لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"قسد" تحت نيران داعش وتركيا و"أمريكا قلقة".. ماذا يحدث في دير الزور؟

10:09 م الأربعاء 31 أكتوبر 2018

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

احتدت الأوضاع في مدينة دير الزور السورية، بعد معارك شرسة خاضتها قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم داعش، الذي يسيطر على مساحات ضئيلة من المدينة الحدودية مع العراق.

في دير الزور، تعطي الولايات المتحدة القيادة لحليفتها القوات الكردية المتمثلة في قوات سوريا الديمقراطية، لإحباط الحلم الداعشي بإعادة السيطرة على المدينة ومن ثم التوسع في أكثر من جهة، حيث أنها منفذًا شرقيًا للعراق.

داعش.. وطرد قسد

منذ سبتمبر الماضي، عهدت قسد على مهمة القضاء على آخر جيوب التنظيم الإرهابي في دير الزور، بمساندة من طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

ويشهد الجيب الأخير لتنظيم "داعش" عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات بريف دير الزور الشرقي، استمرار المعارك العنيفة على محاور عدة بين عناصر التنظيم من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، وقوات سورية الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي من طرف آخر.

شهدت المدينة الحدودية مؤخرًا عددًا من العمليات العسكرية الموسعة من داعش ضد قسد، صبت جميعها ضد القوات الكردية، ففي ضربة قاسية تلقوها منذ يومين، قتل أكثر من 68 عنصرًا من قسد، على يد التنظيم الإرهابي.

الهجوم العنيف من تنظيم داعش على قوات قسد، جعل طائرات التحالف الدولي تقصف عددًا من المدن والقرى السورية، من بينها قرية السوسة في ناحية البوكمال، وبلدة هجين.

لم تتمكن قسد من الصمود أمام الهجمات المتكررة لتنظيم داعش، الذي تمكن في النهاية من طرد قوات سوريا الديموقراطية من أخر معاقلها في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وذلك وفقا لما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد الماضي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس"، إن داعش استعاد خلال هجمات مضادة واسعة منذ الجمعة الماضية وحتى فجر الأحد، كافة المناطق التي تقدمت فيها قوات سوريا الديموقراطية في جيب "هجين" بعد بدءها عملية عسكرية ضده بدعم أميركي.

التورط التركي.. والوساطة الأمريكية

في الوقت الذي تدور فيه معارك طاحنة بين داعش وقسد في دير الزور، كانت القوات التركية في الشمال تسدد العديد من الضربات ضد القوات المتحالفة مع أمريكا والتي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية إنفصالية.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية، اليوم الاربعاء، إنها استهدفت عربة عسكرية تركية على الطرف التركي من الحدود شرقي نهر الفرات ودمرتها، ردًا على القصف التركي لمواقع "قسد" قرب بلدة عين العرب، على ضفة الفرات الشرقية بريف حلب، وهي المرة الثالثة التي يستهدف فيها الجيش التركي مواقع لقوات "قسد" شرقي الفرات في أسبوع.

ورد الجيش التركي، حيث استهدف بالرشاشات الثقيلة معبر تل أبيض في مدينة الرقة شرقي سوريا، ما أدى إلى مقتل أحد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية.

رأت الولايات المتحدة أنها بحاجة للتدخل من أجل حماية حليفها، فأعلن المتحدث باسم البنتاجون شون روبرستون، أن أمريكا على اتصال مع أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) حول هجوم أنقرة المخطط على شمال شرقي سوريا.

وقال روبرستون في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الثلاثاء الماضي، "نحن على دراية بتصريحات تركيا عن هجوم مخطط له في شمال شرقي سوريا واتصلنا مع تركيا وقوات سوريا الديمقراطية لتهدئة الوضع".

فيما أبدت الولايات المتحدة اليوم، قلقها من الضربات التركية على حليفتها قوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري.

التدخل العراقي

شعرت العراق بالقلق من تصاعد الأوضاع في دير الزور الذي لا يصب في مصلحتها بأي حال من الأحوال، فلجأت إلى التدخل العسكري والسياسي.

حذر رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي، أمس الثلاثاء، من انسحاب "قوات سوريا الديمقراطية" من مناطق كانت تسيطر عليها في محافظة دير الزور السورية قرب الحدود مع العراق.

وقال الأعرجي في تصريح لوسائل إعلام إن "انسحاب قوات سوريا الديمقراطية وانتشار داعش بدلا عنها، أمر يحمل أكثر من علامة استفهام خصوصا وأن ذلك حصل بالقرب من الحدود العراقية السورية".

وأعلن الحشد الشعبي في العراق اليوم الأربعاء، أن قواته قتلت المسؤوليْن عن مهاجمة قوات سوريا الديمقراطية، على الحدود العراقية السورية.

وأشار الحشد الشعبي إلى أن "المسؤولين عن مهاجمة قسد هما قياديان بارزان في داعش وقتلا بقصف مدفعي على الحدود".

المساندة العراقية لم تكن كافية، خاصة بعدما اسقطت تركيا اليوم أعداد كبيرة من قوات سوريا الديمقراطية في العراق، بعدما قتلت 34 منهم.

واعتبرت قوات سوريا الديمقراطية، أن "الهجمات التركية دعمًا مباشرًا تقدمه أنقرة لداعش وجاءت منسقة معه"، مشيرةً إلى أن "هذه الهجمات تزامنت مع الهجمات العكسية التي ينفذها التنظيم في منطقة هجين في الفترة الأخيرة".

ولفتت إلى أن "التنسيق المباشر بين الهجمات التركية في الشمال وهجمات داعش في الجنوب أدى إلى إيقاف معركة دحر الإرهاب مؤقتاً"، مشيرةً إلى أن "قواتنا كانت تهاجم آخر معاقل داعش واستمرار هجمات تركيا سيوقف حملتنا لفترة طويلة وهو ما تريده أنقرة".

فيديو قد يعجبك: