مجلة أمريكية: هذه الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب في اليمن
كتبت- هدى الشيمي:
قالت مجلة فورين أفيرز الأمريكية إن الحرب في اليمن كانت كارثة بكل المقاييس فهي لم تضر مصالح الولايات المتحدة أو السعودية فقط، ولكنها قبل كل شيء كانت مصيبة حلّت بالشعب اليمني، الذي يعاني الآن من انتشار الأمراض والأوبئة، ولا يجد قوت يومه، مع احتمال حدوث مجاعة في أي وقت قريب.
أشارت المجلة الأمريكية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أنه على مدار ثلاثة أعوام ونصف العام استمرت الحرب في اليمن، وأحدثت أكبر كارثة انسانية في العالم، فقد قُتل عشرات الآلاف من المدنيين، وهناك 14 مليون شخص مُعرضين لخطر المجاعة، حسب تقديرات الأمم المتحدة ومنظمات أخرى.
كلما مرّ الوقت كلما باتت الأوضاع أكثر سوءًا، مع انتشار الأمراض وزيادة قوة الحوثيين والذي يساعد بدوره على تنامي النفوذ الإيراني في البلد، حسب المجلة الأمريكية التي تشدد على ضرورة إجراء مفاوضات وترتيبات سياسية وأمنية طويلة الأمد، بدعم من أمريكا والأمم المتحدة ودول العالم بأسره.
وفي إطار جهودهما لإنهاء الأزمة في اليمن، دعا وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان مايك بومبيو وجيم ماتيس إلى ضرورة إنهاء الحرب، مُشددين علي أهمية إجراء محادثات سلمية لإنهاء الأزمة.
ومع ذلك تقول المجلة الأمريكية إن الأوضاع في اليمن أكثر تعقيدًا مما يتخيل كثيرون، ومن الصعب اقناع الأطراف المشاركة فيها بوقف إطلاق النار أو التوصل إلى هدنة مؤقتة يستطيع من خلالها المدنيين التقاط أنفاسهم.
ويبذل مارتن جريفيث، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جهودًا كبيرة للوصول إلى حل سلمي يُنهي الحرب في اليمن، ووضع خطة لاقت استحسان إدارة ترامب لاسيما وزير الدفاع ماتيس، ولكن مشكلة هذا النهج، حسب المجلة الأمريكية، هو أن تنفيذه يحتاج إلى فترة طويلة جدًا ربما يحدث فيها المزيد من الكوارث.
ورغم أهمية المحادثات السلمية، ترى فورين أفيرز أن الوسيلة الوحيدة لإنهاء الحرب في اليمن تتمثل في أن توقف المملكة العربية السعودية أعمال التحالف الذي تقوده في اليمن.
تقول المجلة الأمريكية إن المفاوضات لن تستطيع التصدي للأزمة الأنسانية بمفردها، مُشيرة إلى أن وقف إطلاق النار وإنهاء التحالف العربي الذي تقوده السعودية لأعماله في اليمن سيغير مسار الحرب، كما أنه سيصب في مصلحة المملكة أيضًا لاسيما وأن مليشيات الحوثي وغيرها من المليشيات الشيعية التي تتواجد في المنطقة ستوقف عن الهجوم عليها إذا انتهت الحرب.
وفقًا للمجلة الأمريكية، فإن المملكة بهذه الطريقة لن تُنهي القتال الدائر بالداخل فقط، ولكنها ستخلق الظروف المواتية لإجراء محادثات سلام، ما يساعد على جمع كافة الأطراف على طاولة المفاوضات.
من جانبه، قال رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، في تصريحات لصحيفة ذا ناشيونال الإماراتية السبت الماضي، إنه كان على السعودية التزاما أخلاقيا بمساعدة الحكومة الشرعية في اليمن، مؤكدا أن المجتمع الدولي بحاجة إلى أن يتذكر أن السعودية كانت أكبر مساهم للمساعدات الإنسانية لليمن منذ السبعينات.
وقال الفيصل إن الحوثيين هم الذين بدأوا الحرب، لكن هذه الحقيقة تم تغاضيها من طرف الصحافة.
وشدد المسؤول السعودي أن المملكة والشركاء في التحالف بما في ذلك الإمارات يحاولون بدء محادثات السلام منذ عام 2014، لافتا إلى التقدم الذي حققه التحالف العربي في ميناء الحديدة وصعدة بالقرب من الحدود مع السعودية هما السبب وراء سعي الحوثيين للتوصل إلى تسوية تفاوضية.
فيديو قد يعجبك: