إعلان

كيف أصبحت السعودية حليفة لأمريكا؟

04:54 م الأحد 11 نوفمبر 2018

الملك سلمان وترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

قالت مجلة "ذا ويك" الأمريكية إن العلاقات بين واشنطن والرياض تعود إلى أواخر الثلاثينات، وتحديدًا بعد أن نجح عبدالعزيز آل سعود في توحيد القبائل العربية المُتصارعة لتُصبح مملكة. في ذلك الوقت، اكتشفت شركات الطاقة الأمريكية النفط في شبه الجزيرة العربية وتطلّعت إلى تعزيز مصالحها مع الملك الجديد حينها.

وذكرت المجلة، في تحليل عبر موقعها الرقمي بعنوان (كيف أصبحت السعودية حليفة أمريكا)، أنه في 1945، التقى الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت بالملك عبدالعزيز على متن سفينة أمريكية في قناة السويس، واشتُهر الثنائي بعلاقتهما الطيبة التي استمرت فترة طويلة. وأعطى روزفلت الملك المريض أحد الكراسي المتحركة خاصّته والتي عدّها الملك الأسبق فيما بعد "أثمن ممتلكاته".

بهذه العلاقة، تقول المجلة إن روزفلت ضمن سيطرة الولايات المتحدة على النفط السعودي مقابل توفير الأمن للمملكة؛ ففي غضون بضع سنوات، أُنشِئت قاعدة عسكرية أمريكية بالقرب من حقول النفط السعودية.

على مدار العقود، أصبح اتفاقًا ضمنيًا بتوفير الأمن للمملكة مقابل السيطرة الأمريكية على النفط السعودي حيويًا لكلا البلدين. والسعودية الآن أكبر مُستلم أجنبي للأسلحة والصواريخ الأمريكية؛ إذ اشترت أسلحة بقيمة 112 مليار دولار خلال فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما وحدها.

هل تزعزع هذا التحالف من قبل؟

تقول المجلة إن الحظر النفطي الذي فرضته السعودية على الغرب عام 1973 مثّل فترة عصيبة في العلاقات مع الولايات المتحدة. فعلى مدى عام، توقّفت الرياض عن التصدير لواشنطن ردًا على دعم الأخيرة لإسرائيل في حرب أكتوبر.

لكن الدولتين كوّنتا رابطة متحدة في مواجهة الاتحاد السوفيتي، وحتى هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 لم تستطع أن تفكّ هذه الرابطة.

وكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن و15 من الخاطفين الـ19 الذين حطّموا بالطائرات مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع الأمريكي (البنتاجون)، مواطنين سعوديين، وهاجم الرأي العام الأمريكي المملكة بقوة بعد السماح لهم بمغادرة الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر مباشرة، قبل أن يستوجبهم مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي).

بيد أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، الذي كانت لعائلته علاقات تجارية واسعة مع سعوديين، وقف إلى جانب هذا الحلف، وفي 2005، التُقِطت له صورة وهو يصافح ولي العهد- حينئذٍ- الأمير عبدالله.

بعد عقد من هجمات 11 سبتمبر، تُشير المجلة إلى أن السعودية أنفقت أكثر من 100 مليون دولار أمريكي لتحسين صورتها في الولايات المتحدة، في محاولة لطمس الصورة الذهنية التي ارتبطت بها كدولة مُصدّرة للإرهاب.

مواجهة النفوذ الإيراني

الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية، بحسب المجلة، هو الدور السعودي الإقليمي في كبح جماح النفوذ الإيراني.

تُشير المجلة إلى أنه منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، عندما أخذ ملالي إيران دبلوماسيين أمريكيين كرهائن، كانت الولايات المتحدة تنظر إلى إيران باعتبارها "اللاعب الأكثر خطورة في الشرق الأوسط".

وتعارض المملكة، التي تمارس تعاليم الإسلام السني، التدخلات الإيرانية للشيعة في دول الشرق الأوسط بما في ذلك سوريا ولبنان واليمن. وفي الآونة الأخيرة، بدأت السعودية العمل مع حليف إقليمي رئيس آخر لأمريكا، إسرائيل، لأن البلدين ينظران إلى إيران على أنها تهديد وجودي، بحسب المجلة.

كيف أثّر ترامب على العلاقة بين البلدين؟

يملك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علاقات تجارية طويلة الأمد مع السعوديين. في تصريحات سابقة قال بعظمة لسانه أنه باع لسعوديين عقارات بملايين الدولارات. وتساءل أثناء حملته الانتخابيه قبل توليد سُدة الحكم "هل يُفترض أن أكرهم؟ أنا أحيهم كثيرًا".

منذ توليه منصبه، جعل ترامب التحالف السعودي الأمريكي أولوية، حتى أن أولى جولاته الخارجية كانت إلى الرياض. أما صِهره جاريد كوشنر فسُرعان ما أصبح مقربًا من الأمير محمد بن سلمان، ودعمت إدارة ترامب صعوده العام الماضي، مُعتبرة أنه "إصلاحي ينوي تحديث بلاده".

في المقابل، فإن البرلمان الأمريكي (الكونجرس) ليس مفتونًا بإصلاحات ولي العهد إلى هذا الحدّ، ودفع مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول الشهر الماضي بعض أعضاء مجلس الشيوخ للمطالبة بتطبيق قانون "ماجنيتسكي" الذي يقضي بتحديد هويّة السعوديين المتورطين في القتل في غضون 4 أشهر لمعاقبتهم.

وماذا عن الدعم الأمريكي للحرب في اليمن؟

في البداية دعم أوباما التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران منذ 2015، في محاولة لمنع الإطاحة بالحكومة اليمنية. لكن بعد مقتل آلاف المدنيين في غارات جوية قادها التحالف، علّق أوباما بيع أسلحة بقيمة 390 مليون دولار للجيش السعودي.

بعد وصول ترامب للبيت الأبيض، أعاد تسليح الجيش السعودي مُجددًا وتصدير القنابل اليدوية الموجهة بالليزر التي تُستخدم الآن ضد الحوثيين والمدنيين في اليمن. كما يساعد البنتاجون المخابرات السعودية في تحديد الأهداف، وتعمل الطائرات الأمريكية على إعادة تزويد الطائرات السعودية بالوقود في الجو.

ومنذ العام الماضي ، تمركزت القوات الأمريكية الخاصة على الحدود السعودية اليمنية لمساعدة السعوديين على تدمير مواقع الصواريخ للحوثيين. لكن هذا الدعم قد ينتهي قريبًا، حيث يهدد الجوع والفوضى ملايين المدنيين اليمنيين. وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس، الأسبوع الماضي "حان الوقت للمُضيّ قُدمًا في وقف هذه الحرب".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان