لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما هو السبب الحقيقي وراء التدخل التركي في سوريا؟

02:23 م الأحد 28 يناير 2018

الجيش التركي

كتبت - هدى الشيمي:

بعد ستة أيام من التوغل التركي في منطقة عفرين الكردية، دعا المجتمع الدولي تركيا إلى إيقاف حملتها العسكرية في سوريا، ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جميع الأطراف إلى "ضبط النفس"، بينما وجدت روسيا أن ما تفعله أنقرة نوعًا من الاستفزاز، وندد الرئيس السوري بشار الأسد بتصرفات نظيره التركي رجب طيب أردوغان.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني أمس السبت، إن دافع غزو تركيا لعفرين، وإطلاقها لموقعة "غصن الزيتون"، لا يقتصر على محاربة المنظمات الكردية الإرهابية فقط كما تزعم، إلا أن أنقرة ترغب في القضاء على أي احتمال وارد لتواصل الأكراد معًا، وإنشاء دولة كردية مستقلة على طول الحدود السورية التركية.

"تنديد دولي"

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن العديد من دول العالم نددت بالعمليات العسكرية التركية في سوريا، فأعلنت ألمانيا، الخميس الماضي، أنها ستوقف شحنات الأسلحة التي تقدمها لأنقرة، وستعرقل الاتفاق الذي وقعته معها لتطوير الدبابات التركية الألمانية الصنع. وعقدت فرنسا جلسة خاصة في مجلس الأمن، الاثنين الماضي، بشأن معركة عفرين.

وأشارت الصحيفة إلى تحذيرات ترامب لنظيره التركي أردوغان، يوم الأربعاء الماضي، بضرورة تجنب أي عمل من شأنه خلق صراع بين القوات الأمريكية والتركية في سوريا.

وحتى الآن لم يتضح العدد الحقيقي للقتلى والمصابين جراء المعركة، إلا أن الصور التي تنشرها وكالات الأنباء، خاصة الكردية، تُظهر مصابين وجرحى مدنيين، بينهم نساء وأطفال.

ولفتت الصحيفة إلى أن النساء والرجال، في شمال سوريا، يتم استدعاؤهم من أجل المشاركة في العملية العسكرية، بينما يتدرب الشباب المراهقون على حمل السلاح لحماية المدنيين في حالة دخول القوات التركية إلى العاصمة في عفرين.

يُشار إلى أن عفرين كانت موطنًا لحوالي 170 ألف شخص، ولم يتبق منهم الآن داخل المدينة سوى 35 ألف شخص.

"تكاتف شعبي"

ويدعو الأكراد على مواقع التواصل الاجتماعي الجميع للخروج إلى الشوارع وحماية أرضهم من الأتراك، وتعهد المقاتلون الأكراد على طرد القوات التركية من مدينتهم.

وأصدرت الجماعات النسائية بيانًا تُعرب فيه عن دعمها للمقاتلين والمقاتلات الأكراد، ولقادة القبائل العربية الذين يعيشون في المنطقة. وقالوا إنهم "سيقفون كتفا إلى كتف بجانب الأكراد ضد العدو التركي"، وأكدوا أنهم سيتحدون جميعًا ضد أردوغان الذي وصفوه بـ"قاتل النساء والأطفال".

وترى الصحيفة الإسرائيلية أن تكاتف الأعراق المختلفة في سوريا (العرب والأكراد والتركمان والآشوريين والمسلميين والعلويين) أمرا غريبا، ولا يمكن تفسيره، لاسيما وأن الأكراد قاتلوا الأرمن في تركيا، وشارك الكثير منهم في مذبحة أرمينيا عام 1915، وما يزال العلويون والمسيحيون يدعمون نظام الأسد، وفقد العديد من الأكراد جنسيتهم بسبب عملية التعريب التي جرت خلال حكم حافظ الأسد.

وتقول هآرتس إنه كان من المفترض أن تُهيئ الحرب الأهلية السورية المناخ لاتحاد كافة الأطياف السياسية والعرقية، إلا أن العكس حدث.

"ثورة حقيقية"

يُشار إلى أن المناطق الثلاث المتمتعة بحكم ذاتي- عفرين والجزيرة والفرات، ومعظم سكانها مكن الأكراد- أسست اتحاد ديمقراطي لشمال سوريا عام 2014، في منطقة تُعرف باسم روجافا، تقع في الغرب، وكتبوا دستورا مشتركا يمنح حقوق متساوية لكل الأطياف الدينية والعرقية، وكذلك المرأة.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن المجتمعات الكردية تشهد ثورة حقيقية، تتمثل في أن طلاب المدارس الاعدادية يتعين عليهم دراسة لغة من اللغتين الكردية أو الآشورية بجانب العربية والانجليزية من أجل الانتقال إلى المدرسة الثانوية، ويأتي ذلك بعد أن منعت السلطات تدريس اللغة الكردية من المدارس لسنوات.

ولفتت هآرتس إلى أن بعض الوحدات الكردية، ما تزال تتلقى مساعدات عسكرية ومالية من الولايات المتحدة، وستنضم إلى وحدات الدفاع من أجل التصدي للتوغل التركي في عفرين. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" الأسبوع الماضي أنها ستبحث عن سبل مساعدة المليشيات التركية إذا شاركت في معركة عفرين، إلا أنها لم تتطرق إلى مستقبل المساعدات التي تقدمها للقوات الكردية، ما خلق قلقًا بشأن احتمال وقوع صراع بين القوات الأمريكية التي تعهدت بحماية الأكراد والقوات التركية.

وبحسب هآرتس، فإن المشكلة الرئيسية التي تواجه المناطق الكردية، ذات الحكم المستقل، هي عجزها عن إقامة خط عسكري مشترك، بسبب طبيعتها الجغرافية، بالإضافة إلى استيلاء تنظيم داعش على بعض المناطق، وتخريبه لها.

وتؤكد هآرتس أن روسيا تعلم أن بقاء نظام الأسد واستمرار سيطرته على البلاد بأكملها يعتمد إلى حد كبير على قدرته على الاعتراف بالمناطق الكردية، ومنحها حقوقها، ما يجعل السيناريو الأمثل في هذه الحالة، هو السماح بتأسيس مناطق كردية ذات حكم ذاتي تعيش تحت سيطرة الأسد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان