لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الأردن ينهي ملحقي "الباقورة والغمر".. ماذا حدث؟ وكيف استقبلت إسرائيل الخبر؟

10:10 م الأحد 21 أكتوبر 2018

الملك عبد الله الثاني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

إنهاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لملحقي الباقورة والغمر في اتفاقية السلام مع إسرائيل، ليس بنهاية لاتفاقية السلام التي تم توقيعها بين الجانبين عام 1994، بحسب ما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، اليوم الأحد.

وتأتي تعليقات الصحيفة، بعدما أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الیوم الأحد، إنهاء ملحقي الباقورة والغمر في اتفاقیة السلام مع إسرائیل.

وكان الملك كتب عبر حسابه في تویتر: "طالما كانت الباقورة والغمر على رأس أولویاتنا، وقرارنا هو إنهاء ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقیة السلام ... انطلاقا من حرصنا على إتخاذ كل ما یلزم من أجل الأردن والأردنیین".

وجاءت تغريدات الملك الأردني بإعلانه إنهاء ملحقي هذه المناطق من اتفاقية وادي العربة، قبل 4 أيام فقط من انتهاء المدة القانونية للتأجير، والتي كان مقرر لها الخميس 25 أكتوبر 2018، حيث دخلت المنطقتان الباقورة (شمالي الأردن من أراضي الأغوار الشمالية) والغمر (جنوبي المملكة) ضمن اتفاقية وادي عربة 1994.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية: إن "العلاقات الحكومية بين كلًا من تل أبيب وعمان قوية، ويدرك كلا الجانبين أنه في حين أن الطرف الآخر قد لا يفعل دائمًا ما يريده، فإن مصالحهما يخدمها السلام والتعاون، والمشكلة التي تواجه العلاقات الأردنية الإسرائيلية موجودة على مستوى الشعوب وليس الحكومات".

وأضافت الصحيفة، ربما يشرب الأردنيون الآن المياه الإسرائيلية، ويستفيدون بطرق عديدة من التعاون الأمني مع إسرائيل، وسيدفئون منازلهم بالغاز الطبيعي الإسرائيلي في 2020، ولكنهم على الرغم من ذلك لا يحبون إسرائيل.

ويقول الدبلوماسي آلان بيكر، الذي كان جزءًا من الفريق الإسرائيلي الذي تفاوض على اتفاقية السلام مع الأردن، إن "إسرائيل تسمح للطائرات المتجهة من وإلى الأردن بالعبور عبر مجالها الجوي، مما يوفر الكثير من الوقت والمال. وتسمح إسرائيل أيضًا للشاحنات الأردنية باستخدام الموانئ الإسرائيلية. هذه أشياء يمكن لإسرائيل حجبها إذا ما قررت ذلك".

ويضيف بيكر، "توجد عدة اتفاقات بين إسرائيل والأردن، فهي عملية ذات اتجاهين، وفي المشاورات بين الدول، من المفترض أن يتم مناقشة جميع هذه الجوانب".

جدعون برومبرج، المدير الإسرائيلي لمنظمة EcoPeace في الشرق الأوسط، وهي منظمة ثلاثية تجمع بين أخصائيين بيئيين أردنيين وفلسطينيين وإسرائيليين للتعامل مع المشاكل المشتركة: إن "القرار الأردني والمفاوضات المتوقعة بين الجانبين يمكن أن توفر فرصة لإقامة حديقة سلام مشتركة تمتد على الأراضي الأردنية والإسرائيلية".

صحيفة "نيويورك تايمز" تحدثت مع أفراد من قرية تسوفار، ويقول إيتان ليبسيتش منسقة التعاونية التي تضم 98 عائلة، لم يكن أحد من المزارعين يتوقع هذا الإلغاء، وأنا مندهش للغاية، ولا أعرف كيف أفكر".

وقال ليبسيتش، سيكون الأمر بمثابة "كارثة" للقرية التي تزرع الخضراوات على مساحة تقرب من 370 فدان على الجانب الأردني من المنطقة.

- اتفاقية وادي عربة:

هي معاهدة سلام وقعت بين إسرائيل والأردن على الحدود الفاصلة بين الدولتين والمارة بوادي عربة في 26 أكتوبر 1994، وطبّعت هذه المعاهدة العلاقات بين البلدين وتناولت النزاعات الحدودية بينهما، وترتبط هذه المعاهدة مباشرة بالجهود المبذولة في عملية السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.

في 26 أكتوبر 1994، تم التوقيع على معاهدة السلام التاريخية خلال حفل أقيم في وادي عربة في إسرائيل، شمال إيلات وبالقرب من الحدود الإسرائيلية الأردنية. ووقعها رئيسا الوزراء إسحاق رابين وعبد السلام المجالي المعاهدة فيما ظهر الرئيس عيزر وايزمان والملك حسين في مصافحة تاريخية، وكان الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ووزير الخارجية وارن كريستوفر حاضرين خلال التوقيع. وأرسلت آلاف البالونات إلى السماء في ختام الحفل.

استقبل الرأي العام الإسرائيلي هذه المعاهدة بشكل إيجابي، ورحبت بها مصر بينما تجاهلتها سوريا، وبعد هذا الاتفاق أصبحت الحدود الإسرائيلية الأردنية مفتوحة لمرور السياح والبضائع والعمال بين البلدين.

- منطقتا الباقورة والغمر:

الباقورة هي قرية أردنية تقع شرق نهر الأردن، تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 6 كيلومتر مربع، وهى تدخل ضمن مناطق لواء الأغوار الشمالية التابع لمحافظ إربد، وبسبب وقوعها على الحدود بين الأردن وإسرائيل، دخلت ضمن بنود النزاع الذي انتهى باتفاقية وادي عربة، حيث وردت في الملحق الأول في القسم الثاني من المعاهدة تحت اسم "منطقة الباقورة – نهاريم".

ولا تختلف منطقة الغمر عن الباقورة كثيرًا، فهي منطقة حدودية تمتد على مساحة 4 كيلومتر مربع وعلى طول خمسة كيلومترات باتجاه الحدود، وتقع في محافظة العقبة جنوب البحر الميت، ووردت ضمن معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية عام 1994، بالملحق الأول تحت اسم "منطقة الغمر- تسوفار".

- ردود الفعل:

هنأ رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز، الشعب بقرار الملك، وكتب عبر "تويتر": قال جلالة الملك الكلمة الفصل في الباقورة والغمر فهنيئا لجلالته وهنيئًا لشعبنا الأردني العظيم".

لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع النقابية، أعربت عن فخرها وسعادتها بقرار الملك إعادة أراضي الباقورة والغمر إلى السيادة الأردنية الكاملة.

وقالت اللجنة، في بيان، نقلته صحيفة "الرأي" الأردنية: "الأردن كله لنا.. ولا وجود لغاصب على أرضنا".

أحد شهود معاهدة وادي عربية الدكتور مروان المعشّر، قال في مداخلة هامة عبر وكالة عمون المحلية، نقلتها صحيفة "الرأي اليوم": "يجب إعداد العدّة للمفاوضات المقبلة مع الاسرائيليين، وفقًا لنصوص المعاهدة"، وتوقع المعشر مفاوضات شاقة، وطالب بـ"التسلح بالخبرات القانونية الكبيرة، وهي متوفرة في الأردن لتطبيق المعاهدة وكسب المفاوضات التي ستكون شرسة".

ولفت المعشر إلى عدم الثقة بالحكومة الإسرائيلية والتي ستحاول السير بعيدًا عن تطبيق المعاهدة، والتي التزم الأردن بها فيما يخص وقت الإبلاغ عن عدم الرغبة بتجديد الإيجار، وقارن المعشر المفاوضات المقبلة بنظيرتها التي حدثت بين مصر وإسرائيل على أراضي طابا، مبينًا أن ما استطاعته مصر في ثمانينيات القرن الماضي تستطيعه عمان أكثر.

رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة، اعتبر إعلان الملك "انتصارًا لسيادة الأردنيين"، وكتب على تويتر: "السيادة الأردنية تتمثل بقيادة البلاد نحو القرار الصائب؛ جلالة الملك ينتصر لإرادة الأردنيين الحرة باستعادة الباقورة والغمر، ويغلق الباب أمام محاولات النيل من استقلالية قراراتنا".

كتلة الإصلاح النيابية، اعتبرت في بيان لها، أن قرار إلغاء ملحق تأجير اتفاقية منطقتي الباقورة والغمر مع الاحتلال الاسرائيلي، تأتي استجابة للإرادة الشعبية لجموع الشعب الأردني.

وبينت الكتلة في بيان صحفي اليوم الأحد، نقلته صحيفة "السبيل" الأردنية، أن قرار إلغاء الاتفاقية مع الاحتلال الاسرائيلي يثبت التلاحم بين القيادة والشعب في المواقف هو أكبر حصن يحتمي به الأردن أمام أي ضغوطات وتحديات خارجية، وأن مصلحة الأردن الحقيقية لا تقوم ولا تتحقق إلا بهذا التلاحم، الذي به يتم الإنجاز، ويكتمل البناء.

حزب الوسط الإسلامي الأردني، أعرب عن فخره واعتزازه بالخطوة الملكية الحكيمة والحازمة بإنهاء ملاحق اتفاقية وادي عربة والمتعلقة بأراضي الباقورة والغمر.

وقال الحزب في بيان، نقلته صحيفة "الدستور" الأردنية، إن أراضي الباقورة والغمر أراضٍ أردنية أملت ظروفٌ معينة على الأردن في حينها السماح بترتيبات خاصة لها ضمن اتفاقية وادي عربة، مشيرًا إلى أن هذه الترتيبات لم يعد حاجة لها الآن، مبينًا أن استمرارها يشكل انتقاصًا من السيادة الأردنية.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن بلاده ستتفاوض مع الأردن على تمديد فترة الإيجار لمدة 25 عامًا، واعتبارها أرضا حدودية بمقتضى اتفاقية السلام التي وقعها البلدان عام 1994.

وأفاد نتنياهو في تصريحات الأحد، بأن "الأردن يريد تنفيذ خيار إنهاء اتفاق الإيجار، وإسرائيل ستبدأ مفاوضات بشأن إمكانية تمديد الاتفاق الحالي".

فيديو قد يعجبك: