"وول ستيريت جورنال": لهذا السبب تلوذ الشعوب بالفرار من أمريكا الوسطى
واشنطن - أ ش أ
ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن السلفادور صاحبة أعلى معدل لجرائم القتل على مستوى العالم أصبحت دولة "رهينة" لدرجة أن ساستها يجب أن يحصلوا على إذن مسبق من العصابات لتنظيم فعاليات في كثير من المناطق وحتى في العاصمة تسيطر العصابات على توزيع المنتجات الاستهلاكية مثل حفاضات الأطفال والمياه الغازية.
وقالت الصحيفة، في تقرير على نسختها الإلكترونية، إن برلمان السلفادور وافق في أبريل الماضي على منح إدارة السجون صلاحية إبقاء قادة العصابات في الحبس الانفرادي، وبمرور خمسة أيام على هذا القرار كانت العصابتان المسيطرتان هناك قد سفكت دماء أكثر من 100 شخص.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العصابات تُخضع الركاب وموظفي خدمة العملاء والمطاعم وأصحاب المتاجر للابتزاز وفي المناطق الريفية تهدد هذه العصابات المزارعين بحرق مزروعاتهم إن رفضوا دفع الاتاوات.
ويقول ماوريسيو راميريز وزير العدل والأمن في السلفادور والذي يُشرف على قطاع الشرطة الوطنية إن العصابات أصبحت مسيطرة لدرجة أن المواطن أصبح لا يعرف أين تنتهي الدولة وأين تبدأ هي؟.
وأوضحت الصحيفة أن أمريكا اللاتينية تشكل 8% من إجمالي سكان العالم وثلث جرائم القتل، وهو ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق خطورة في العالم..مشيرة إلى أن السلفادور تعد نواة جرائم القتل حيث تنافس العصابات التي تستلهم فكر العصابات الأمريكية السلطات الحكومية ويملك قادتها كميات كبيرة من الأموال والسلاح والشباب الذين هم رهن إشارتهم.
وقالت الصحيفة إنه خلافا لعصابات المخدرات الكبرى التي سيطرت لسنوات عديدة على المشهد واستخدمت القتل في عمليات بيع الماريجوانا والكوكايين والهيروين بنسبة كبيرة إلى الأمريكيين، يعيش رجال العصابات في السلفادور وهندوراس وجواتيمالا على استغلال أبناء جلدتهم.
ويقول أليخاندرو هوب المستشار الأمني في مكسيكو سيتي "لقد تركنا عصر زعماء المخدرات والخطف.. اليوم، العنف غالبية العنف في أمريكا اللاتينية هو نتيجة لنظام جديد أكثر تنوعا وأصعب في التعامل معه ومحلي بدرجة أكبر بكثير".
وقالت "وول ستريت جورنال" إنه في الوقت الذي يجني فيه زعماء المخدرات المال من زبائنهم في الخارج بالدولار واليورو ويتركون القليل منها يمر إلى المجتمعات المحلية إلا أن هذه العصابات تسرق أبناء عشيرتها.
وتشير وثائق تحقيقات رسمية إلى أن عصابة (إم.إس-13) تجني 600 ألف دولار شهريا من اتاوات تحصل عليها من شركات الحافلات ومتاجر البيع بالتجزئة ومشروعات أخرى، وتتراوح المدفوعات من بضعة دولارات يوميا عن كل حافلة إلى مئات الدولارات شهريا تحصل العصابات عليها من البائعين في الأسواق العامة.
ويقول مسؤولو مكافحة المخدرات إن عصابات السلفادور تجني نحو 20 مليون دولار سنويا من الابتزاز وتبيع العصابات كذلك المخدرات والسيارات المسروقة وهو ما يضيف إلى ربحها من مشروعات أخرى "قانونية" سيطروا عليها.
وقالت الصحيفة إن عصابتي "إم.إس-13" و "باريو-18" قد يكونان أكبر مُشَغِلين في السلفادور، وتقدر وزارة الدفاع أن هاتين العصابتين تشغل نحو 60 ألف شخص من الحراس وجامعي الأموال والقتلة وبالمقارنة يشغل أكبر مُشَغِلين في القطاع الخاص معا نحو 20 ألف شخص فقط.
وأوضحت الصحيفة أن معدل جرائم القتل في العاصمة السلفادورية والذي يبلغ 95.7 جريمة قتل لكل 100 ألف شخص يجعل منها سادس أكثر المدن دموية في العالم، وفي العاصمة ما أن يُزيل عمال البلدية رسوم الجرافيتي الخاصة بالعصابات من على الجدران حتى تظهر من جديد.
وقالت الصحيفة إن المأساة التي يعيشها السلفادوريون توفر تفسيرا للتدفق الكبير من المهاجرين شمالا حيث يسعى آلاف لدخول الولايات المتحدة سنويا سواء بتقديم طلبات اللجوء أو بعبور الحدود بشكل غير قانوني، ووجد الباحثون أن غالبية أولئك تسيطر عليهم مشاعر الخوف من العنف، وقبض ضباط الهجرة الأمريكيون والمكسيكيون على نحو 335 ألف مهاجر سلفادوري في الفترة من عام 2014 وحتى نهاية عام 2017 حسب بيانات رسمية للدولتين.
ومع مضي قافلة المهاجرين في اتجاه الشمال عبر المكسيك انضم مئات من السلفادوريين هذا الأسبوع إلى قافلة جديدة تتجه صوب الولايات المتحدة.
واختتمت (وول ستريت جورنال) قائلة" إن الوضع في السلفادور لا يترك لأهلها خيارا في ظل ترتدي الأوضاع الاقتصادية حيث يعاني ثلثهم من الفقر، وفقا لبيانات البنك الدولي، بحصولهم على ما يقل عن 5.50 دولار أمريكي يوميا، ولفتت إلى أن متوسط نمو الاقتصاد في السلفادور بلغ 2.5% على مدار 25 سنة الماضية وهو ما يقل عن غالبية الدول النامية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: