إعلان

ثلاثة تأجيلات لزيارة "بنس".. مكافحة الإرهاب أولوية والقدس "على الهامش"

09:32 م الثلاثاء 09 يناير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد الصباغ:

هدأت الأوضاع نسبيًا بعد مرور أكثر من شهر على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة إسرائيل، فلا حجم المظاهرات في المدن الفلسطينية المحتلة أو قطاع غزة والاشتباكات مع قوات الاحتلال باتت كما كانت في الأيام الأولى للقرار الأمريكي، كما تراجعت حدة الانتقادات الإعلامية والتناول لهذا القرار وتبعاته، ليعلن البيت الأبيض يوم الاثنين أن الزيارة التي تأجلت لأكثر من شهر ستكون في العشرين من يناير الجاري.

وكشف البيت الأبيض تفاصيل الزيارة المرتقبة لنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى منطقة الشرق الأوسط في الفترة من 20 إلى 23 يناير الجاري، وهي الأولى بعد قرار ترامب الذي ترفضه كل دول المنطقة عدا إسرائيل بالطبع.

كانت من المفترض أن يبدأ بنس بزيارة إسرائيل في المرة الأولى منتصف الشهر الماضي، وتحديدًا بالتوجه إلى حائط البراق الذي اعتبره آنذاك جزء لا يمكن تخيله خارج حدود دولة إسرائيل. لكن جدول الزيارة الذي واجه انتقادات كبيرة عُدل لتبدأ بمصر أولًا.

أما البرنامج الجديد للزيارة فيبدأ فيه بنس بزيارة مصر يوم 20 من الشهر الجاري ويلتقي بالرئيس عبد الفتاح السيسي، ثم يتوجه إلى الأردن ليجتمع بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ثم فترة البقاء الأطول ستكون في إسرائيل حيث سيستمر ليومين اثنين ويعقد عدد من الفعاليات واللقاءات.

وقال بيان البيت الأبيض إن بنس سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس رؤوفين ريفلين، كما أنه سيلقي كلمة أمام الكنيست وسيتوجه إلى حائط البراق والنصب التذكاري لضحايا الهولوكوست.

تأجيل وأسباب مختلفة

قالت المتحدثة باسم بنس، إليسا فرح، إنه سيغادر إلى الشرق الأوسط بتكليف من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتأكيد على التزام الولايات المتحدة بالعمل مع "حلفاء أمريكا في المنطقة لهزيمة التطرف الذي يهدد الأجيال القادمة". وأشارت إلى أن نائب الرئيس الأمريكي يتطلع إلى الاجتماع مع قادة مصر والأردن وإسرائيل لبحث سبل العمل المشترك لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن القومي.

لم يشر البيان السابق حول الزيارة المؤجلة أو تصريحات متحدثة بنس أمس إلى القضية الفلسطينية أو القرار الأمريكي بشأن القدس المحتلة في الشهر الماضي.

وترفض السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس لقاء أي مسؤول أمريكي بعد قرار ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، واعتبرت تحركه مخالفة للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة. كما اعتبر عباس أن الولايات المتحدة باتت غير مؤهلة لقيادة عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد هذه الخطوة.

كما واجه بنس رفضًا من أكبر المؤسسات الدينية في مصر، حيث أعلن الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر رفضه لقاء نائب الرئيس الأمريكي في بيان رسمي. ودعا الطيب الولايات المتحدة إلى التراجع عن القرارات غير المشروعة بحق القدس. وقال: "لا يمكن أن نجلس مع مزيفي التاريخ وسالبي حقوق الشعوب".

وخرجت الكنيسة المصرية ممثلة في بابا الإسكندرية تواضروس الثاني أيضًا لتعلن رفض استقبال مايك بنس احتجاجًا على إعلان الإدارة الأمريكية الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

قالت الإدارة الأمريكي إن سبب تأجيل الزيارة السابقة هو السماح لنائب الرئيس بترأس مجلس الشيوخ خلال التصويت على خطة الإصلاح الضريبي التي تشهد شدًا وجذبَا بين الجمهوريين والديمقراطيين. لكن محللون فلسطينيون أكدوا أن هذا السبب ليس حقيقيا بل جاء بعد الرفض والغضب في المنطقة من قرار بلاده، وهو ما أكده أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس أيمن الرقيب في تصريحات سابقة لمصراوي.

هدف الزيارة

قالت متحدثة باسم بنس إن السبب هو مناقشة التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، لكن لا يخفى على الجميع أن قضية القدس ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب سيكون على جدول الاجتماعات.

ويستمر الوضع الرافض حاليًا للقرار الأمريكي لكن مع تراجع حدة المظاهرات الفلسطينية والتناول الإعلامي للأزمة في المنطقة العربية وصعود قضايا أخرى على السطح أبرزها الأزمة مع إيران، ربما توفر المناخ الملائم لهذه الزيارة.

واعتبر محمد أبو سمرة، رئيس تيار الاستقلال وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن زيارة بنس لن تقدم شيئًا ولن تضيف جديدا فالموقف في الأردن ومصر واضح من رفض القرار الأمريكي بشأن القدس، ولن يقبلوا بأي حل للصراع دون التوصل لحل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.

كما لفت أيضًا إلى أن السلطة الفلسطينية أيضًا رفضت مرة أخرى لقاء مايك بنس. وطالب بجانب مصر والأردن الثابتين في موقفهم بشأن القدس أن تدعم الدول العربية الرئاسة الفلسطينية حتى تواجه القرارات الأمريكية وذلك بدعم منظمة الاونروا لإعانة اللاجئين والتي أعلنت الولايات المتحدة وقف دعمها المالي لها.

واعتبر أيضًا أن الزيارة لاستطلاع الأجواء في المنطقة ومحاولة الترويج لقرارهم، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية بالأساس لا تمتلك برنامجًا أو خطة للتعامل مع الوضع في الشرق الأوسط وتتحدث دائمًا عن "صفقة القرن" دون ذكر تفاصيل عنها "وأراهنهم أن يفعلوا".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان