أحمدي نجاد.. "ابن الثورة الإسلامية" معارضاً للمرشد
كتبت- إيمان محمود:
انقلب الرئيس الإيراني سابقاً أحمدي نجاد على الثورة الإسلامية. الرجل الذي شارك في بناء نظام الملالي على مدار 37 عاماً، هو الآن في صفوف المعارضة، وفق تصريحات المرشد الأعلى، علي خامنئي: "الذين كانوا يتولون سلطة البلاد وكل الإمكانات كانت بيدهم بالأمس، يجب ألا يتحدثوا ضد البلاد، بل العكس عليهم الرد على الادعاءات التي تطلق بحقهم مع تحمل المسؤولية".
نجاد، (مواليد 28 أكتوبر 1958)، أحد أبرز أبناء الثورة الإيرانية، ابتعد قليلاً في بداية العام الماضي عن النظام، عقب رفض المرشد ترشحه للرئاسة، فأعلن دعمه لنائبه السابق، حميد بقائي، في مواجهة المرشح المدعوم من "خامنئي" والحرس الثوري، إبراهيم رئيسي.
بدأت رحلة أحمدي نجاد، في عالم السياسة مع الثورة الإسلامية في نهاية سبعينات القرن الماضي، وبات بعد الإطاحة بالشاة أحد أعضاء مكتب تعزيز الوحدة، التي كانت مهمته
منع الطلاب من التعاطف أو التحالف مع "مجاهدي خلق".
اقترب أكثر الأستاذ الجامعي، من نظام المرشد، وتدرج في المناصب داخل الدولة الإيرانية، حتى إعلان ترشحه للرئاسة عام 2005، ثم لمع نجمه مع فوزه على منافسه هاشمي رفسنجاني، ثم إعادة انتخابه في 12 يونيو 2009 أمام مير حسين موسوي.
"إنه أمر ممكن. نستطيع أن نفعلها"، كان شعار نجاد في الانتخابات، كان واضحاً منذ البداية، أعلن العداء للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، حتى وصفته مجلة "تايم" بأنه "ألعدو الأول لواشنطن وتل أبيب"، كما كان أول رئيس إيراني يعلنها صراحة: "سنبدأ البرنامج النووي"، بجانب ذلك اختير وفق المجلة الأمريكية ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم.
خارجياً، كان مختلفاً عن أسلافه، إذ حاول كسّر حاجز العلاقات "المصرية - الإيرانية"، في عهد الرئيس الإخواني محمد مرسي، وزار مصر عام 2013، في زيارة هي الأولى لرئيس إيراني منذ 39 عاماً.
فشل نجاد في تحقيق مستوى معيشة متزنّ للإيرانيين، وتدهورت الأحوال الاقتصادية، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، وتزايد معدلات البطالة، بالتزامن مع فرض عقوبات على طهران بسبب البرنامج النووي، بعد رفضه نداءات مجلس الأمن الدولي لإنهاء تخصيب اليورانيوم داخل، وتأكيده أن بلاده ستواصل التزامها بتمكين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مراقبة برنامجها النووي.
العقوبات التي فُرضت على إيران، حولتها إلى دولة معزولة دوليًا، ليواجه نجاد انتقادات داخلية واسعة، ولتشهد إيران موجة احتجاجات واسعة في عام 2008.
وعلى الرغم من توديع نجاد لفترة حكمه الأولى، وسط موجة من الانتقادات والاحتجاجات، إلا أن المرشد الأعلى أدلى في تصريحات بأنه "يرى نجاد رئيسًا للفترة المقبلة"، ليعلن فوزه بفترة رئاسية ثانية بنسبة 62%.
بدأ الرئيس الإيراني السابق فترته الثانية بموجة احتجاجات ضد "تزوير الانتخابات" أسفرت عن مقتل 30 معارضًا، كما شهدت هذه الفترة قمعًا للحريات السياسية والعامة، مع ازدياد تدهور الوضع الاقتصادي.
أما على الصعيد النووي؛ فظلت لهجة أحمدي نجاد حادة، مدافعًا طوال الوقت عن حق إيران في استخدام الطاقة النووية، ضاربًا بتهديدات الغرب بشن حرب ضد أيران عرض الحائط، مكتسبًا قوته من دعم المرشد الأعلى.
وبعد خروجه من الرئاسة ورفض المرشد لترشحه فترة ثالثة في العام الماضي، يحاول أن يلملم أوراقه، ويقود تيار لانتزاع السلطة في إطار الصراع السياسي الذي تشهده إيران، ليستمر صراعه السلطوي مع المرشد، وفق مراقبين.
فيديو قد يعجبك: