إعلان

رئيس "الغد السوري": "سوتشي" فرصة حقيقية لخلاص سوريا

05:59 م الثلاثاء 30 يناير 2018

أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

قال أحمد الجربا رئيس تيار الغد السوري، أهلي وإخواني وأخواتي في سوريا العِزَّة والكرامة والحرِّية.

وتابع الجربا، في كلمته بمؤتمر سوتشي للحوار، أتوجهُ إليكمْ بكلامٍ مباشرٍ من القلبِ إلى القلبِ، ونحنُ على أعتابِ مرحلةٍ جديدةٍ من نضالِ شعبنا الذي تمكَّنَ بعد أكثر من سبع سنواتٍ من الحروبِ المتناسلةِ، من دحرِ داعشْ وزبانيتها من أرضنا.

وأضاف، أيتها الأخواتْ أيها الأخوة لا يمكنُ أن نُضيعَ الفرصةَ من جديد، ويجب أن لا تدفعنا المكابرةُ أو يقودنا العنادْ إلى دمارنا، فنحنُ اليومَ أمامَ فرصةٍ جديِّةٍ لتحقيقِ سلامٍ مستدامٍ يخرجُنا من دوامةِ الاقتتال ويعيدُ إنتاج دولتنا بما يتلاءمْ مع تطلعاتِ شعبنا التواقِ إلى الأمنِ والاستقرارِ والحريَّةِ والتغييرْ.

ودعا الجربا الشعب السوري، إلى مغادرة الأوهام قائلًا: "تعالوا نغادرَ أوهامَ الغلبةِ والاستقواءْ، ونجلسَ كسوريينَ لنصل إلى حلٍ يرضي شعبنا، ويرضي ضمائِرنا، أمام الله، فالتاريخ لن يرحم، نحن اليومَ أمامَ ضرورةٍ مطلوبةٍ للخروج من عنقِ الزجاجةِ، وإخراجِ شعبنا من أتونِ حربٍ لن تبقي ولن تَذَر، والسير بهِ إلى الأمنِ والإستقرارِ والسلامْ".

وأكد الجربا، أن المسؤوليةَ الوطنيةَ تملي على حامليها الترفعَ عن النكاياتِ، والسموُ على الجراحِ العميقةِ التي أوغلت في جسدِ بلدنا وذاكرةِ شعبنا.

إننا مدعوونَ إلى وقفةِ تأملٍ في ما آل إليهِ حاضرنا، وتبصُّر في مستقبل بلدنا الذي يتآكل يومياً وتستنزفهُ حربٌ ليس أبشعَ منها إلا نحنُ إذا ما استمرينا بها. بينما الحلُ يمكثُ بين أيدي السوريينَ من جميعِ الأطراف.

وقال: "أيها الإخوةُ والأخواتْ، تعلمونَ كما أعلمُ أنَّ وطننا سوريا أصبح ساحةَ حربٍ بالوكالةِ، وصراعٌ للكثير من القوى الإقليميةِ والدوليةِ، يدفعُ شعبنا ثمنَ إستمرارِه، وهذا أصبحَ يهددُ وجودَنا الوطني، ولمنع ذلك نرى ضرورةَ المباشرةِ الفعلية والحقيقية بحوارٍ وطنيٍ داخلي ينهي معاناةَ شعبنا ويدخِلُنا في مرحلةٍ انتقاليةٍ نتوافقُ خلالها نحنُ السوريونَ علي مستقبل بلدنا، ‏لذلك يأتي اليومَ مؤتمرُ الحوارِ الوطني السوري لنطلقُ خلاله ‏ورشةَ عملٍ وطني، ونتباحَث فيما بيننا على مخرجاتِ الحوار، ولستُ بواردِ التقليلِ من الخلافاتِ ‏القائمةِ ولا التبخيسِ لاقَدَّرَ الله بالدماءِ الطاهرةِ التي سقطتْ، لكنني أتطلعُ إلى وقفِ شلالِ الدمِ، وحمايةِ الوطنِ من التمزقِ والتقسيم".

وتابع، "أيها الأخوةُ والأخواتْ آنَ الأوانُ لنغادِر متاريسنَا السياسية حتى نتمكنَ من إسقاطِ المتاريسِ المرتفعةِ بين أهلنا في سوريا، ونؤكد انتماءنا جميعاً إلى أمنا سوريا كسوريينَ موحدي الهوية، إن الشجاعةَ تملي علينا أن نضحي، وأن نتجاوزَ الكثيرَ من المرتكزاتِ الغابرةِ، لكي لا نصبحَ أسرى للماضي فنضيعُ ونضيِّعُ بلدنا".

وأكمل الجربا، "إخوتي وأخواتي، أعرفُ جيداً أنكم تشعرونَ بالغضبِ والألمِ على دماءٍ بذلتْ، وأرواحٍ أزهقتْ، ومنازلَ دُمِّرتْ فوقَ رؤوسِ قاطنيها، على طولِ سوريا وعرضها، لكننا أمامَ خياراتٍ قاسيةٍ، فإما أن نرتقي إلى مستوى المسؤوليةْ، ونعضَ جميعاً على الجراحْ، وإما أنْ نمعنَ في الغرقِ بمستنقعِ دماء أهلنا، ومأساةِ شتاتهم الذي ملأ زوايا الأرض الأربعة".

واستطرد، في مؤتمر سوتشي الذي انطلقت أعماله اليوم، لقد أثبتت السنواتُ السبع العجافُ من عمرِ مأساتنا، أنَّ الحلَ العسكري سرابٌ يخفي سرابْ، ووهمٌ دونهُ أوهامٌ تبدأ ولا تنتهي، وصارَ معلوماً لدى جميعِ السوريينَ أنَّ الحل السياسيَ وفقَ بيان جنيف وقراراتِ الشرعيةِ الدولية، وخاصةً القرار 2254 الذي ينصُ على تحقيقِ عمليةِ الانتقالِ السياسي، وبناءِ دولةٍ ديمقراطيةٍ تعددية تشارك بها جميع مكوناتِ الشعب السوري دون هيمنة فئة على أخرى، وعلى ضرورةِ تنفيذ إجراءاتِ بناء الثقة، من إطلاقِ سراحِ المعتقلينَ أينما كانوا، وفكِ الحصارِ عن أيةِ مناطقَ سورية محاصرة، وإدخالِ المساعداتِ الإنسانيةْ، وعودة جميع المهجرينَ والنازحينَ إلى مدنهمْ وبلداتهمْ ومساعدتهمْ على الاستقرارْ، وما مؤتمراتُ جنيف وأستانة إلا دليلاً عملياً على عدمِ جدوى الحل العسكري الذي لن يحققَ إلا إستمرارَ شلالاتِ الدماء، ومعاناةِ جميعِ الأطراف.

ودعا الجربا، إلى اتخاذ خطوات إضافية، قائلًا: "اليومَ أقفُ أمامكم لأدعوكم إلى خطوةٍ إضافيةٍ في مجالِ الحوارِ، وصولاً إلى الحلِ عبرَ المؤتمر الوطني للحوار، وأنطلقُ من فكرته لأوجهَ دعوةً سوريةً صادقةً إلى جميعِ السوريينَ دونَ استثناءٍ، للعملِ معاً لإنقاذ بلدهم وعودةِ العمل والاستقرارِ إليها، لأن البلدَ يحتاجُ الكل لخلاصِ الكلِ من هذه المعاناة المستمرة منذ ما يقاربُ السنوات السبع".

واختتم الجربا كلمته قائلًا: "أنتهزُ المناسبةَ لأوجهَ دعوةً إلى الدولِ الضامنةِ أولاً، وأشقاء وأصدقاءَ سوريا، وجامعةِ الدول العربيةِ ومجلسَ التعاونِ الخليجي، كما أتوجه إلى الأممِ المتحدة، لأطالبهم جميعاً ببذلِ الجهود الممكنةِ لإنجاحِ هذا المؤتمر، الذي يمثلُ برأينا فرصةً حقيقيةً لخلاصِ سوريا، ووحدتها شعباً وأرضاً، والوطن من وراء القصد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

يذكر أن مؤتمر سوتشي للحوار انطلق اليوم الثلاثاء، في منتجع سوتشي الساحلي بروسيا، بمشاركة مئات السوريين الممثلين للأحزاب السياسية والمجتمع المدني، وذلك بهدف فتح سبل الحل أمام نزاع مستمر منذ سبع سنوات تسبب بمقتل أكثر من 340 ألف شخص.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان