القبارصة الأتراك يصوتون في انتخابات تشريعية مبكرة
القبارصة الأتراك يصوتون في انتخابات تشريعية مبكرة
نيقوسيا – (أ ف ب):
حل الحزب الحاكم في "جمهورية شمال قبرص التركية" غير المعترف بها من الأسرة الدولية، والذي يتزعمه رئيس الحكومة حسين اوزغورغون، في مقدمة الأحزاب بالانتخابات النيابية وفقا لما أظهرته النتائج الجزئية لكن على الارجح سيكون عليه ان يشكل ائتلافا كي يستطيع ان يحكم.
وذكرت وسائل إعلام قبرصية تركية أن حزب الوحدة الوطنية (اليميني القومي) الذي يرأسه رئيس الوزراء حسين اوزغورغون حل في المقدمة مع 36 بالمئة من الأصوات، أمام الحزب التركي الجمهوري (اليساري) الذي حصل على 21 بالمئة، وذلك بعد فرز 58 بالمئة من الأصوات.
وفي حال تأكدت هذه النتائج، فمن المرجح أن تؤدي إلى تحالف بين حزب الوحدة الوطنية والحزب التركي الجمهوري، الأمر الذي من شأنه أن يوفر دعما لرئيس "جمهورية شمال قبرص التركية" مصطفى اكينجي، لأن الحزب التركي الجمهوري مؤيد للمفاوضات الهادفة إلى إعادة توحيد قبرص.
وكان القبارصة الأتراك قد أدلوا بأصواتهم الأحد لانتخاب أعضاء البرلمان البالغ عددهم خمسين نائبا في اقتراع مبكر يجري بعد فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات لإعادة توحيد قبرص المقسمة منذ 1974.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السادسة بتوقيت جرينتش واستمرت عمليات الاقتراع حتى الساعة 16,00 ت غ في الشطر الشمالي من الجزيرة التي قسمت بعد غزو الجيش التركي ردا على انقلاب كان يهدف إلى الحاق الجزيرة باليونان.
وبلغ عدد الناخبين المسجلين في "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة أكثر من 190 الفا.
ويأتي هذا الاقتراع بينما تبدو عملية السلام متوقفة منذ فشل آخر مفاوضات برعاية الأمم المتحدة قبل ستة أشهر بسبب اصطدامها بمسألة انسحاب 45 الف جندي تركي من الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة.
والائتلاف الذي يضم حزب الوحدة الوطنية اليميني القومي والحزب الديموقراطي المحافظ هو الحاكم حاليا في "جمهورية شمال قبرص التركية" التي تمتد على 38 بالمئة من أراضي جزيرة قبرص، ويبلغ عدد سكان الشطر القبرص التركي 300 الف نسمة.
وحصل الحزب الديموقراطي بقيادة سردار دنكطاش -- نجل رؤوف دنكطاش الزعيم القبرصي التركي الراحل مؤسس "جمهورية شمال قبرص التركية" -- على سبعة بالمئة من الاصوات، بحسب النتائج الجزئية.
وكانت اهم التشكيلات المتنافسة في الاقتراع هي حزب الوحدة الوطنية والحزب الجمهوري التركي اليساري الذي يؤيد تسوية مع القبارصة اليونانيين يليهما حزب الشعب بقيادة قدرت اوزارساي المفاوض السابق في عملية السلام.
وكانت الانتخابات مقررة في يوليو المقبل لكن تم تقديم موعدها بعد توتر داخل الائتلاف الحاكم بينما طالبت احزاب المعارضة باجرائها.
"بداية جديدة"
ورأى محللون ان الانتخابات ستؤدي الى حكومة ائتلافية لانه ليس هناك اي حزب قادر على الفوز بغالبية مطلقة في البرلمان الذي يضم خمسين مقعدا.
وشارك في الانتخابات الحزب الاجتماعي الديموقراطي بقيادة الرئيس القبرصي التركي مصطفى اكينجي وحزب النهضة اليميني الذي اسسه مؤخرا مستوطنون من تركيا.
وصرّح اكينجي أمام الصحفيين بعد الادلاء بصوته "كل انتخابات هي مثل كل عام جديد وكل يوم جديد، بداية جديدة. آمل وأتمنى أن تكون (هذه الانتخابات) بداية جيدة لمجتمعنا".
وأضاف "بناء على النتائج، سأعمل حسبما تمليه عليّ مسؤولياتي. سنرى كيف ستكون النتائج وسنقرر خطواتنا بناء عليها".
لكن خلافا للانتخابات السابقة لم تتركز الحملة الانتخابية على القضية القبرصية بل على المسائل المعيشية اليومية والمشاكل الاقتصادية بينما يعتمد القبارصة الاتراك الى حد كبير على تركيا.
إلا أن وجود حكومة مؤيدة لحل مع القبارصة اليونانيين يمكن أن يحمل اكينجي إلى موقع افضل في أي محادثات مستقبلية بينما ستوجه ادارة متشددة ضربة لسلطاته.
وسلطت الأضواء خلال الحملة على الحياة الخاصة لرئيس الحكومة حسين اوزغورغون بعدما أعلن في ديسمبر أنه في مرحلة طلاق من زوجته إثر معلومات عن علاقة عاطفية تربطه بممثلة تركية قبرصية شهيرة.
اما جمهورية قبرص، فانها ستشهد في 28 يناير انتخابات رئاسية.
وسيتنافس تسعة مرشحين بينهم نيكوس اناستاسيادس (71 عاما) الرئيس الحالي والأوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات التي ستهيمن عليها على الأرجح محادثات السلام المتوقفة مع القبارصة الأتراك إضافة إلى اقتصاد الجزيرة الآخذ بالانتعاش.
وتتركز حملة اناستاسيادس على دعم جهود السلام وتعهد محاولة إحياء المحادثات مع الزعيم القبرصي التركي رغم العلاقات الفاترة بينهما.
وتجري الانتخابات في دورتين. وفي حال لم يتمكن أي مرشح من الحصول على الغالبية في الجولة الأولى، ينتقل المتصدران لخوض دورة ثانية في 4 فبراير.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: