نظرة على عام ترامب "الطاحن" في البيت الأبيض
كتبت- هدى الشيمي:
سلطت شبكة "سي إن إن" الأمريكية الضوء على العام الأول للرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، ووصفته بـ"الطاحن"، أو "الهالك".
وقالت الشبكة الأمريكية، على موقعها الإلكتروني، إن ترامب منذ لحظة تنصيبه قضى على الحياة السياسية الطبيعية، وغرق في الانقسامات العرقية والاجتماعية، وأثار شكوك حول مدى اقتناعه بالقيم التأسيسية الأمريكية.
ووصفت الشبكة الأمريكية ترامب بالعاصفة التي لا تستطيع إنهاء نفسها، مُشيرة إلى أن طريقة استخدامه لتويتر أثارت الغضب في البلاد، وخلقت جدلاً كبيراً بين السياسيين في الداخل والخارج.
"الفوز بالانتخابات"
تفاخر ترامب منذ وصوله البيت الأبيض بما حققه من نجاح، وعملت إدارته على اعداد أجندة سياسية محافظة، من شأنها تغيير شكل أمريكا.
وترى الشبكة الأمريكية أن المشاكل التي أحدثها الرئيس الأمريكي وحربه الكلامية مع منافسيه وخصومه، لم تدعُ للنجاح الذي حققه في بعض الأمور بالدخل مجالا للظهور. موضحة أن الاقتصاد الأمريكي وسوق الأوراق العالمية شهدا ازدهارا في عهده، ووصل معدّل البطالة لأدنى مستوياته منذ 17 عامًا.
وقال ترامب في اجتماع بمجلس الشيوخ منذ فترة، إنه لا يعتقد أن أي إدارة أمريكية حققت ما استطاع هو وإدارته انجازه في العام الأول بالرئاسة.
"إهانة المؤسسات"
إذا كانت هناك سمة أساسية للعام الأول لترامب في الرئاسة، فهو استعداده لانتهاك االقوانين وتجاوز التوقعات، سواء كان ذلك لتجاهله للقواعد والقوانين أو شعوره بأنه لديه قوى مُطلقة.
وقالت الشبكة الأمريكية إن ترامب هاجم وأهان أي شخص أو مؤسسة انتقدته أو أدانت تصرفاته وأفعاله في القضاء والصحافة، ووكالات الاستخبارات، وغيرهم.
وشنّ ترامب هجومًا على وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي بسبب التحقيقات في مزاعم تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة، واتهام بعض أعضاء حملته الانتخابية بالتواصل مع مسؤوليين روس، كما استخدم حسابه على موقع تويتر للهجوم على منافسيه واعدائه السياسيين على رأسهم هيلاري كلينتون.
وذكرت "سي إن إن" أن ترامب قرر تدمير حياة ستيف بانون، كبار مستشاريه الاستراتيجيين السابق، بعد تصريحاته وحديثه مع مايكل وولف، مؤلف كتاب "نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض".
وأشارت إلى أن بعض السياسيين والمسؤوليين يثنون على ما يقوم به الرئيس الأمريكي منهم السيناتور باول ريان، الذي وصف اسلوبه في القيادة بـ"الرائع"، بعد التوقيع على قانون الضرائب الجديد العام الماضي، للحفاظ على مسيرته السياسية.
تغيير العالم؟
لا تعاني السياسة الداخلية الأمريكية فقط من الضغوطات بسبب حكم ما وصفته سي إن إن بـ"أكثر الرؤساء الأمريكيين غير الطبيعيين"، إلا أن السياسية الخارجية أيضا تمر بأزمات حقيقية.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن ترامب أحدث تحولاً كبيرًا في السياسات الخارجية العالمية العام الماضي.
وأعلن الجنرال إتش آر ماكماستر، مُستشار الأمن القومي الأمريكي، الشهر الماضي، أن أمريكا استعادة ثقتها الاستراتيجية.
وكشفت الإدارة الأمريكية عن استراتيجية جديدة تستهدف بعض الدول مثل الصين وروسيا، وتستهدف الأنظمة الحمراء مثل إيران وكوريا الشمالية، والجماعات الجهادية.
وترى الشبكة الأمريكية أن أفعال ترامب تتعارض مع هذه الاستراتيجية، لاسيما وأنه يمجّد الرئيس الصيني شي جين بينج، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما جعل سياسته الخارجية تقوم على دوافعه ورغباته الشخصية، وليست على الاستراتيجية العالمية.
ومع ذلك، تمكن ترامب من النجاح في بعض الأمور، ومنها بحسب الشبكة الأمريكية نجاح إداراته في هزيمة تنظيم داعش في سوريا، وفرض عقوبات أكثر صرامة على كوريا الشمالية.
ولم يشعر الرئيس الأمريكي بطعم النجاح الذي حققه في الخارج بسبب تصرفاته وأفعاله وتغريداته التي تُستخدم ضده في أغلب الأحيان، ألقت بظلالها على كل ما حققه.
ماذا بعد؟
تساءل كثيرون عقب تولي ترامب الرئاسة عما إذا كانت الرئاسة ستغيره، أم سيغيرها هو، وبحسب "سي إن إن" فإنه من الواضح الآن أن المسؤوليات والسلطات التي أثقلت كاهل الرؤساء الذين سبقوه لم تؤثر فيه تماما.
وقالت الشبكة الأمريكية إن نهج ترامب والذي لا تحكمه أي قيود كان سببًا رئيسيًا في دعم مؤيديه له، كما أنه كان السبب وراء تخوف أغلب المواطنين من سلوكه، وشعورهم بأنه غير مناسب لهذا المنصب.
وتابعت: "ما يزال ترامب غير مُقيد، وغير نادم على ما فعله، وحر في كل تصرفاته، ما يرجح أن عامه الثاني في الرئاسة سيكون أكثر انهاكا وصعوبة من عامه الأول".
فيديو قد يعجبك: