مظاهر فرح واحتفال وترقب بانتظار لمّ شمل عائلات فرقها حصار دير الزور
دير الزور (سوريا) – (أ ف ب):
بفارغ الصبر، يترقب محمود مشهور أن يستكمل الجيش سيطرته على كامل مدينة دير الزور في شرق سوريا بعد طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منها، حتى يتمكن من لم شمل عائلته التي فرت منذ اكثر من عام.
ويقول محمود (36 عاما) المقيم في غرب مدينة دير الزور حيث يعمل مدرساً "أهم شيء الآن هو فك الحصار، الحمدلله رب العالمين، وأن يعود من هم خارج المدينة بخير وسلامة وتعود الامور كما كانت عليه في السابق".
وتمكن الجيش السوري الثلاثاء من كسر حصار مطبق فرضه تنظيم داعش على المدينة منذ مطلع العام 2015.
ويضيف الشاب القوي البنية وهو يرتدي قميصا زرقاء اللون بعد ساعات من كسر الحصار "هناك ناس خارج البلد (المدينة) ومشتاقون لهم" معربا عن الامل بان "يعيدهم الله بخير وسلامة".
ويتابع بتأثر "أولادي وزوجتي في الخارج وإن شاء الله يعود الأحباب ويلتقون".
وتمكنت عائلة محمود منذ أكثر من عام من الفرار من دير الزور إلى مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا.
ويسيطر التنظيم منذ صيف العام 2014 على أجزاء واسعة من المحافظة وعلى ستين في المئة من مدينة دير الزور فيما يحاصر مطارها العسكري والأحياء المحيطة به.
وشدد التنظيم مطلع العام الحالي حصاره على المدينة بعد تمكنه من فصل مناطق سيطرة الجيش في غربها إلى قسم شمالي تم كسر الحصار عنه الثلاثاء واخر جنوبي يضم المطار.
وعمت مظاهر الفرح والاحتفال في الشوارع الرئيسية في غرب المدينة وفي الأسواق الشعبية التي غصت بروادها من رجال ونساء واطفال. وتجمع بعضهم مرددينً هتافات عدة ابرزها "الله محيي الجيش" حاملين الأعلام السورية التي كتب على عدد منها "حماة الديار عليكم السلام".
كما صدحت الأناشيد الوطنية عبر مكبرات الصوت.
ويأمل أحمد (20 عاماً) وهو طالب جامعي أن يتمكن من استئناف دراسته في القريب العاجل.
ويقول الشاب وهو يرتدي قميصاً يطغى عليه اللون الأحمر "تغيرت مشاعر الناس.. الأفراح تعم دير الزور ونحن سعيدون بالنصر".
ويوضح بينما يقف قربه عدد من الشبان وسط الشارع "لا يخفى الامر اننا نريد ان نأكل ونفرح وليعيد الله الامان الى كل سوريا وليس فقط الى مدينتنا".
"تجاوزنا الحصار"
وعلى غرار العديد من أهالي المدينة، يشيد أحمد بانجاز الجيش الذي يأمل استكماله في الأيام المقبلة.
ويتابع "فرحون بنصر جيشنا، لينصره الله ويثبت أقدامه".
وقال صحافي متعاون مع وكالة فرانس برس في مدينة دير الزور الأربعاء ان قصف الجيش السوري تركز على ضاحية البغيلية الواقعة تحت سيطرة الجهاديين شمال المدينة فيما كان دوي الغارات والقصف يتردد في المدينة.
وعملت فرق الهندسة العسكرية الأربعاء على توسيع الثغرة التي استحدثها الجيش الثلاثاء ومكنته من الوصول الى اللواء 137 الذي كان يحاصره التنظيم المتطرف، تمهيداً لادخال المساعدات الغذائية والطبية الى المدينة.
وتسبب حصار التنظيم للمدينة بمفاقمة معاناة السكان مع النقص في المواد الغذائية والخدمات الطبية، حيث بات الاعتماد بالدرجة الأولى على مساعدات غذائية تلقيها طائرات سورية وروسية وأخرى تابعة لبرنامج الأغذية العالمي.
ويقدر عدد المدنيين الموجودين في الأحياء تحت سيطرة الجيش بنحو مئة الف شخص فيما يتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن وجود أكثر من عشرة الاف مدني في الاحياء تحت سيطرة التنظيم. وتشير تقديرات أخرى الى ان العدد أكبر.
ويروي عبدالله (41 عاما) وهو يجلس على كرسي أمام متجر عطورات يملكه المعاناة منذ حصار التنظيم للمدينة.
ويقول "تأثرنا كثيراً وافتقرنا لكل شيء. وكنا ندبر أمورنا البسيطة بحسب الموجود".
برغم ذلك، يردد عبدالله "نحن كشعب ديري (نسبة الى دير الزور) تجاوزنا هذا الحصار وسنعرف ان شاء الله كيف نتعامل مع النصر".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: