إعلان

"إدلب" معقل المعارضة السورية... نموذج جديد لأفغانستان تحت حكم طالبان

10:27 ص الأحد 03 سبتمبر 2017

حركة طالبان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

إدلب، سوريا (د ب أ)
إدلب، المحافظة السورية الوحيدة الخاضعة لهيمنة المعارضة، أصبحت وعلى نحو متزايد تحت سيطرة جماعة مسلحة متشددة تابعة لتنظيم القاعدة، حيث يطوف المسلحون التابعون لها بالشوارع فيما يشبه الدوريات الأمنية ويراقبون المسافرين.

وبنفس أسلوب الجهاديين، ترفرف "الرايات السوداء" بأنحاء محافظة إدلب، حتى مع محاولة بعض المسؤولين المحليين التصدي للمتطرفين في محاولة لإنقاذ أي قدر مازالوا يتمتعون به من الاستقلال .

ويمكن أن تكون عواقب تلك السيطرة التدريجية والزاحفة للمتشددين مدمرة على ما يقدر بمليوني شخص هناك، وكثير منهم نزحوا بالفعل بسبب ست سنوات من القتال في سوريا.

وإذا ما أكد الجناح التابع للقاعدة المعروف باسم "هيئة تحرير الشام"، سيطرته على المهام والوظائف الحكومية الأساسية، فيمكن أن يتوقف تدفق المساعدات الإنسانية.

وتوجد هناك أيضا مخاوف من أن تقوم الولايات المتحدة أو روسيا أو الحكومة السورية بتكثيف الهجمات والضربات الجوية على تلك المحافظة.

"غارة واحدة تكفي"
ويقول محمد، وهو صاحب متجر طلب عدم الإفصاح عن اسمه كاملا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ.): " غارة جوية واحدة ستكون كافية لي أن أخسر كل ما ادخرته". ويقول إن كمية السلع المعروضة للبيع قليلة بالفعل.

ويمثل الدمار الناجم عن الضربات الجوية الماضية عاملا واحدا فقط من بين العوامل التي ساهمت في دعم هيئة تحرير الشام.

ومن العوامل الأخرى رفض حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وخيبة أمل إزاء المجتمع الدولي ، وفشل الجماعات المعارضة المعتدلة، والمعتقدات المحافظة المنتشرة بين سكان إدلب، والتي تعززت خلال الحرب.

وقال وليد، وهو أحد المؤيدين لتلك الجماعة: "سواء كانت هيئة تحرير الشام هنا أم لا، فستكون هناك غارات جوية"، رافضا أي فكرة مفادها أن الجماعة الجهادية ستتحمل مسؤولية المزيد من الحرب.

ومع ذلك، شهدت الجماعة احتجاجات ضد فرضها لسيطرتها، ويعود ذلك للسنوات التي بدأت خلالها في السيطرة على القرى والبلدات. ويرجع ذلك جزئيا إلى غريزة القاعدة التي تميل إلى القمع السياسي، وليس فقط رؤيتها الدينية.

وقال عضو في المجلس المحلي في بلدة صغيرة لا تزال غير خاضعة بالكامل لسيطرة هيئة تحرير الشام، التي كانت تعرف باسم جبهة النصرة: "الشيء الأكثر فظاعة هو أنها تخطف أي شخص يكتب أو يدلي ببيان ضدها".

"هيمنة بلا منازع"
وذكر سام هيلر، وهو محلل لدى مؤسسة "ذا سينشري فاونديشن" ومقرها بيروت: "إنها تحظى بوضع الهيمنة بلا منازع... كل الجماعات الصغيرة ليس لديها خيار سوى انتهاز الفرص وركوب الموجة ".

والجماعة الوحيدة الأخرى التي تنافس هيئة تحرير الشام هي جماعة "أحرار الشام"، وهي أيضا فصيل متشدد ولكنه بدون أجندة ذات مطامع دولية. ومع ذلك، فقد تم إحباط مناوراتها وهزيمتها من الناحية التكتيكية والاستراتيجية والأيديولوجية.

وقال أحد السكان المحليين طالبا عدم الكشف عن هويته إن "الحياة باتت الأن تشبه للغاية الحياة في أفغانستان تحت حكم طالبان". هناك جيوب ومناطق مستترة يمكن للأشخاص التدخين فيها ، ولكن هيئة تحرير الشام تكثف مصادرة منتجات التبغ وفرض قواعد صارمة خاصة بالملابس ".

وتعترف منظمات الإغاثة المحلية بأنها تشعر بالذعر بشكل متزايد من أنه في أي لحظة يمكن أن تنقطع الجهات المانحة الدولية والجمعيات الخيرية عن إدلب بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على الحدود مع تركيا، المعبر الوحيد إلى إدلب من خارج سورية.

واتخذت انقرة، التي كانت مترددة منذ فترة طويلة في فرض قيود على إدلب، خطوات في أغسطس الماضي لتضييق الخناق على الحدود، ولكنها مازالت تسمح بدخول الإمدادات الغذائية والأدوية الحيوية.

والحسنة الوحيدة على الصعيد الإنساني تتمثل في أن المجتمع الدولي لا يريد أن يرزح شعب إدلب تحت طائلة الجوع. وإن لم تفعل هيئة تحرير الشام شيئا متهورا، سوف تستمر الجهات المانحة في إرسال الإمدادات.

وإذا لم يكن هناك هجوم كامل على إدلب من قبل العديد من خصوم هيئة تحرير الشام، قد يضطر السكان للتكيف مع الحياة في ظل جماعة إسلامية متشددة ومقاتلة، مع اضطرار النساء إلى الاحتجاب تحت الزي الذي يغطي كامل الجسد ومواجهة القيود في الأماكن العامة.

وقد تم إجبار الدروز، وهم أقلية دينية في إدلب، على التحول إلى المذهب السني للإسلام بينما تزداد سيطرة المتطرفين خطوة بخطوة.

ويقول مسؤول محلي، رفض الكشف عن هويته : "المدنيون غاضبون للغاية ، ولكنهم يقفون عاجزين ". وأضاف: "هناك حالة من الرعب في إدلب".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان