قصف ومفاوضات وتهدئة مصرية .. ماذا يحدث في غزة؟
كتبت – إيمان محمود:
هدوء حذر؛ يعيشه أهالي قطاع غزة المُحاصر، اليوم الخميس، بعد يوم من تصاعد الأحداث مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي شنّ سلسلة من الغارات على بيت لاهيا شمالي القطاع، بالتزامن مع زيارة للوفد الأمني المصري للقطاع، ضمن جهوده في المصالحة الفلسطينية.
ومع انتهاء حالة الترقب في ظل ارتفاع وتيرة التهديدات الاسرائيلية والتحليق المستمر لطائرات الاستطلاع في أجواء القطاع، دبّت الحياة في شوارع غزة وتوجه الطلبة إلى المدارس والجامعات، بحسب ما أكدته وكالة "معا" الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة في بيان، استشهد الشاب ناجي جمال محمد الزعانين (25 عاماً) في غارة إسرائيلية في قرية أم النصر شمال بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة، فيما أصيب ثلاثة فلسطينيين آخرين في غارة غرب مدينة رفح في جنوب القطاع.
يُعتبر هذا التصعيد حلقة ضمن سلسلة تصعيدات ازدادت حدتها منذ انطلاق مسيرات العودة، على السياج الحدودي بين القطاع المُحاصر والأراضي المُحتلة، في 30 مارس الماضي، بالتزامن مع يوم الأرض وذكرى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
مزاعم إسرائيلية
الجيش الإسرائيلي، أعلن أن سلسلة الغارات على القطاع، كانت ردًا على هجوم صاروخي، تم إطلاقه فجرًا وأصاب منزلاً في مدينة بئر السبع، الواقعة جنوبي إسرائيل والمُحتلة منذ عام 48، متسببًا بأضرار للمبنى لكن من دون وقوع إصابات.
وقال الجيش الإسرائيلي، أمس، إنه قصف 20 موقعًا في قطاع غزة، تابعين لحركة حماس، بعد سقوط صاروخين انطلقا من القطاع، سقط أحدهما على منزل في مدينة بئر السبع، والآخر سقط في البحر.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن ثلاثة إسرائيليين أصيبوا من جراء القصف، ونقلوا إلى المستشفى، في حين هرع الإسرائيليون في وقالت الجيش الإسرائيلي إنه يحمّل "حماس" مسؤولية الهجوم، بغض النظر عن الفصيل الذي يقف وراء إطلاق الصواريخ.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، يوناتان كونريكوس، "هناك فقط منظمتان في غزة تملكان هذا الصاروخ: حماس والجهاد الإسلامي. ليس من الصعب تضييق احتمالات من يقف وراء الهجوم".
إجراءات وتهديدات
وأمر وزير الحرب الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، بإغلاق معبر بيت حانون "إيرز" للأفراد، ومعبر كرم أبوسالم للبضائع، بعد إطلاق الصاروخين من غزة على جنوب الأراضي المحتلة، كما أعلنت إسرائيل تقليص منطقة الصيد المسموح بها للفلسطينيين قبالة سواحل قطاع غزة من ستة أميال إلى ثلاثة أميال بحرية.
فيما قال رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء، في ختام تقييم للوضع الأمني مع قيادة أجهزة الأمن الإسرائيلية، إن إسرائيل تنظر إلى الهجمات ضدها من غزة ببالغ الخطورة وإنها سترد بقوة عظيمة في حال لم تتوقف الهجمات.
وشدد نتنياهو على أن إسرائيل مصرّة على وقف الهجمات التي تشنها حركة حماس عند السياج الأمني، والهجمات الصاروخية التي تتحمل مسؤوليتها، فإن لم تتوقف، سترد إسرائيل بقوة عظيمة.
إنكار فلسطيني
وفي غضون ساعات من إطلاق الصاروخين باتجاه الأراضي المُحتلة، أنكرت الفصائل الفلسطينية في القطاع إطلاق الصواريخ؛ إذ أصدرت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية، بيانًا نفت فيه مسؤوليتها عن الصاروخ الذي أطلق على بئر سبع.
وأكدت الفصائل أنها جاهزةٌ للتصدي لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، وأنها حين تقوم بذلك لا تختبئ خلف أي ستار، بل تُعلن ذلك بوضوح في إطار مسؤوليتها الوطنية.
وقالت "لا يزال شعبنا الفلسطيني يخوض معركته بكل قوة واقتدار عبر فعاليات مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، وإننا في غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة نقف مع أبناء شعبنا الذين يخرجون أسبوعيًا وفي كل الفعاليات الجماهيرية لتحقيق مطالبهم بنيل حريتهم والعودة إلى وطنهم".
تهدئة مصرية
تزامن التصعيد مع زيارة وفد من المخابرات المصرية، وصل إلى قطاع غزة مساء الثلاثاء، للتحضير لزيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، والتي تم إلغاءها فيما بعد لأسباب غير معلومة.
وقال موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس إن وزير المخابرات المصرية عباس كامل ألغى زيارته المقررة إلى رام الله وقطاع غزة يوم الخميس.
وعقب جهود نقلت وكالة "معا" الفلسطينية، عن مصادر مطلعة، أن الوفد الأمني المصري، نجح في احتواء التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، بعد أن كثّف –بمساعدة أممية- اتصالاته مع جميع الأطراف لوقف التصعيد الإسرائيلي على غزة، بحسب ما نقلته "معا".
وأكدت المصادر أن الوفد الأمني المصري الذي يترأسه اللواء أيمن بديع وكيل المخابرات العامة المصرية، ويضم العميد أحمد عبد الخالق مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات، بذلوا جهودًا كبيرة منذ ساعات الفجر من أجل إعادة الهدوء للقطاع ووقف التصعيد بعد إطلاق الصواريخ على بئر السبع.
وجرت اتصالات واسعة مع قيادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية الأخرى بالإضافة إلى اتصالات موسعة على أعلى مستوى مع المسؤولين الإسرائيليين السياسيين والأمنيين والجيش الإسرائيلي، لمنع وقوع تصعيد وتهدئة الأوضاع الميدانية.
وبعد أن غادر الوفد قطاع غزة، بالأمس على إثر التصعيدات، عاد ظهر الخميس، إلى غزة لعقد لقاء وصف بالهام مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، في منزله.
وضمّ الوفد 5 شخصيات من المخابرات المصرية يرأسه اللواء أحمد عبد الخالق رئيس ملف فلسطين في المخابرات المصرية، ووكيل المخابرات المصرية اللواء أيمن بديع والعميد همام أبو زيد، بعد أن وصلوا القطاع عن طريق معبر بيت حانون.
فيديو قد يعجبك: