لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أمل جديد للأزمة السورية بعد تدخل مصر

08:03 م السبت 05 أغسطس 2017

ارشيفيه

كتبت – إيمان محمود:

أمل جديد، في حل الأزمة السورية التي تخطت عامها السادس منذ اندلعت في عام 2011، بعد أن بدأت مصر التدخل في رعاية اتفاقات لوقف إطلاق النار في بعض المناطق الأكثر سخونة في سوريا، بضمانة روسية ووساطة تيار الغد السوري المعارض.

رعاية مصر جاءت بعد سنوات من تجنبها للتدخل المباشر في الأزمة السورية، وبعد أن تم اختيارها من قبل تيار الغد الذي اعتبرها "أكثر الدول التزامًا لحل الأزمة السورية بالطرق السلمية"، كما أرجع أسبابه أيضًا إلى العلاقات الجيدة التي تتمتع بها مع روسيا التي تعد طرفًا رئيسيًا داخل الأزمة الروسية.

أحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري المعارض، أشاد باتفاقين وقف إطلاق النار في غوطة دمشق الشرقية وريف حُمص، اللذين تمّا برعاية مصر، حيث اعتبرهما مقدمة للحل السياسي في مفاوضات جنيف المقبلة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده "الجربا" في القاهرة، لتوضيح دور التيار في إبرام اتفاقي الغوطة الشرقية وريف حُمص، وتوضيح الدور المصري في رعاية الاتفاقين.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، رسميًا عن تطبيق الهدنة التي تم الاتفاق عليها في الـ31 من يوليو الجاري في القاهرة، بين وفد من وزارة الدفاع الروسية والمعارضة المسلحة المتواجدة في تلك المنطقة، وبرعاية مصر التي طالبت موسكو على وجودها كضامن بديلاً عن تركيا، لكنها أرادت أن تكون راعية فقط.

الاتفاق يعد الثاني من نوعه بعد اتفاق مماثل في غوطة دمشق الشرقية، في الـ20 من يوليو والذي تم بضمانة روسية، ورعاية مصرية وبوساطة أيضًا من تيار الغد السوري.

الدور المصري

اختيار مصر كدولة راعية للهدنة في حُمص، لم يأت فقط من جانب المعارضة السورية وإنما جاء أيضًا من الجانب الروسي الذي طالب مصر بأن تحل محل تركيا لتكون دولة ضامنة لتنفيذ الاتفاق، بحسب ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.

رئيس تيار الغد السوري، رحب بوجود قوات مصرية على خطوط التماس، لكنه أكد أن هذا الأمر غير منصوص عليه في الاتفاق المُبرم "بناءا على طلب مصر" التي ترفض التدخل العسكري في أي دولة.

ويرى تيار الغد السوري أن "مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي، لم ينظرا إلى سوريا إلا من قناعة راسخة لدى الوجدان الشعبي والرسمي المصري، قناعة مفادها أن سوريا جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر وعزتها وسلامة أمنها القومي".

وقال "الجربا" إن القاهرة تعد وسيط "نزيه وجيد" في الأزمة السورية لأنها لم تشارك نهائيا في سفك الدماء، ما يجعل لها دورًا كبيرًا في هذه المرحلة ودورًا أكبر في المراحل القادمة.

وأضاف التيار الذي تحفظ على "الغياب العربي الكامل" عن مفاوضات أستانة، أن اختيار مصر دولة راعية لم يأت ترضية أو لمصلحة ضيقة، بل كان نتيجة طبيعية وضرورية لأسباب عدة منها عدم وجود صراع بين مصر وأي فصيل سوري فاعل في مناطق الاتفاقات.

وتابع "السبب الثاني هو علاقة الثقة المتينة بين مصر وروسيا، والتي رسخت بدورها، ثقتنا نحن، وكانت دافعا إيجابيا لنا كجانب سوري".

واستطرد "مصر المحروسة، كانت ولا تزال وستبقى، هي الأكثر حرصًا على حرمة الدم السوري، لم تشارك بأي وسيلة من الوسائل في سفك الدماء، بل على العكس سعت وبكل صدق وتفان على أن تكون جسرًا للتواصل بين السوريين، ومنطلقًا لحل يرضي جميع الأطراف بما فيه خير لمستقبل بلادنا.

وقال محمد خالد الشاكر، أستاذ القانون الدولي وعضو تيار الغد السوري، إن الهدنتين تعتبرا خطوة مهمة في مسار الجهود المصرية، فهما أول اتفاقيتان لا تتضمن التغيير الديموغرافي وتهجير الأهالي من بلداتهم، وهو ما يؤكد أن "مصر تدافع عن وحدة سوريا أرضًا وشعبًا".

وأضاف الشاكر في تصريحات لمصراوي: "دائما أسمع أن الدور المصري هو دور محايد .. أنا أعترض على هذه الجملة" فإن الدور المصري هو دور ثابت ينحاز إلى الدولة السورية وإلى الشعب السوري.

حول الاتفاق

أكد الجربا، أن منطقتي الغوطة الشرقية لدمشق وريف حمُص يعدّان من أكثر المناطق أهمية وأكثرهم سخونة أيضًا وهو السبب الرئيسي وراء الاهتمام بتوقيع الهدنتين، متوقعًا أن تُوقع اتفاقات مماثلة في مناطق أخرى.

وحول منطقة إدلب فقد وصفها الجربا بأنها أصبحت "قاعدة للقاعدة"، مشيرًا إلى جبهة النصرة التي تنتشر بكثافة في تلك المنطقة.

ولفت رئيس التيار إلى أن اقتراح وقف إطلاق النار في المناطق الساخنة في سوريا ليس من بنات أفكار التيار المعارض، بل هو امرٌ قرره الضامنون في استانة، ووافقت عليه جميع الفصائل المشاركة من الشمال إلى الجنوب، ووافق عليه النظام أيضًا.

أكد تيار الغد السوري، أنه ليس هناك "فيتو" على أحد سوى "النصرة" و"داعش"، بحسب الهُدن المصرية – الروسية.

وعن التواجد الروسي في الأراضي السورية، قال قاسم الخطيب عضو منصة القاهرة وعضو تيار الغد السوري، إن من ينتشرون في الأراضي السورية هم شرطة عسكرية وليست قوات جيش، أي من القبعات الحُمر، الذين يتمثل دورهم في حماية الأمن الداخلي وضمان إدخال المساعدات العسكرية.

وأضاف الخطيب في تصريحات لمصراوي، أن الروس ليس لهم علاقة بقتال جبهة النصرة وداعش، وإنما المسؤولين عن إخراجهم من مناطق الاتفاق هم الأطراف الموقعة على الهدنة.

وأشار الخطيب إلى سعي "تيار الغد" إلى إقامة مشروع وطني سوري، مُرحبًا بكافة المساعي لوقف إطلاق النار.

وفي هذا السياق يرى "الجربا" أن وقف إطلاق النار لن يتحقق بشكل كامل إلا إذا شاركت كل القوى والفاصل السورية.

تيار الغد اتهم قادة فيلق الرحمن بالمزايدة على الدماء السورية لتحقيق مصالحهم السياسية الخاصة، وأضاف قائلاً: "نحمل فيلق الرحمن مسؤولية إراقة كل قطرة دم، ونقول لهم حججكم واهية".

وفي المقابل بعث التيار بتحية إلى جيش التوحيد ومشايخ ووجهاء وضباط الريف الشمالي من حمُص، لشجاعتهم وجرأتهم على إتمام الاتفاق، متوجها بالتحية إلى أهل ريف حُمص الشمالي الصامدين.

وبحسب الشرق الأوسط، فإن اتفاق ريف حمُص بدأ بدعوة جيش التوحيد من قبل "تيار الغد"، لحضور اجتماع القاهرة ومناقشة الاتفاقية، وبعد أن استلم علاء العلي، مندوب جيش التوحيد، نص الاتفاق، أرسله لقيادته التي اجتمعت بفصائل المنطقة لمناقشته.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان