"تزوير انتخابات ووزير مثير للجدل".. كيف يواجه ترامب أزماته الحالية؟
كتب - هشام عبدالخالق:
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تحليلًا لمراسلها في البيت الأبيض مارك لاندلر، حول الأزمات التي مر بها الرئيس دونالد ترامب في الأيام القليلة الماضية.
ويقول لاندلر، في بداية تحليله: "في الثلاثة أيام بعد فوز الديمقراطيين بمجلس النواب، طرد الرئيس وزير العدل وعين بديلًا موالٍ له وناقد على التحقيق الروسي الذي يجريه المستشار روبرت مولر، وأيضًا منع مراسل شبكة "سي إن إن" جيم أكوستا من دخول البيت الأبيض مهددًا بأنه قد يكرر هذا لصحفيين آخرين، وأيضًا اتهم مسؤولي الانتخابات في ولايتي فلوريدا وأريزونا بأنهم زوروا الأصوات لصالح المرشحين الذين لا يدعمهم".
وأوضح الكاتب، أن مثل هذه الهجمات على مؤسسات الدولة كانت "ملحوظة" للغاية، حتى لو كان من قام بها رئيس عادة يهاجم الصحافة والقضاة والأشخاص الذين لا يعجبونه.
ويضيف الكاتب، أن أفعال ترامب تقترح أنه يستعد لمعركة مع المعارضة الديمقراطية ذات الأغلبية، بعد خسارة مجلس النواب لصالح الجمهوريين، وأن هذه الأفعال دليل على العدوانية التي يستعد بها لاستقبال الديمقراطيين في المجلس، الذين أصبحوا يمتلكون سلطات استدعاء الشهود ويحضرون قائمة طويلة من الأسئلة حول صلاته وعلاقاته مع روسيا.
وزير العدل المثير للجدل
وعلى الرغم من أن أفعال ترامب في الأيام الماضية أثارت الجدل في واشنطن، إلا أن تعيينه لماثيو وايتيكر بدلًا من جيف سيشنز، أثار العديد من الأسئلة الأخلاقية والقانونية، حسب محامين ومسؤولين سابقين في وزارة العدل.
وذكرت الصحيفة، أن وزير العدل الجديد، كان رافضًا علنيًا للتحقيق الروسي بشأن التدخل في الانتخابات -وهو الذي يشرف عليه الآن- وكذلك على صلة مزعومة بشركة مقرها ولاية فلوريدا تم إغلاقها بعد مزاعم بالاحتيال، ولم يتم تأكيده في مجلس الشيوخ بعد، كل من هذه الحقائق تجعل اختياره ليكون أكبر سلطة تنفيذ قانون في البلاد أمر مريب.
ويقول النقاد إن كل هذه الحقائق معًا تجعله خطرًا ليس فقط على عمل المستشار الخاص روبرت مولر، ولكن أيضًا على حكم القانون بشكل أوسع.
وأكد والتر ديلينجر الذي شغل منصب المحامي العام بالنيابة في إدارة كلينتون، أنه يجب عدم التغاضي عن سؤال هام يتمثل في إذا ما كان تعيين وايتيكر محاولة لتقويض نظام العدالة في البلاد.
وأوضح ديلينجر، أن هذه هي المرة الأولى التي يعين فيها الرئيس وزيرًا للعدل بإمكانه تقرير مصير تحقيق فيدرالي حول الرئيس نفسه، ويصدف أن هذا الوزير الجديد ناقد على التحقيق.
وتغاضى الرئيس عن أسئلة تدور حول وايتيكر، تبدو مهمة للغاية بالنسبة لأغلب خبراء القانون، هل من الممكن أن يتم إزالته من منصبه (وايتيكر) لأن مجلس الشيوخ لم يصدق عليه؟ وهل يجب عليه أن ينحي بنفسه جانبًا عن التحقيق الروسي بسبب معاداته السابقة لمولر وتحقيقه؟
الإعلام
وانتقلت الصحيفة للحديث عن أزمة أخرى مرّ بها ترامب، وهي معاداته المستمرة للإعلام، والتي اتخذت منحنى جديدًا هذا الأسبوع.
وضع ترامب مراسل "سي إن إن" جيم أكوستا على القائمة السوداء ومنعه من دخول البيت الأبيض، وذلك بسبب أنه لمس متدربة في البيت الأبيض بطريقة غير ملائمة خلال مؤتمر صحفي، وليس هذا فحسب، بل وصف أحد الأسئلة التي ألقتها مراسلة شبكة "بي بي إس" بأنها "عنصرية"، وكان السؤال يتمحور حول إذا ما كانت لغته التحريضية شجعت القوميين البيض في الولايات المتحدة.
وهاجم ترامب أيضًا كلًا من مراسلة "سي إن إن" آبي فيليب، ومراسلة شبكة الراديو الأمريكية الحضرية آبريل ريان لإلقائهما أسئلة لم تعجبه.
وحذر ترامب من أن البيت الأبيض قد يسحب تصاريح دخول صحفيين آخرين إذا لم يعاملوا الرئاسة باحترام، وهي الخطوة التي لم يتخذها أي رئيس سابق في البيت الأبيض، وقال: "هذا مكان مقدس بالنسبة لي".
تزوير الانتخابات
وتقول الصحيفة، إن الزاوية التي ينظر منها ترامب لنتائج الانتخابات النصفية "سلبية" للغاية، فيوم الثلاثاء (يوم الانتخابات) أشاد بفوز الجمهوريين بعدة مقاعد في مجلس الشيوخ ووصفه بأنه "تحديًا" بالنسبة للحزب الذي ينتمي إليه الرئيس، ولكن بحلول يوم الجمعة عندما ظهرت نتائج الانتخابات المتأخرة في ولايتي فلوريدا وأريزونا وبدا أنهما يميلان لصالح المرشحين الديمقراطيين، غضب ترامب وألقى باللوم على مسؤولي الانتخابات "الفاسدين" في الولايتين لعثورهم على أصوات تنتمي للحزب الديمقراطي.
وأضافت الصحيفة، أن مثل هذا الفعل يذكرنا باتهاماته بتزوير الأصوات قبل انتخابات عام 2016، عندما تنبأت استطلاعات الرأي بأنه سيخسر أمام هيلاري كلينتون، وكذلك اتهاماته بتزوير الأصوات على نطاق واسع، عندما قال إنه فاز في التصويت الشعبي "إذا تم خصم أصوات ملايين الأشخاص الذين صوتوا بشكل غير قانوني".
وكتب ترامب على تويتر يوم الجمعة، كانت الانتخابات يوم الثلاثاء وتم اكتشاف هذه الأوصوات اليوم في فلوريدا وجورجيا؟ دعونا نلقي باللوم على روسيا ونطلب اعتذارًا من الرئيس بوتين، ونشر بعد ذلك 6 تغريدات أخرى حول مخالفات الناخبين المزعومة وتعهد بإرسال كتيبة من المحامين لإيقاف المخالفات.
ويقول الخبراء، بحسب الصحيفة، إن آخر محاولات ترامب في فضح تزوير الانتخابات باءت بالفشل، وكذلك هجماته على وسائل الإعلام فشلت حتى الآن في منع المراسلين من القيام بعملهم، ولكن تعيين ترامب لوايتيكر في منصب وزير العدل خطر من نوع آخر، حيث يوضح أن ترامب لا يزال ينظر إلى المحامين -حتى أولئك المتواجدين على قمة وزارة العدل- باعتبارهم مروجين لمصالحه الخاصة.
ويضيف الخبراء، أن الجميع يتساءل الآن عن الكيفية التي سيتعامل بها وايتيكر مع القضايا الحساسة مثل دور المحاكم أو مصير تحقيق مولر، ولكنه من الممكن أيضًا أن يدمر الطبيعة اليومية لعمل وزارة العدل، وهو ما سيؤثر على ملايين الأمريكيين.
ويقول جون شميت، الذي شغل منصب مساعد النائب العام في عهد الرئيس بيل كلينتون: "وزير العدل يتخذ قرارات كثيرة كل يوم، وأن يكون لديك في هذا المنصب شخص غير قادر على اتخاذ قرارات يمكن الاعتماد عليها هو أمر ليس بسيط حتى بالنسبة لإدارة ترامب".
فيديو قد يعجبك: