نائب ترامب إلى الشرق الأوسط في زيارة "غير مرحب بها" إلا من إسرائيل
كتب – سامي مجدي:
يغادر نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس الولايات المتحدة في وقت متأخر الجمعة متوجها إلى الشرق الأوسط في زيارة تتواكب مع توترات تشهدها المنطقة إثر قرار دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المقدسة.
زيارة بنس هي الخامسة لإسرائيل التي يقول إنها زارها "مليون مرة" في قلبه، حسبما أوردت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية في تقرير نشرته الجمعة.
تقول الوكالة إن بنس، المسيحي الإنجيلي، يأتي إلى المنطقة لدعم قرارين رئيسيين كانا من أولوياته: إعلان القدس عاصمة لإسرائيل وخفض المساعدات للفلسطينيين.
وفي السادس من ديسمبر الماضي، أعلن ترامب قراره بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة من تل أبيب إليها وهو القرار الذي أثار موجة غضب عارمة في ليس في المنطقة وحدها بل امتدت إلى مناطق أخرى من العالم. وقبل أيام قال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن قررت أكثر من نصف تمويلها لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "للنظر فيها مستقبلا"، وفقا لوكالة رويترز.
وبحسب المسؤولين، قررت الإدارة الأمريكية صرف 60 مليون دولار أمريكي للوكالة وحجب 65 مليونا آخرين. وتقدم الولايات المتحدة نحو 30 في المئة من ميزانية "أونروا".
دور بنس
ومنذ أن كان عضوا في الكونجرس قبل عقد من الزمان، لعب بنس دورا في دفع تحول سياسة الولايات المتحدة المتعلقة بعاصمة إسرائيل ووضع قيود على تمويل الفلسطينيين، وهو أمر طالما انتقدته تل أبيب، بحسب أسوشيتد برس.
أشارت الوكالة إلى أن بنس يصل إلى المنطقة كداعم منذ فترة طويلة لإسرائيل والذي كان يشكك في فكرة قيام الولايات المتحدة بدور "وسيط صادق" في عملية السلام المتوقفة.
نقلت الوكالة تصريح أدلى به بنس في 2010 لشبكة البث المسيحية: "الولايات المتحدة بالتأكيد تريد أن تكون صادقة لكننا لا نريد أن نكون وسيطا. الوسيط لا يتخذ جانبا. الوسيط يتفاوض بين الأطراف على قدم المساواة."
يجري نائب الرئيس مايك بنس لقاءات على مدى أربعة أيام في مصر والأردن وإسرائيل، في الزيارة الأولى لمسؤول بارز في الإدارة الأمريكية منذ إعلان ترامب بشأن القدس، وخفض المساعدات لمنظمة الأنروا.
تقول أسوشيتد برس إن القرارين جاءا فيما أعرب ترامب عن احباطه من عدم إحراز تقدم في إعادة بدء مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، الذين ألغوا خططا للقاء مع بنس خلال زيارته إلى الشرق الأوسط.
نقلت الوكالة عن مسؤولين بارزين في البيت الأبيض إن القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب وجهود مواجهة إيران سوف تكون مهيمنة خلال زيارة بنس، التي تنتهي يوم الثلاثاء القادم. لكن نائب الرئيس من المتوقع أن يواجه تساؤلات حول مستقبل إسرائيل.
قالت أسوشيتد برس إن بنس لعب دورا ثابتا في الدفع من أجل تغيير السياسة الأمريكية بشأن مكان السفارة. وكان القرار الذي اتخذه ترامب تخليا عن سياسة أمريكية كانت قائمة منذ عقود على أن وضعية القدس يجب أن تحددها المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذين يقولون إن القدس عاصمة دولتهم المستقبلية.
كان مسؤولون في البيت الأبيض قالوا إن بنس أراد من إدارة ترامب أن تتبنى "سياسة واضحة" تجاه القدس بعد أن طلب منه الرئيس في الصيف الماضي زيارة الشرق الأوسط.
وقالت الوكالة إن بنس ناقش القضية مع الزعماء اليهود والإنجلييين في الأشهر التي سبقت قرار ترامب ودافع عن الخطة داخل الإدارة. لكنه ذكر للزعماء الدينيين أواخر العام الماضي أن القرار كان قرار الرئيس وحده وأنه كان يفي بوعد قطعته حملته الرئاسية في 2016.
"كنت هناك مليون مرة"
ومنذ زمن طويل ويقف بنس إلى جانب إسرائيل.
في الكونجرس، ضغط من أجل خفض المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية خلال رئاسة جورج دبليو بوش، محذرا من أن التمويل قد يعاد توجيهه إلى جماعات مثل حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، بحسب الوكالة.
كما أنه كان مدافعا قويا عن السياج الأمني الإسرائيلي ورعى بالمشاركة قانونا في 2011 يعترف بالقدس عاصمة إسرائيل غير المقسمة. ويتذكر الأعضاء المخضرمون في مجلس الشيوخ دور بنس كحليف قوي للقضايا الإسرائيلي ودعمه الذي لا يتزعزع لنقل السفارة إلى القدس في وقت كان قلة فقط من يتحدثون عن هذا الأمر.
وكحاكم لولاية إنديانا، وقع بنس قانونا يطلب من الولاية عدم الاستثمار في شركة تنخرط في حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات- وهي حركة دولية تطالب بمقاطعة إسرائيل.
نقلت الوكالة عن كنيث وينستين، الرئيس التنفيذي لمعهد هدسون، وهو مركز بحثي محافظ، قوله إن ذلك كان "مركزيا في حياته السياسية من بدايته، من المرة الأولى التي خاض فيها الانتخابات للكونجرس – إنه أمر مركزي لمن يكون، وماذا يعتقد."
كانت أول مرة يسافر فيها بنس إلى إسرائيل في يناير 2004 كعضو في الكونجرس، حيث انضم إلى وفد من الاتحاد اليهودي في انديانابوليس الكبرى. وضع إكليلا من الزهور على النصب التذكاري للهولوكوست (ياد فاشام) كما أجرى اجتماعا خاصا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي حينئذ آرئيل شارون.
وزارها مرة أخرى في 2004. وقال بنس لصحيفة "إنديانا جويش بوست أند أوبنين" إنه سئل عما إذا كان زار إسرائيل من قبل، "وكان ردي: ‘في أحلامي’. نشأت كمسيحي إنجيلي وحاولت قراءة الكتاب المقدس، لذا في عقلي وفي قلبي كنت هناك مليون مرة."
القرار الأزمة
وأعلن ترامب في 6 ديسمبر اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وتعهد أيضا بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وأدى هذا الإعلان إلى سلسلة من التظاهرات العنيفة وإلغاء مسؤولين فلسطينيين ومسلمين وأقباط لاجتماعاتهم مع نائب الرئيس الذي قام باختصار زيارته إلى ثلاثة أيام. ولن يستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس نائب الرئيس الأمريكي، وأعلن الأزهر الشريف والكنيسة القبطية اعتذارهما عن لقاءات كانت محددة سلفا مع بنس خلال الموعد الأول للزيارة.
واستخدمت الولايات المتحدة الاثنين حق الفيتو لمنع صدور قرار عن مجلس الأمن يندد بالاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبدت واشنطن معزولة تماما دوليا بعد أن صوت باقي الأعضاء الأربعة عشر لصالح مشروع القرار.
وكانت مصر قدمت مشروع القرار الخاص بالقدس والذي يحذر من "التداعيات الخطيرة" للقرار الأمريكي بالاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل، ويطالب بإلغائه. ونقل القرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر اليمن وتركيا، ووافقت 128 دولة على القرار.
فيديو قد يعجبك: