لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عهد التميمي في الإعلام الغربي ـ "مستفزة عنيفة" أم "أيقونة مقاومة"؟

02:47 م الجمعة 19 يناير 2018

برلين (دويتشه فيله)

تناول الإعلام الغربي بإسهاب محاكمة الفتاة الفلسطينية عهد التميمي، المتهمة بضرب جنديين إسرائيليين. وتفاوتت التعليقات بين من يرى فيها وجها جديدا للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال ومن يرى في دعواتها للعنف مؤشرا على الإرهاب.

واكبت وسائل الإعلام الغربية أطوار المحاكمة العسكرية الإسرائيلية للفتاة الفلسطينية عهد التميمي البالغة من العمر 16 عاما. كما عكست ردود فعل الاتحاد الأوروبي والمنظمات الحقوقية التي انتقدت إبقاء التميمي رهن الاعتقال إلى حين الانتهاء من محاكمتها في اتهامات بضرب وركل جنديين إسرائيليين.

وبدت وسائل الإعلام هذه حائرة في تصنيف الفتاة الجريئة، فهناك من اعتبرها أيقونة جديدة لنضال الفلسطينيين من أجل التحرر من الاحتلال، وهناك من يرى فيها فتاة مستفزة وتدعو إلى العنف. وسبق لعهد التميمي أن تصدرت عناوين الأخبار قبل عامين عندما التقطت لها صورا، وهي تضرب جنديا حاول اعتقال شقيقها الأصغر.

والواقع أن الإعلام الغربي عكس إلى حد كبير النقاش الذي هز المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني بشأن التميمي. فقد اعتبرت الكثير من الأصوات اليمينية الإسرائيلية أن قوات الأمن بدت ضعيفة بعدم الرد على صفعات عهد، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه تعامل بمهنية وتحلى بضبط النفس في تعامله مع الفتاة الفلسطينية. أما الفلسطينيون فيرون في التميمي أيقونة جديدة.

وذهبت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية اليسارية إلى القول بأن إسرائيل تواجه خطر تحويل عهد إلى "جان دارك الفلسطينية". أما صحيفة "زوددويتشه تسايتونج" الألمانية فكتبت، أن قضية التميمي تُظهر إلى حد بعيد كيف يتصارع الفلسطينيون والإسرائيليون على تأويل الصورة الإعلامية وتسويقها للرأي العام العالمي.

بطلة أم ناشطة مستفزة؟

موقع تلفزيون"ntv" الألماني أشار إلى فيديو نشرته عهد تدعو فيه الفلسطينيين بأن "يقوم كل واحد منهم بشيء ما لتحرير فلسطين، إما عن طريق الطعن بالسكين أو عمليات انتحارية أو الرمي بالحجارة".

وكتبت ألكساندرا فودرل ـ شميد، مراسلة "زوددويتشه تسايتونج" في تل أبيب تعليقا، جاء فيه "فتاة في مواجهة جندي، تركيبة لا يمكنها إلا إثارة العواطف من الجانبين. وليس خبراء الإعلام فقط من يرون في هذه القضية إظهارا لمدى قوة تأثير الصورة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. نموذج يظهر أيضا التنافس على تأويل الحدث الذي يخوضه الجانبان على شبكات التواصل الاجتماعي".

واستطردت الصحفية أنه في الحالات التي يكون فيها استقطاب في التأويل لهذا الحد، فإن علماء النفس يتحدثون عن "تأثير راشمون" أو "Rashomon-Effekt" نسبة للفيلم الذي يحمل نفس العنوان لمخرجه الياباني أريكا كوروزاوا.

من جهته نقل موقع قناة فرانس 24 الفرنسية عن عضو في جمعية فرنسية متضامنة مع الفلسطينيين قولها "هذه الفتاة الشابة الشقراء ذات العيون الزرقاء بدون حجاب لا تتطابق والصورة التي لدينا عن الفلسطينيين، وبالتالي فإن إمكانية أن يتأثر بها الغربيون كبيرة جدا".

استغلال الأطفال في الدعاية؟

صحيفة "تاجستسايتونج" الألمانية انتقدت استغلال الأطفال في الدعاية الإعلامية وكتبت "ليس غريبا أن لا يعرف الأطفال كعهد إلا وجها واحدا للحقيقة، فمن جهة ليس هناك مجال للشك أن الأطفال في الضفة الغربية يكبرون في ظروف خاصة، إذ عليهم اجتياز المعابر العسكرية والدخول في مواجهة مباشرة مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين. ولكن من جهة أخرى يُوظفون كأداة في يد الدعاية الفلسطينية من حيث تأجيج الصور العدائية".

قضية عهد التميمي ليست استثناء في طريقة تناول الإعلام الغربي لموضوع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فمن جهة هناك تنديد بالاستيطان وبسياسة الحكومة الإسرائيلية عموما بشأن عدم احترام القانون الدولي. ولكن في الوقت ذاته هناك رفض لاستعمال العنف من الجانب الفلسطيني في سبيل تحقيق أهداف التحرر الوطني، حتى لو كانت تلك الأهداف مشروعة.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان