لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تصريحات نتنياهو بشأن الاستيطان تثير غضب العالم..والفلسطينيون: عواقبها وخيمة

04:46 م الأربعاء 30 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

أثارت التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الاستيطان وبقاء الإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية المحتلة حالة من الجدل الشديد، وأثارت غضب الجانب الفلسطيني والعربي، فووصفها مصادر ومسؤولون بـ "الطعنة" في ظهر جهود أمريكا لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال نتنياهو، في الاحتفال بمناسبة مرور 50 عاما على الاستيطان في الأرضي الفلسطينية، والذي أُقيم تحت عنوان "أضواء اليوبيل": "لن يكون هناك أي إخلاء للمستوطنين بعد اليوم، نحن هنا لنبقى إلى الأبد فهذا ميراث آبائنا وهذه أرضنا"

وأضاف: "عدنا إلى هنا كي نبقى إلى الأبد، ولن يكون هناك أي اقتلاع لمستوطنات في أرض إسرائيل".

وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن اقتلاع المستوطنات أثبت أنه لا يساعد في تحقيق السلام. وقال:" إن الضفة الغربية ذخر استراتيجي لدول إسرائيل ومفتاح مستقبلها، لذلك سيعملون على الاحتفاظ بها".
ويتنافى موقف رئيس الوزراء مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2334 الصادر في ديسمبر 2013، وينص على ضرورة وقف بناء المستوطنات الإسرائيلية، ويؤكد أن كافة المستوطنات التي تم بنائها منذ عام 1967 غير شرعية.

"عواقب وخيمة"

ونددت الرئاسة الفلسطينية بتصريحات نتنياهو، التي وصفتها بـ"الاستفزازية"، فقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطيني المحتلة عام 1967 وعلى رأسها شرق القدس غير شرعي، مؤكدا زواله.

وأكد أن الاستفزازات الإسرائيلية في الأقصى ستقود إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها، وحمّل الحكومة الإسرائيلي وحدها المسؤولية عنها.

وكان الرفض الإسرائيلي لتجميد نشاطها الاستيطاني السبب الرئيسي لانهيار الجهود الأمريكية لإحلال السلام بين الجانبين عام 2014.

"التوغل الإسرائيلي"

وأعربت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين عن رفضها لتصريحات نتنياهو، مشيرة إلى إعادة نتنياهو لمواقفه المعادية للسلام.

ورأت الوزارة، بحسب بيان نشرته وكالة أنباء وفا الفلسطينية، أن حكومة نتنياهو ماضية في إجراءاتها لإغلاق الباب نهائيا أمام فرصة السلام الراهنة، وتواصل وضع المزيد من العوائق والعراقيل في طريق إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة إلى جانب إسرائيل.

كما شددت على ضرورة معاقبة ومحاسبة إسرائيل، إذ أن الإدانات الخجولة للاستيطان والمطالبات بوقفه لم تُجدِ نفعا في الحد من التغول الإسرائيلي في الاستيطان بالأراضي الفلسطينية.

"البقاء في المنصب"

استنكرت جامعة الدول العربية تصريحات نتنياهو، وأكد أحمد أبو الغيط أمين الجامعة أن هذه التصريحات لا يمكن أن تصدر عن شخص يسعى للسلام.

وأشار أبو الغيط، بحسب بيان صدر عن الجامعة العربية، إلى أن نتنياهو لديه أجندة داخلية تتعلق بالبقاء في كرسيه، حتى لو كان ثمن ذلك القضاء على أي فرصة لإحلال السلام بين بلاده والفلسطينيين.
ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن يُدرك أن العقبة الرئيسية أمام الجهود المبذول لتحقيق لإحلال السلام تتمثل في شخص رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي.

ومن جانبه، أشار عبد القادر ياسين، المُحلل والمؤرخ الفلسطيني، إلى أن تصريحات نتنياهو ليست جديدة. وقال: "نحن نتعامل مع عدو يمتلك معادلة صفرية، إما هم أو نحن".

وقال ياسين، لمصراوي، إن أبو مازن أعلن في أنقرة أنه مع تسوية فلسطينية إسرائيلية برعاية أمريكية. وأضاف: " وهو بذلك يطالب الذئب بأن يحمي الغنم، لأن أمريكا عدونا الرئيسي".

ويرى المحلل الفلسطيني أن كل ما يحدث الآن، هو محاولة لتصفية القضية الفلسطينية مرة واحدة وإلى الآبد.

"محاولات تسوية"

وفي محاولة للتوصل إلى تسوية، أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفد ترأسه مستشاره لشؤون الشرق الأوسط جاريد كوشنر إلى الأراضي المحتلة، والذي التقى بزعيم السلطة الفلسطينية محمود عباس، وبحسب مصادر فإنهما تحدثا عن الجهود الأمريكية المبذولة من أجل تحقيق السلام، وأعرب عباس عن تمكسه بمسألة حل الدولتين، على أن تقوم دولة فلسطينية على حدود 67، وطلب من الوفد ضمان الحرية الاقتصادية للسلطة الفلسطينية في المنطقة (ج) والتي تشمل 60 في المائة من مجموعة الأراضي الفلسطينية.

وتضاربت الأنباء عقب الزيارة، إذ نقلت صحيفة الحياة اللندنية عن مصادر فلسطينية إن كوشنر أخبر عباس بأن وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية غير ممكن، لأنه قد يؤدي إلى انهيار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهذا ما نفاه البيت الأبيض لاحقا.

وتأتي تصريحات نتنياهو بالتزامن مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش للأراضي المحتلة، الذي وصف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بغير القانوني وفقا للقانون الدولي.

وقال إن عدم إلزام إسرائيل باحترام وتنفيذ تلك القرارات يضعف من ثقة الشعب الفلسطيني بالمنظومة الدولية ومصداقية الأمم المتحدة في إحلال الأمن والسلام ويزكي أسباب الصراع والكراهية في المنطقة.

ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب سبتمبر المقبل. وبحسب صحيفة هاآرتس الإسرائيلية فإنه سيلقي خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع من الشهر المقبل.

فيديو قد يعجبك: