اتفاقات وصفقات عسكرية.. "وسيلة قطر لاستمالة الغرب"
كتبت- هدى الشيمي:
تبذل السلطات القطرية مجهودا كبيرا لتخفيف الضغوط الخليجية الناجمة عن قطع الدول الأربع (السعودية- ومصر- الإمارات- البحرين) علاقاتها الدبلوماسية بها، منذ قرابة شهرين، لها على خلفية اتهامها بدعم وتمويل الإرهاب والتدخل في شؤون البلاد الداخلية.
وتسعى قطر إلى استمالة الغرب إلى صفها، عن طريق عقد الصفقات العسكرية والسياسية، والموافقة على أن تكون "كتابا مفتوحا" أمام أجهزة الاستخبارات الأجنبية، على أمل أن تجد مخرج، أو وسيلة لإنقاذ نفسها من المأزق، حسبما يقول مراقبون.
وفيما يلي أبرز الاتفاقيات والصفقات التي وقعتها قطر منذ بداية الأزمة وحتى الآن:
"تفعيل القاعدة التركية"
رغم مطالبة الدول المقاطعة الأربعة بضرورة إغلاق القاعدة التركية المُقرر إنشائها على الأراضي القطرية، أعلن الجيش التركي ارسال لجنة عسكرية مكونة من 3 أفراد إلى قطر، في يونيو الماضي، تحضيرا لإقامة قاعدة عسكرية تركية هناك.
وبحسب بيان صادر عن الجيش التركي، فإن الاتفاقية الموقعة بين أنقرة والدوحة، دخلت حيز التنفيذ عام 2015، وتنص على نشر وحدات من الجيش التركي على الأراضي القطرية.
وأعلن الجانبان التركي والقطري، رفضهما لمطالب الدول المقاطعة بإغلاق القاعدة العسكرية، فيما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأمر بالتدخل في شؤون دولة أخرى، والاعتداء على سيادتها، وعدم احترام تركيا.
وأكد ايلنور شفيك، مستشار اردوغان، أن القوات التركية تستمر بلتدفق على قطر لحماية حدود قطر وأمن الحكومة القطرية. فيما أشارت صحيفة "حرييت" التركية إلى أن أنقرة تنشر قوات كوماندوس في قطر، حسب ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
ويصل عدد القوات التركية الموجودة في قطر حاليا إلى 150 عسكريا، بالإضافة إلى المدرعات والمدافع.
"مذكرة التفاهم"
وقعت الدوحة وواشنطن اتفاقا بشأن مكافحة الإرهاب وتمويله، في يوليو الماضي، والذي يقتضي بتحديد الخطوط العريضة للجهود المستقبلية التي يمكن لقطر القيام بها من أجل تعزيز كفاحها ضد الإرهاب، والتصدي بنشاط لقضايا تمويله.
وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن تلك الخطوة مُبشرة للأمام، مؤكدا أنه لا علاقة لها بالأزمة مع دول المقاطعة العربية.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى أن الدوحة كانت أول من استجابت لمبادرة مكافحة تمويل الإرهاب، غير أن تلك المذكرة لم تنقع دول المقاطعة الأربع.
"صفقة الطائرات"
أعلنت الدوحة، في 14 من يونيو الماضي، أي بعد تفاقم أزمتها بأقل من عشرة أيام، توقيعها على عرض شراء طائرات إف- 15 بقيمة 12 مليار دولار، من الولايات المتحدة الأمريكية، في خطوة اعتبرتها قطر تأكيدا على دعم واشنطن العميق لها.
وبحسب وكالة سبوتنيك الروسية، فإن واشنطن كانت قد وافقت في نوفمبر الماضي على صفقة محتملة لبيع ما يصل إلى 72 طائرة أف- 15 كيو إيه إلى قطر مقابل 21.1 مليار دولار.
"السفن الإيطالية"
وفي أحداث صفقاتها العسكرية، وقعت قطر صفقة لشراء سبع قطع بحرية من إيطاليا بقيمة خمسة مليارات يورو، في إطار اتفاق تعاون عسكري بين البلدين، بحسب ما أعلنه وزير الخارجية القطري.
وأعلن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن الصفقة خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي أنجلينو ألفانو في الدوحة بعد محادثات بشأن مساعي إنهاء النزاع بين قطر والدول العربية الأربع المقاطعة لها.
وقال الشيخ محمد إنه سعيد بإعلان إتمام الصفقة بين القوات البحرية الأميرية القطرية وإيطاليا.
وذكر أن قيمة الصفقة تقدر بنحو خمسة مليارات يورو، لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل، أو يكشف عن أسماء الشركات المشاركة في الصفقة.
"كتاب مفتوح"
بعد أيام من قطع الدول الأربع العلاقات مع قطر، كشف وزير الخارجية الألماني، سيغمار غابرييل، عن اتفاق جديد توصل إليه مع الدوحة أثناء زيارته الأخيرة إلى المنطقة.
وكشف الوزير غابرييل عن الاتفاق مع الدوحة لفتح جميع ملفاتها الأمنية المتعلقة بتمويل الإرهاب أمام الاستخبارات الألمانية، مبدياً ولو بطريقة غير مباشرة استعداد الدوحة لتقديم معلومات بشأن أشخاص أو جماعات يشتبه بتورطها بالإرهاب.
"شكليات"
يرى الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الاتفاقيات والمواثيق التي وقعت عليها قطر، قبل وبعد الأزمة، مجرد شكليات ليس إلا، على حد تعبيره.
وقال "على الأرض الواقع لم يتغير أي شيء، فقناة الجزيرة ما تزال تهاجم جميع الدول العربية والجيش المصري، وحتى الآن يوجد العديد من الشخصيات الإرهابية المطلوبة دوليا على الأراضي القطرية".
وأضاف إسماعيل أن قطر عندما تقوم بشراء أسلحة من الدول الأوروبية، تقوم بشيء مزدوج، فأولا تحاول كسب ود دول أوروبا المتقدمة عسكريا، ومن جانب آخر تحاول الدوحة تصدير صورة للعالم العربي والغربي أنها في حالة دفاع عن نفس مستمرة، والتأكيد على أنها دولة قوية جدا وتملك أسلحة متقدمة للغاية.
وقال "إلا أن كل هذه الأسلحة لا تصب في مصلحة قطر، والجانب الوحيد المستفيد من هنا هي الدول الأوروبية المصدرة للأسلحة".
فيديو قد يعجبك: