليهما أو يملك أي معلومات عنهما، الاتصال بالشرطة.
كانت جثتا السعوديتين مُقيدتين بشريط لاصق حول الخصر والقدمين، ووجه إحداهما مواجه للأخرى، بعد أن جرفتهما المياه على الشاطئ، في حين كانتا ترتديان ملابسهما بالكامل دون العثور على أي علامات واضحة أو آثار تعذيب على جسديهما.
تالا فارع، 16 عامًا، وشقيقتها الكبرى روتانا، 22 عامًا، كانتا تُقيمان في مدينة فيرفاكس بولاية فيرجينيا، التي تبعد 250 ميلًا عن نيويورك.
وبحسب القنصلية السعودية في نيويورك، فإن الأختين كانتا تدرسان برفقة أخيهما في واشنطن. وذكرت تقارير إعلامية أن الأخت الكُبرى روتانا كانت مسجلة بجامعة جورج ميسون في فيرفاكس بولاية فرجينيا، غير أنها تركت الولاية في الخريف وربما انتقلت إلى نيويورك في مرحلة ما.
القنصلية السعودية عيّنت محاميًا لمتابعة القضية والوقوف على أحدث المُستجدات أولًا بأول لتجنب التقارير غير الدقيقة، مُشيرة إلى أن السفارة السعودية في واشنطن تدعم أسرة الفتاتين في هذه الفترة الصعبة".
طلب لجوء
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلا عن الشرطة، أن الأختين طلبتا اللجوء إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة دون إبداء سبب، وأضافت أن والدتهما تلقت أيضا اتصالا هاتفيا من السفارة السعودية في واشنطن لإبلاغها بطلبي اللجوء.
وقالت وكالة رويترز إن شرطة نيويورك امتنعت عن تأكيد تقرير الصحيفة، ولم يتسن الاتصال بأحد أفراد الأسرة للتعليق.
من جهتها ذكرت شبكة "سي بي إس نيوز" التلفزيونية نقلاً عن الشرطة، أن والدة الفتاتين أبلغت وكالات إنفاذ القانون، أنها تلقت مكالمة هاتفية من سفارة المملكة العربية السعودية بواشنطن قبل يوم من العثور على جثتي بنتيها، طالب خلالها موظفو السفارة الوالدة بأن تغادر الأسرة بأكملها الولايات المتحدة، لأن بناتها التمسن اللجوء السياسي في أمريكا.
ونقلت الصحيفة عن شرطة نيويورك قولها إن والدة الفتاتين تلقت قبل يوم من العثور على جثتيهما مكالمة من موظف بالسفارة السعودية "يطلب من الأسرة الرحيل؛ لأن روتانا وتالا تقدمتا بطلب لجوء سياسي في الولايات المتحدة"، دون أن توضح المشكلة في بقاء الأسرة.
فيما قالت فاطمة باعشن، المتحدثة باسم السفارة السعودية واشنطن، إن "التفاصيل" الخاصة بالشقيقتين "لا تزال قيد التحقيق"، وفقا لما جاء بحسابها على موقع "تويتر".
وتحدث باعشن عن الشقيقتين روتانا فارع، التي بلغت من العمر 22 عاما، وشقيقتها تالا فارع، التي ماتت عن ناهز 16 عامًا، قائلة إن "التقارير" التي تحدثت عن "أمر" الفتاتين بمغادرة الولايات المتحدة لـ"طلب اللجوء" هي "خاطئة تماما".
وشددت باعشن في تغريدتها على أن "التفاصيل لا تزال قيد التحقيق، وسيتم مشاركتها في الوقت المناسب"، حسب تعبيرها.
التحقيقات
وفي مؤتمر صحفي عُقد، الجمعة؛ رجحت شرطة نيويورك أن الشقيقتين السعوديتين، توفيتا جراء الانتحار.
وقال مدير قسم التحريات في شرطة نيويورك، ديرموت شيا، إن المواطنتين السعوديتين "دخلتا إلى الماء وهما على قيد الحياة"، حيث فضلتا، وفق ما نقل عن شهود عيان في إطار التحقيق، الانتحار على العودة إلى السعودية.
وقال شيا: "وحتى هذه اللحظة لا معلومات جديرة بالثقة لدينا تدل على أن ما حصل في مدينة نيويورك جريمة، لكن التحقيق لا يزال مستمرًا".
ونقل شيا أن بعض المصادر قالت للمحققين إن الشابتين، "كانتا ستضرران نفسيهما وستنتحران بدل العودة إلى السعودية".
وذكر المتحدث باسم شرطة نيويورك أنها استخدمت في تحقيقها إفادات شهود عيان وأشرطة فيديو ومعلومات عن العمليات المالية المنفذة عبر البطاقة الائتمانية للشقيقة الكبرى لشراء الأغذية واستئجار الغرف في الفنادق أو استخدام وسائل النقل من أجل التأكد ما إذا كان هناك أي عوامل سرية في حادث وفاتهما.
وأوضح شيا أن الشقيقتين رأتهما عائلتهما في فيرجينيا للمرة الأخيرة يوم 30 نوفمبر 2017، ومن ثم قضيتا بعض الوقت في مأوى لضحايا العنف المنزلي حتى أواخر أغسطس 2018 ووصلتا إلى نيويورك، على ما يبدو، يوم 1 سبتمبر الماضي، حيث أقامتا في غرفة بأحد الفنادق المحلية الراقية.
ونقل المتحدث عن شاهد عيان قوله إنه رأى امرأتين كانتا تصليان بصوت عال على مدار 15 دقيقة جاثيتين على ركبتيهما بارتفاع 9 أمتار من نهر هدسون في الساعة الـ7 من صباح يوم 24 أكتوبر، الذي تم فيه العثور على جثتيهما.
وقالت شرطة نيويورك، إن محققيها علموا بتصريحات سابقة للسعوديتين، تالا وروتانا قالتا فيه إنهما "تفضلان الموت على العودة للسعودية"، لافتة إلى عدم وجود أدلة حتى الآن على أنهما ضحية "جريمة"، ليظل السبب مجهولاً.
فيديو قد يعجبك: