اختفاء جمال خاشقجي في صدارة اهتمام الصحف البريطانية
القاهرة- (مصراوي):
سلّطت معظم الصحف البريطانية الضوء على قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مدينة اسطنبول التركية، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
في مقال بعنوان "مفقود في تركيا" أشارت صحيفة الجارديان إلى أن "خاشقجي توخى الحذر قبل الذهاب للقنصلية السعودية في إسطنبول إذ حصل على تطمينات من أصدقائه، كما طلب من خطيبته الاتصال برقم هاتف محدد في حال اختفى".
وأضاف كاتب المقال أن "خاشقجي كان مقتنعاً تمامًا بأنه لا يواجه أي تهديد من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وقد توجه للقنصلية السعودية بعد ضغوط تعرض لها من قبل والد خطيبته لإتمام معاملات الزواج بسرعة".
وأردف أنه "بعد خمسة أيام من انتقاله لبلد أراد فيها خاشقجي أن يبدأ حياة جديدة، كان الموت له بالمرصاد".
وتابع بالقول إنه "مع كل يوم يمر على اختفاء خاشقجي، يزيد اعتقاد السلطات التركية بأن الصحفي السعودي لن يظهر مجدداً وأنه قتل من قبل عملاء من السعودية".
ونقل كاتب المقال عن خطيبه خاشقجي ما قاله لها "إنني غير خائف وأنه ليس هناك أي تحقيق ضدي وأن أقسى ما يمكن أن يقوموا به هو استجوابي، وأنا سأعطيهم أجوبة، وليس هناك ما أخفيه".
واختفى خاشقجي، الثلاثاء الماضي، بعد دخوله مقر القنصلية السعودية في اسطنبول، بصُحبة خطيبته التركية خديجة أزرو، التي كانت تنتظره خارج المبنى، لتوثيق طلاقه حتى يتسنّى له الزواج منها؛ إذ لا يسمح القانون التركي بتعدّد الزوجات.
أما صحيفة ديلي تليجراف فذكرت في افتتاحيتها بعنوان "غموض في السفارة" قصة اختفاء الصحفي السعودي.
وقالت الصحيفة إنه في يوم الثلاثاء دخل سعودي، يبلغ من العمر 59 عاماً، قنصلية بلاده في إسطنبول لكي يحصل على بعض الأوراق لإتمام معاملات زواجه، إلا أنه لم يره أحد بعد ذلك.
وأضافت أن اختفاء الخاشقجي لم يكن ليحظى بمثل هذا الاهتمام لو لم يكن صحفيًا وناقدًا لسياسات النظام السعودي وبن سلمان.
وتابعت إن السلطات التركية تتهم الآن السعودية بقتله ونقل جثته خارج البلاد.
وتتساءل الصحيفة عن مصير خاشقجي، وتقول إن سفارة أو قنصلية أي مواطن تعتبر من أكثر الأماكن أمناً له في بلد غريب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال تم إثبات المزاعم التركية، فإن الاختلاف بين ذلك وبين محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال في إنجلترا سيكون بسيطا، وهو المادة المستخدمة لتنفيذ الاغتيال.
وختمت الصحيفة بالقول إنه لا يوجد أي دليل قاطع على أن خاشقجي قد قُتل، وأن تركيا تحتاج إلى أدلة لإثبات ذلك، إلا أن على السعوديين إقناع العالم القلق بأن ليس لديهم ما يخفونه وأنهم لا يغتالون منتقديهم الذين بنوا حياة جديدة لهم خارج البلاد.
وكتب ريتشارد سبنسر مقالاً في صحيفة التايمز تحت عنوان "لا يخاف انتقاد الأمير".
وقال كاتب المقال إن "خاشقجي لم يكن مجرد صحفي آخر"، مضيفاً أنه أمضى وقتاً طويلاً في أفغانستان وكانت له معرفة بأسامة بن لادن، وترأس قناة تلفزيونية.
وأضاف أن "الصحفي السعودي عمل جاهداً ليشق طريقه في عالم الصحافة المكتوبة ليصبح رئيساً للتحرير بميول تحررية، كما كان مستشارا حكوميا للأمير فيصل آل سعود، السفير السعودي السابق في لندن وواشنطن".
وتابع "الأهم من ذلك أنه كان رئيساً للمخابرات السعودية بين عامي 1977 و2001، وفي هذه الوظيفة كان مطلع على تمويل السعودية للمجاهدين في أفغانستان والعلاقات الأمنية بين الولايات المتحدة وأفغانستان".
وأردف أن "حقيقة تقرب خاشقجي فكريًا من الإخوان المسلمين الذين يكرههم الأمير السعودي، زاد الأمر سوءاً"، فضلاً عن أن قراره بالكتابة لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية "اعتُبر إهانة للسعودية".
كان صلاح جمال خاشقجي، الابن الأكبر للصحفي السعودي المختفي، قال إنه لم يكن لديه أي فكرة عن وجوده في تركيا، ولم يعلم أي شيء عن رحلته الأخيرة هذه، حسبما نقلت قناة العربية السعودية، الأحد.
وأوضح صلاح، للعربية، أن القضية تتمثل في اختفاء مواطن سعودي، مؤكدًا أن العائلة تتعاون مع السلطات السعودية للكشف عن ملابسات الأمر، وأنها تتجاوب مع أسرته.
كما أعلن المستشار السعودي معتصم خاشقجي، أحد أقارب الصحفي المختفي، أن خطيبته خديجة أزرو "ليست معروفة للعائلة".
وقال معتصم في تصريحات نقلتها العربية، الأحد: "ليست خطيبته من الأساس، لا نعرفها ولا نعرف من أين جاءت ولا تمت للعائلة بصلة، وقد تكون أحاديثها وحضورها لتمرير أجندة خاصة بها".
فيديو قد يعجبك: