لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مجلة أمريكية: روسيا باتت حاضرة في كل مكان بالشرق الأوسط

11:34 ص الخميس 14 سبتمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:
قالت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكية إن العديد من المراقبين والمحللين حذروا من أن السياسة الأمريكية المتهورة في الشرق الأوسط، قد تخلق ظروفا تسمح بزيادة النفوذ الروسي في المنطقة، وجعلها لاعب أساسي، خاصة فيما يتعلق بأمنها واستقرارها.

وأشارت المجلة الأمريكية في تقرير نشرته الأربعاء إلى أن روسيا استطاعت تقديم نفسها كشريك بديل لأمريكا، يستطيع مساعدة دول الشرق الأوسط، وخلال الأربعة أعوام الماضية استطاعت موسكو أن يكون لها يد في كل مكان بالمنطقة.

استطاعت موسكو أن تترأس الجهود المبذولة لإنهاء الحرب الأهلية السورية، وتأسيس منطقة فض نزاع بين الأطراف السورية المتناحرة، وتدخلت في الأزمة الكردية، في سوريا وتركيا، وتبذل جهودا واضحة للتوصل إلى حل نهائي يُنهي المشاكل بين إقليم كردستان العراق وبغداد.

ولفتت المجلة إلى الدور الذي تلعبه روسيا للحفاظ على الهلال الشيعي السني العراقي الإيراني السوري، وتشارك أيضا في محادثات مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، من أجل الحفاظ على توازن القوى في المنطقة.

وأشارت إلى أن كل من مصر وإسرائيل لديهم علاقات واتصالات مع الكرملين، وينظرون إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كرجل دولة يُعتمد عليه، يلتزم بكل شيء يقوله، أو يتعهد به.

ويتخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفس الموقف تقريبا، والذي على ما يبدو يستعد لتشكيل تحالف استراتيجي مع روسيا، يتعلق بالطاقة والأمن، والتخطيط لمستقبل الشرق الأوسط.

وأقامت موسكو العديد من الاجتماعات لمجموعة من الرموز السياسية والقيادات الليبية، والفلسطينية، والكردية، وممثلي معارضة سورية، كما يقوم قادة بعض الدول في الشرق الأوسط برحلات إلى روسيا لإجراء مشاورات مع الكرملين.

وترى المجلة أن النهج الروسي الحالي يعتمد على التوصل إلى عدة تسويات، بعد أن اكتشفت أن الوصول إلى حلول طويلة الأمد سيكون صعبا، ويتضح ذلك من محاولاتها إقامة مناطق فض النزاع في سوريا، وتحديد منطقة الحكم الذاتي الكردي في سوريا، وخلق حالة من التوازن بين المصالح الشيعية والسنية في سوريا، وغيرها من المناطق، ما يضمن لإيران قدرة الوصول إلى حزب الله في لبنان، والسماح لإسرائيل بفرض خطوطها الحمراء.

"نهج القرن الـ19"
وبحسب المجلة، فإن روسيا تعتنق نهج القرن الـ19 والذي يقوم على خلق التوازن وطرح حلول يمكن تنفيذها على المدى القريب، على عكس واشنطن التي تعتنق رؤية القرن الـ21 والذي لا يلزمها بأي شيء حقيقي.

وتقول إن بوتين يستمتع بنظرة العالم له بأنه رجل دولة قوي وعالمي، ومع ذلك لا يجب النظر إلى الجهود الروسية في الشرق الأوسط على أنها وسيلة لتحسين صورتها وكسب هيبة العالم فقط، إذ أنها تجني الكثير فوائد ملموسة من هذه السياسة.

فبجانب النظر إليها على أنها قوة عالمية، استطاعت روسيا بسياستها في الشرق الأوسط خلق سوقا جيدا لتقديم بضائعها وخدماتها، بداية من الأسلحة وصولا إلى خدمات الطاقة النووية، وخاصة تلك التي لا ترغب الولايات المتحدة في توفيرها.

ووفقا للمجلة، فإن تركيا تعمل الآن على استبدال روسيا بأوكرانيا كمركز عبور شاحنات الطاقة إلى أوروبا، وتهدف الاستثمارات الروسية في العراق وليبيا إلى تعزيز قدرة موسكو على تزويد أوروبا بالنفط.

كما تسعى موسكو إلى خلق طريق جديد بين الشمال والجنوب من شأنه ربطها بالمحيط الهندي وإيران.

والأهم من ذلك، هو محاولة روسيا لاستخدام نفوذها في المنطقة، للتصدي للجهود الأمريكية لاستخدام السعودية كنقطة ضغط على الاقتصاد الروسي، والآن، وعوضا عن التنافس مع موسكو، نسقت الرياض اتفاقا مع موسكو لوضع سعر مستقر للطاقة، لضمان حصول البلدين على إيرادات كافية.

ونوهت المجلة إلى أن روسيا تعلمت دروسا دبلوماسية قيّمة من نشاطها في الشرق الأوسط على مدار الأعوام الأربعة الماضية، وتتخذ الآن أولى خطواتها من أجل تطبيقها في شرق آسيا، ويظهر ذلك في الاجتماعات المتعاقبة بين موسكو وقادة اليابان، والصين، وكوريا الجنوبية بشأن الأزمة الكورية الشمالية.

تقول المجلة إن الاتحاد السوفيتي حاول خلال الحرب الباردة التنافس على الجبهات ضد الولايات المتحدة، فوجد نفسه في موقف صعب، لذلك قرر روسيا اتباع استراتيجية جديدة أكثر دقة، وعلى ما يبدو أنها تؤتي ثمارها.

فيديو قد يعجبك: