من هو صالح العاروري "الحمساوي" الذي أدرجته أمريكا على قائمة الإرهاب؟
كتب – محمد الصباغ
في أكتوبر من عام 2017 كان صالح العاروري يقف إلى جانب قيادات مصرية وفلسطينية من حركتي فتح وحماس، ووقّع كقائد لوفد حماس على اتفاق المصالحة الذي طال انتظاره بين الفصيلين الفلسطينيين برعاية مصر.
وبعد 13 شهرًا من الإعلان عن المصالحة من القاهرة، أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية العاروري، وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، على قوائم الإرهاب الأمريكية.
كما أدرجت معه القياديين في حزب الله خليل يوسف حرب، وهيثم علي طبطبائي، على قوائمها الخاصة بالإرهاب. وأقرت واشنطن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن العاروري، والقياديين من حزب الله.
بعد توقيع اتفاق المصالحة في مصر خلال العام الماضي، أكد صالح العاروري، أنه سيتم تطبيق الاتفاق خطوة خطوة لإنجاح المصالحة، مضيفا: "لا خيار أمامنا سوي العمل علي توحيد الصف لمواجهة المشروع الصهيوني".
اعترضت إسرائيل على اتفاق المصالحة بين حماس وحركة فتح، على اعتبار أن الأخيرة منظمة إرهابية.
من هو صالح العاروري؟
صالح محمد سليمان العاروري هو فلسطيني من مواليد قرية عارورة قرب رام الله عام 1966. ودرس الشريعة الإسلامية وحصل على البكالوريوس من جامعة الخليل قبل أن يلتحق بحركة حماس عام 1987.
تدرج في مناصب الحركة إلى أن بات عضوا في المكتب السياسي منذ عام 2010، وهو أحد أعضاء الفريق الذي تفاوض حول صفقة تبادل الأسرى التي أبرمتها حماس مع إسرائيل عام 2011، مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وبحسب وكالة فرانس برس، أسس العاروري جهازاً عسكرياً لحركة حماس في الضفة الغربية خلال عامي 1991-1992، ما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب عز الدين القسام (الجناح المسلح لحماس) في الضفة عام 1992.
اعتقل وسجن في اسرائيل من عام 1992 حتى 2007 بعد ادانته بتشكيل الخلايا الأولى للكتائب في الضفة، ثم أعيد اعتقاله بعد ثلاثة أشهر من الإفراج عنه ولمدة ثلاث سنوات قبل ان تعيد اسرائيل إطلاق سراحه وابعاده خارج فلسطين.
ففي عام 1992، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي العاروري، وحكم عليه بالسجن 15 عاما بتهمة تشكيل خلايا كتائب القسام بالضفة، ثم أفرج عنه عام 2007، لكن إسرائيل أعادت اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة ثلاث سنوات (حتّى عام 2010)، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.
تم ترحيله إلى سوريا التي استقر فيها ثلاث سنوات، ثم غادرها إلى تركيا في فبراير 2012 بعد اندلاع الانتفاضة السورية، واتخاذ حماس صف المتظاهرين ضد الرئيس بشار الأسد.
اتهمت إسرائيل في يونيو من عام 2013، العاروري بالوقوف وراء خطف وقتل 3 مستوطنين إسرائيليين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وكررت الاتهام لاحقا، قبل أن يعترف هو شخصيا بمسؤولية حماس عن العملية التي ظلت الحركة حينها تنفي صلتها بها.
ثم عادت إسرائيل واتهمته في أغسطس من نفس العام بالمسؤولية عن تشكيل خلية للانقلاب على الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية.
وسبق وهاجمه الرئيس الفلسطيني، قائلا: "صالح العاروري، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خرج من السجون الإسرائيلية بصفقة بين الجانبين، وسافر إلى تركيا دون المرور بالأردن. لقد اعترف بوضوح: نحن الذين خطفنا الإسرائيليين وقتلناهم لنجر الضفة الغربية إلى انتفاضة وحرب، لكنه لم ينجح".
في أكتوبر من عام 2017، تم انتخاب العاروري نائبا لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس. ثم قاد وفد حماس في القاهرة للتوقيع على اتفاق المصالحة بين الفصيلين الفلسطينيين.
فيديو قد يعجبك: