إعلان

زعيم التنظيم الناصري اللبناني يكشف في حوار لمصراوي أسباب تأخر تشكيل الحكومة

07:36 م الإثنين 01 أكتوبر 2018

الدكتور أسامة سعد زعيم التنظيم الناصري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

رغم إعلان رئيس الوزراء اللبناني المُكلف سعد الحريري عن تفاؤله حول تشكيل الحكومة الجديدة، إلا أنه إلى اللحظة لم تظهر أي بادرة أمل تنقل هذا التفاؤل إلى الشعب اللبناني. وبالفعل تقف عدة عقبات أمام التشكيل المتوقع، أبرزها بحسب الخبراء والمحللين ما تعانيه الدولة من الطائفية في نسيجي الحكم والشعب.

زعيم التنظيم الناصري الشعبي والبرلماني اللبناني الدكتور أسامة سعد، تحدث عن تلك العقبات التي تقف حائلاً أمام تشكيل الحكومة اللبنانية، في حوار لمصراوي، أشار فيه إلى أن الضغوط الأجنبية عامل هام ومؤثر للغاية في هذا الملف.

- لماذا تأخر تشكيل الحكومة اللبنانية إلى الآن؟

لبنان بأمسّ الحاجة لوجود حكومة تتحمل المسؤولية، لا سيما في ظل الأزمات التي يمر بها، وبخاصة على الصعد الاقتصادية والمعيشية، وفي ظل ما يواجهه من تحديات في سياق الصراعات الإقليمية المحتدمة.

على الرغم من عدم مراهنتنا في إطار الظروف السياسية القائمة على مجيئ حكومة قادرة على مواجهة التحديات وإخراج البلد من الأزمات، إلا أن التأخر المتمادي في تشكيل الحكومة يضع لبنان في مهب الأزمات والتحديات مع غياب حكومة تتولى المسؤولية.

- هل هناك أسباب رئيسية لعدم ولادة الحكومة بعد؟

نعم بالتأكيد، ويمكن اختصارها في ما يأتي:

. الصراع بين القوى الطائفية المهيمنة على تقاسم الحصص الوزارية وعلى الفوز بمغانم الحكم.

. ارتباط العديد من القوى المشار إليها بمرجعيات دولية وإقليمية تُملي عليها سياساتها ومواقفها، الأمر الذي يجعل الصراعات الدولية والإقليمية تنعكس على الوضع السياسي الداخلي في لبنان، وتعرقل تشكيل الحكومة.

- بصفتك عضو بمجلس النواب اللبناني، ما الذي يدور داخل مجلسكم بشأن تشكيل الحكومة؟

التأخر في تشكيل الحكومة هو أحد المآزق السياسية العديدة التي ما انفكت الطبقة السياسية الحاكمة تغرق لبنان في مستنقعاتها، وتضاف إليها الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة؛ الأمر الذي يشير إلى عجز هذه الطبقة وفشلها، كما يشير إلى فسادها الذي بات شديد الخطر على كل مناحي الحياة في لبنان.

من هنا نطرح، ومعنا القوى التقدمية والمدنية والشبابية وسواها، ضرورة التغيير لإنقاذ البلد من النظام الطائفي الذي بات عفنًا وعاجزًا عن الاستجابة لمصالح الشعب اللبناني وطموحات جيل الشباب. ونحن نعمل من أجل بناء الجبهة السياسية والحركة الشعبية العابرتين للطوائف والمناطق، ونسعى على المدى الاستراتيجي من أجل تغيير ميزان القوى السياسي بهدف التوصل إلى بناء الدولة المدنية الديمقراطية العصرية العادلة القادرة على فتح آفاق مستقبل أفضل أمام لبنان.

أما في المدى القريب فنحن نطالب، داخل المجلس النيابي وخارجه، القوى المسيطرة على الحياة السياسية وعلى المجلس النيابي بالتخلي عن ارتباطاتها الخارجية وعن أنانياتها الفئوية والطائفية من أجل تسهيل ولادة الحكومة الجديدة؛ تجنبًا لاستمرار الفراغ في السلطة، وذلك على الرغم من عدم مراهنتنا على قدرة أي حكومة قادمة في هذه المرحلة على إخراج لبنان من مسلسل الأزمات والمآزق على أي من الصعد.

- هل ترى أن تواجد حزب الله في لبنان أعطى نفوذ أكبر لطهران وزاد من نسب الطائفية التي تحدثت عنها؟

حزب الله هو طرف سياسي لبناني أساسي، وقد حاز في الانتخابات الأخيرة على تأييد واسع. ومن جهة ثانية حزب الله هو مكون أساسي للمقاومة اللبنانية ضد العدو الصهيوني. وكان له الدور الوازن في طرد الاحتلال الإسرائيلي من لبنان سنة 2000، وفي مواجهة الغزو الإسرائيلي سنة 2006، وهناك إجماع لبناني على أن حزب الله يقوم بدور إيجابي في مسألة تشكيل الحكومة الجديدة.

- لماذا تنامى البعد الطائفي في لبنان؟

أعيد التأكيد على أن الأزمة السياسية الحالية في لبنان، ولاسيما تأخير تشكيل الحكومة، إنما هي ناجمة عن عاملين أساسيين؛ التنافس الفئوي والطائفي على تقاسم الحقائب والمغانم في الحكومة المقبلة، والتدخلات الدولية والإقليمية، وبشكل خاص مراهنة أصدقاء أميركا والسعودية من الأطراف اللبنانية على حصول تعديل في ميزان القوى السياسي نتيجة للتصعيد الأميركي.

وفيما يتصل بتنامي البعد الطائفي في الوضع السياسي في لبنان، ينبغي الإشارة إلى العوامل الآتية:

. التركيبة الطائفية المزمنة للنظام السياسي في لبنان، بالإضافة إلى انتعاش قوى الإسلام السياسي الإخوانية والسلفية، والتيارات الطائفية والعشائرية وسواها في المنطقة، بعد تراجع الاتجاهات الوطنية والقومية، خاصة بعد ما حصلت عليه تلك القوى والتيارات من دعم وتمويل غربي وخليجي استهدف استخدامها ضد الأنظمة التي لا يرضى عنها الغرب.

وبالنسبة لنا نحن ضد استخدام الدين في السياسة، ونرى أن الطائفية والعشائرية والعرقية هي عوامل تفتيت للمجتمعات العربية وتدمير للدول الوطنية، كما نرى أن العروبة التي تحمل المبادئ الحضارية المنفتحة والديمقراطية هي القادرة وحدها على استيعاب التنوع العرقي والديني والمذهبي القائم في البلدان العربية، وتجاوز كل الانقسامات والانتماءات ما قبل الوطنية والقومية.

- ما رأيك في سعد الحريري؟

المجلس النيابي اختار بأكثرية كبيرة الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة، علمًا بأنني شخصيًا لم أختره، لكن وعلى الرغم من مرور عدة أشهر على تكليفه فإنه لم يتمكن إلى الآن من تشكيل الحكومة.

- في رأيك من هم المؤهلون لتشكيل الحكومة؟

المؤهلون لتشكيل الحكومة كُثر، ويعود الاختيار لمجلس النواب تبعًا للتوازنات السياسية القائمة. وفي المرحلة الراهنة نحن نطالب الرئيس الحريري بالإسراع في تشكيل الحكومة لأن الفراغ السياسي كبير الضرر على لبنان في كل المجالات، كما نطالب الكتل النيابية بتسهيل مهمته.​

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان