مجلة أمريكية: كيف يحافظ داعش على بقائه؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت مجلة فورين أفيرز الأمريكية إن هزائم تنظيم داعش، وخسارته لمعاقله الرئيسية في سوريا والعراق العام الماضي، والتي تكللت بفقدانه لمدينة الرقة السورية، عاصمة خلافته المزعومة، لا تعني أنه لم يعد يشكل خطرًا كبيرًا على العالم.
وأوضحت المجلة، في تقرير نُشر على موقعها الإلكتروني، أن استراتيجيات داعش وأساليبه تتطور، فأصبح يتجنب المعارك الكبرى، ويعتمد على تنفيذ الهجمات الإرهابية في الشرق الأوسط، وفي مناطق النزاع والصراعات. ولذلك يجب أن تغير الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب سياساتهم لمحاربة التنظيم المتطرف والتصدي لأعمال في الداخل والخارج.
ولكي تحافظ داعش على مكانتها العسكرية، تقول المجلة إنها تنفذ عمليات انتحارية وعمليات كرّ وفرّ في مناطق معزولة، وتزداد مع مرور الوقت. وفي مطلع يناير الجاري، نشرت وسائل الإعلام التابعة لداعش قائمة تحتفل فيها بتنفيذ 800 هجوم مماثل في 2017، من ضمنهم هجمات استهدفت الجيش العراقي، والقوات الكردية في سوريا، ونظام الأسد وحلفائه، كما شنّت عشرات الهجمات على القوات المعارضة السورية.
"نهج مستقبلي"
ورغم تنفيذ هذه الهجمات خلال عملية تحرير الموصل التي ألحقت بالتنظيم خسائر فادحة، تقول المجلة إن قادة داعش يعتبرون الهجمات الانتحارية والفردية وعمليات الكر والفر أفضل الطرق للحفاظ بها على بقائه والتأكيد على استمراره، وترجح أنهم سيسيرون على هذا النهج في المستقبل.
وترى فورين أفيرز أن هجوم داعش على مرافق الجيش الروسي في سوريا كان دليلا قاطعًا على رغبته في إلحاق الضرر بأعدائه، وتجنب الانخراط في المعارك الكبرى.
وتتبع أفرع داعش الثمانية الرئيسية الأسلوب الجديد نفسه، وتشير فورين بوليسي إلى أن التنظيم شنّ عدة هجمات انتحارية في العاصمة الأفغانية كابول، ونفذ هجمات مشابهة في مصر الشهر الماضي، كان أشرسها هجومه على مسجد الروضة في شمال سيناء والذي تسبب في مقتل حوالي 300 شخص.
"سياسيات مضادة"
وبحسب المجلة، هناك العديد من السياسيات المبتكرة التي تستطيع أمريكا وحلفائها من خلالها مواجهة خطر داعش، وأساليبه الجديدة في الحفاظ على وجوده، أولها عمل واشنطن على تحسين قدرات جيوش وأجهزة استحبارات حلفائها، خاصة هؤلاء الذين يستهدفهم داعش، مثل مصر وليبيا.
وقد يأخذ دعم الولايات المتحدة لشركائها في عملية مكافحة الإرهاب أكثر من شكل، أولها ضمان حصول مواطني هذه الدول على حقوقهم، وتدريب القوات العسكرية على مكافحة الإرهاب، وتوفير معدات الاتصال وجمع البيانات، بما فيها القدرة على تصوير مواقع داعش، وتوسيع نطاق تبادل المعلومات بين الدول.
وهناك خيار أخر قد يكون مناسبًا للولايات المتحدة، وهو زيادة المساعدات الانسانية الأمريكية للقضاء على مشاكل التعليم التي يعاني منها الشباب في مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط. وكشفت استطلاعات وبيانات أجريت مؤخرًا أن فرص حصول اللاجئين على تعليم في المخيمات محدود جدا.
وأخيرا، تقول فورين أفيرز إنه من الحكمة أن تدرس واشنطن بعناية رسائل داعش التي تستهدف المتطرفين، وتحاول اقناعهم بالانضمام إلى صفوف التنظيم.
وخلال الأسابيع الأخيرة الماضية، انتقد المتحدثون باسم داعش المسلمين الآخرين لعدم اتباعهم قيادة التنظيم في الدفاع عن حقوق الفلسطنيين، مستغلين تعاطف وغضب المسلمين تجاه قوات الاحتلال التي زادت شراستها بعد اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وخلاصة الأمر، تقول المجلة إن الولايات المتحدة وحلفائها بامكانهم الاحتفال بما انجزوه ضد داعش، ولكنهم لا يجب أن يغفلوا أنه ما يزال يشكلا خطيرا كبيرا، فكما أظهر التاريخ، فإن هذا التنظيم مرن ويستطيع التكيف مع أي ظرف، وقادر على الحاق أضرارا جسيمة بالمصالح الأمريكية إذا اتيحت له الفرصة.
فيديو قد يعجبك: