لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هُدنة غزة .. كيف حاولت مصر تهدئة الأوضاع في القطاع؟

02:14 م الأربعاء 14 نوفمبر 2018

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

على مدى سنوات عديدة؛ كانت القضية الفلسطينية في صدارة الأولويات المصرية، وفي أعلى قائمة اهتماماتها؛ وهو ما يظهر بشكل واضح سواء في مسألة أمن قطاع غزة والضفة الغربية أو ملف المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية.

وفي أعقاب التصعيد الإسرائيلي الكبير على قطاع غزة المُحاصر، أعربت مصر، أمس الثلاثاء، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد الأوضاع في قطاع غزة، وما أسفرت عنه من سقوط قتلى ومصابين، محذرةً من التبعيات السلبية الخطيرة لمواصلة تلك الدائرة المفرغة من التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وجدّدت المطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لكافة أشكال الأعمال العسكرية، كما نوهت إلى ضرورة وأد العنف والتصعيد لاستعادة الهدوء بشكل فوري.

وبعد تصعيد للمواجهات في اليومين الأخيرين أثار مخاوف من اندلاع حرب في غزة المحاصرة، أعلنت الفصائل الفلسطينية في القطاع، الثلاثاء، هدنة مع إسرائيل، بجهود مصرية.

وأصدرت الفصائل -من بينها حركة حماس- بيانًا مشتركًا؛ قالت فيه إن "جهودًا مصرية، أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني، وإن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الصهيوني".

وفى ظل التصعيد بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، تتدخل القاهرة عبر اتصالات رفيعة المستوى لإنقاذ قطاع غزة من حرب مُدمرة، وتكثف من اتصالاتها لإقناع كافة الأطراف بضرورة وقف التصعيد العسكري ونزع فتيل الأزمة، حتى أنها نجحت خلال الأشهر الماضية في عقد أكثر من هُدنة بين الطرفين.

هُدنة مايو

في نهاية شهر مايو الماضي؛ شهد قطاع غزة تصعيدا عسكريًا استمر لما يقرب من 20 ساعة بين الفصائل الفلسطينية ممثلة في الأجنحة العسكرية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي التي أطلقت عشرات الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية.

الجانب الإسرائيلي ردّ عبر سلاح المدفعية والغارات المكثفة على مواقع تتبع المقاومة الفلسطينية في وسط وشمال قطاع غزة.

واتخذت إسرائيل قرار التصعيد العسكري والدخول في حرب مفتوحة مع الفصائل الفلسطينية عقب اجتماع الكابينيت، وبدأت الآلة الإعلامية الإسرائيلية في شن حرب إعلامية شرسة على غزة وفصائل المقاومة تمهيدًا للهجوم الإسرائيلي والحرب المفتوحة في قطاع غزة.

وفى ظل التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تدخلت السلطات المصرية عبر اتصالات رفيعة المستوى لإنقاذ قطاع غزة من حرب مدمرة، وكثّفت القاهرة من اتصالاتها لإقناع كافة الأطراف بضرورة وقف التصعيد العسكري ونزع فتيل الأزمة.

هُدنة الجهاد الإسلامي

في 27 أكتوبر الماضي؛ نجحت مصر في عقد هُدنة بين سلطات الاحتلال وحركة الجهاد الإسلامي، من خلال التوصل إلى اتفاق "وقف شامل لإطلاق النار".

وجاء ذلك الاتفاق بعد يومين من التصعيد العسكري الإسرائيلي المُستمر على أهالي قطاع غزة، وأصدرت الحركة بيانًا بعد التدخل المصري أكدت فيه التزامها بالاتفاق "في حال التزم الاحتلال به".

وأوضحت الحركة أن وقف إطلاق النار "جاء بعد اتصالات من قبل الأشقاء في مصر بقيادة حركة الجهاد الإسلامي".

وشنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية، عدة غارات شمال قطاع غزة تخللها استهداف أراض زراعية، دون إصابات.

كما قصف الاحتلال مواقع عسكرية تابعة لحماس والجهاد الإسلامي، بعشرات الصواريخ، ما أدى لتضرر عدد كبير من المباني الفلسطينية، إضافة لتضرر أحد المشافي الكبرى شمال قطاع غزة.

هُدنة منتصف يوليو

في منتصف شهر يوليو الماضي؛ شهد قطاع غزة أخطر تصعيد منذ حرب صيف 2014 التي استمرت 51 يومًا، حتى جاء تدخلت السلطات المصرية للتوسط بين الفصائل الفلسطينية وسلطات الاحتلال، وساد الهدوء "مؤقتًا" في غزة ومحيطها.

جاءت الهُدنة بعد أن شنّت إسرائيل سلسلة من الهجمات العنيفة ضد القطاع مستهدفةً مواقع عسكرية للفصائل الفلسطينية، وقتلت فلسطينيين وأصابت نحو 18 آخرين.

ونجحت مصر بعد اتصالات طويلة ومعقدة، دخل على خطها مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف، بتثبيت اتفاق لوقف النار.

وأعلنت إسرائيل، وكذلك حركتا حماس والجهاد الإسلامي، عن وقف إطلاق النار في القطاع، لكن مع التهديد المستمر بأن الأوضاع على الأرض هي التي ستحسم الأمر في النهاية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الهدنة بالنسبة إلى إسرائيل، تشمل وقف إطلاق الطائرات الورقية، لكنّ حركتي حماس والجهاد، نفتا أن يكون الاتفاق يشمل وقف إطلاق الطائرات الورقية.

وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس: "إن المقاومة الفلسطينية لن تسمح للاحتلال بفرض قواعد اشتباك جديدة".

وأكد هنية أن مسيرات العودة ستستمر، متعهداً بمسيرات أشد وأعظم.

تصريحات هنية عن مسيرات العودة التي سببت الكثير من الضغط والانتقاد للحكومة الإسرائيلية ولننتياهو شخصيًا، منذ بدايتها في 30 مارس الماضي، كانت كافية لإفشال الهُدنة التي أملت إسرائيل أن تكون بداية النهاية للمسيرات.

وتقول إسرائيل إن هذه الطائرات تسببت في إحراق 28 ألف دونم في غضون 4 أشهر.

وقررت إسرائيل تشديد الحصار على غزة، كنوع من العقاب، وأغلقت معبر كرم أبو سالم للبضائع، وقلصت مساحات الصيادين، قبل أن تعلن أن الطائرات الورقية دخلت في اتفاق وقف النار.

سادت الهُدنة لكن بقي الخلال حول ما إذا كان الاتفاق يشمل "الطائرات الورقية والبالونات الحارقة"، الأمر الذي تسبب في فشلها بعد بضعة أيام، ومحاولة مصر لإحيائها من جديد.

تجديد الهُدنة

بعد أقل من أسبوع من الاتفاق؛ شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، غارات على مواقع في غزة، ردًا على مقتل عسكري إسرائيلي في الاشتباكات عند حدود القطاع.

استمر القصف حتى استطاعت مصر تجديد الهُدنة، وأعلن المتحدث باسم حركة "حماس" فوزي برهوم، أنه بجهود مصرية وأممية تم التوصل للعودة للحالة السابقة من الهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

ووافقت الفصائل الفلسطينية على سريان الهُدنة في غزة.

فيما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية قبل الإعلان عن التوصل للهدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بأن مصر والأمم المتحدة تبذلان جهودًا لإحلال هدنة بين إسرائيل وحماس وتجنب اندلاع حرب في قطاع غزة.

فيديو قد يعجبك: