لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

40 عامًا على الثورة الإسلامية.. كيف تحول حكم إيران من الشاه إلى المرشد؟

03:42 م السبت 06 يناير 2018

سياح ورجال دين بالقرب من مدفن فاطمة معصومة في مدين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

طهران – (أ ف ب):

في نظر محمد حسن شريفي زاده الذي كان طفلا في ذلك الحين، بدأت الثورة التي أطاحت بآخر شاه في إيران قبل أربعين عاما تماما بحادث غير اعتيادي وقع في مسجد في مدينة قم.

ففي 18 دي 1357 في التقويم الفارسي الموافق للثامن من يناير 1978، "كان عمري ثماني سنوات" حسبما يقول شريفي زاده، و"كنا نحضر مراسم دينية".

ويضيف بائع الحلويات في باحة مدفن فاطمة معصومة في قم، إحدى المدن المقدسة الكبرى في إيران، أن الملا "نزع عمامته وألقاها أرضا وهو يؤكد أن مصدر وحينا (آية الله روح الله الخميني) أهين".

وهذه الخطوة التي اقدم عليها الملا والقاضية بنزع أحد الرموز المقدسة، تعكس غضبا شديدا لا يمكن تبريره إلا بإهانة أكثر شدة. والواقع أن الإهانة في ذلك اليوم كان جسيمة.

فكانت الصحيفة الحكومية "إطلاعات" نشرت عشية ذلك اليوم مقالا بعنوان "إيران والاستعمار الأحمر والأسود" كان مهينا جدا لآية الله الخميني المعارض للشاه محمد رضا بهلوي والمنفي منذ 1964.

اتهم المقال الرجل الذي أصبح مؤسس جمهورية إيران الإسلامية بأنه عميل لبريطانيا وألمح إلى أنه ليس إيرانيا فعلا وانه يتآمر مع الشيوعيين، ساعيا للتشكيك بسلطته الدينية.

نشر المقال صباحا في طهران لكن الصحيفة لم تصل إلى قم التي تقع على بعد 120 كيلومترا جنوبا، سوى بعد الظهر. ويذكر آية الله سيد حسين مولوي تبريزي (70 عاما) الذي يدرس في واحدة من الحوزات العلمية، كيف علم بهذا المقال.

"استفزاز"

يقول هذا النائب العام السابق الذي انتخب نائبا مرتين قبل ان يعود للتدريس في قم، لوكالة فرانس برس "كانت الساعة حوالى 19,00 وجاءني اثنان او ثلاثة من طلابي غاضبين وجلبوا لي الصحيفة لاقرأ المقال".

ويتابع أن المقال "كان القشة التي قصمت ظهر البعير". ويضيف أن "إهانته (الخميني) بهذا الشكل عبر القول إنه خادم للانكليز يشكل إهانة لكل رجال الدين، إنه استفزاز".

ونظم الرد بسرعة. ففي مساء اليوم نفسه، جمع آية الله تبريزي نحو عشرة من رجال الدين. و"تقرر وقف الدروس في اليوم التالي تعبيرا عن الاحتجاج" في إجراء نادر و"ادانة المقال في اليوم التالي خلال الدروس والتعبير عن الدعم للامام" الخميني.

في الثامن من يناير، رافقت إضراب الطلاب تظاهرات وصدامات لم تكن خطيرة مع الشرطة. وفي التاسع من الشهر نفسه كما يتذكر آية الله تبريزي، اتسع نطاق الاحتجاجات مع انضمام تجار البازار إلى الإضراب.

وردد آلاف الأشخاص في الشارع هتافات معادية للحكومة والشاه الذي كانت سلطته تهتز بسبب برنامج إصلاحات وتحديث أثار استياء شعبيا كبيرا، وكذلك تحالفه مع الولايات المتحدة، في ظل تفاقم التفاوت الاجتماعي مع انتشار الفساد والحكم الاستبدادي.

"أطلقوا النار"

كان رجل الدين أبو الفضل سليماني يبلغ من العمر 24 عاما. ويروي "كنت مشاركا في التظاهرات. بدأت الشرطة إطلاق النار أولا في الهواء على ما أعتقد، ثم على الناس، على رجال الدين وغيرهم وتجار البازار وسقط قتلى وجرحى".

ويقول الكاتب والمؤرخ البريطاني مايكل اكسوورثي في كتابه "إيران الثورية" أن "المعلومات الأولية تحدثت عن سقوط عشرين أو ثلاثين قتيلا، لكن في الواقع لم يسقط أكثر من خمسة على الأرجح".

أيا كان ما حدث، انتشر نبأ القمع في قم وأدى إلى تظاهرات في مدن أخرى في البلاد. وفي 18 فبراير من كل سنة، تحيي ايران في 12 مدينة مراسم في ذكرى اربعينية "شهداء" قم.

في تبريز بشمال غرب إيران، تفاقم الوضع. أطلقت الشرطة النار على الحشد وقتلت 13 شخصا على ما يبدو حسب اكسوورثي الذي تحدث عن دوامة من التظاهرات والقمع الدموي "كل أربعين يوما ولأربع مرات"، توقفت في يونيو على الأرجح بسبب خوف السلطات من اعمال عنف على نطاق واسع.

لكن التاريخ لا يتوقف. فقد شهد النصف الثاني من 1978 امتداد الاحتجاجات. ويقول آية الله تبريزي "كل نظام قمعي يحفر قبره بيده".

في 16 يناير 1979 غادر الشاه إيران ولم يعد إليها مطلقا. وغادر آية الله الخميني فرنسا للعودة إلى طهران حيث استقبلته في الأول من فبراير حشود هائلة. وبعد عشرة أيام سقطت آخر حكومة في ايران الشاهنشاية.

وستنظم السلطات بعد عام احتفالات كبيرة في الذكرى الأربعين "لانتصار الثورة" في مؤشر إلى استمرار النظام الإسلامي على الرغم من توقعات معارضيه وحركات الاحتجاج النادرة.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: