الخارجية تتجاهل صهر ترامب بعد قرار حجب المساعدات الأمريكية
كتب - سامي مجدي ومحمد مكاوي:
تجاهلت وزارة الخارجية الأربعاء مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمسؤولين الأمريكيين الذين يزورون القاهرة حاليا، احتجاجا على ما يبدو على خفض الولايات المتحدة بعض المساعدات الأمريكية لمصر.
كان من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية سامح شكري مع الوفد الأمريكي الذي يترأسه كوشنر، لكن نسخة معدلة من جدول لقاءات الوزير أظهرت إلغاء اللقاء، بعد فترة قصيرة من وصول الأمريكيين في القاهرة.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية لمصراوي إن الاجتماع الذي كان مقررا اليوم الأربعاء بين وزير الخارجية سامح شكري ومستشار الرئيس الأمريكي وزوج ابنته جاريد كوشنر، أٌلغي لـ"ضيق الوقت"، رغم أن جدول لقاءات شكري لم يتضمن سوى لقاء واحد مع محمد علي الحكيم الأمين التنفيذي لمنظمة الاسكوا بمقر وزارة الخارجية في الخامسة مساء اليوم في القاهرة.
جاء احتجاج الخارجية بعد أن حجبت إدارة ترامب عن مصر مساعدات قيمتها 95.7 مليون دولار وتأجيل صرف 195 مليون دولار أخرى انتظارا لتحسن في مجال حقوق الإنسان واتخاذ إجراءات تخفف من القيود المشددة على منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية.
ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية التعليق، وأحال الموضوع إلى السفارة بالقاهرة التي رفضت التعليق أيضا.
ولا يزال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الوفد الأمريكي قائما في وقت لاحق اليوم الأربعاء، بحسب بيان الرئاسة.
يضم الوفد جيسون جرينبلات، المبعوث الأمريكي للمفاوضات الدولية، ودينا باول، نائبة مستشار الأمن القومي.
وفي بيان منفصل، قالت وزارة الخارجية إن مصر تأسف لقرار الولايات المتحدة تخفيض بعض المبالغ المخصصة في إطار برنامج المساعدات الأمريكية لمصر، معتبرة أن هذا القرار يعكس "سوء تقدير لطبيعة العلاقة الاستراتيجية التي تربط البلدين على مدار عقود طويلة، واتباع نهج يفتقر للفهم الدقيق لأهمية دعم استقرار مصر ونجاح تجربتها".
وأعربت مصر عن تطلعها لتعامل الإدارة الأمريكية مع برنامج المساعدات لعام 2017، من منطلق الإدراك الكامل والتقدير للأهمية الحيوية التي يمثلها البرنامج لتحقيق مصالح الدولتين، والحفاظ على قوة العلاقة فيما بينهما".
يشار إلى أن الوفد الأمريكي في القاهرة في إطار جولة شرق أوسطية من أجل دفع جهود السلام الإسرائيلية-الفلسطينية.
ومصر من بين الدول التي تتلقى مساعدات عسكرية واقتصادية أمريكية. وتتلقى مساعدات بقيمة 1.3 مليار دولار، إضافة إلى مئات الملايين من الدولارات مساعدات اقتصادية، من إبرام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل سنة 1979.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين لم تسمهما قولها إن القرار يعبر عن رغبة واشنطن في مواصلة التعاون الأمني كما يعكس في الوقت نفسه الإحباط من موقف القاهرة بخصوص الحريات المدنية خاصة قانون الجمعيات الأهلية الجديد الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه جزء من حملة متزايدة على المعارضة.
ووفقا للوكالة، شعر المسؤولون الأمريكيون بالاستياء لسماح الرئيس عبد الفتاح السيسي في مايو بدخول قانون الجمعيات الأهلية حيز التنفيذ. وقالت جماعات ونشطاء يدافعون عن حقوق الإنسان إن القانون يحظر عملهم فعليا ويصعب على المنظمات الخيرية العمل.
وقال المصدران إن المسؤولين المصريين كانوا قد أكدوا لمسؤولين أمريكيين في وقت سابق هذا العام أن القانون، الذي يقصر نشاط المنظمات الأهلية على العمل التنموي والاجتماعي ويفرض عقوبات تصل إلى السجن خمس سنوات على المخالفين، لن يتم إقراره وهو ما لم يتم.
وقبل شهرين، هاجم عضوان في الكونغرس من الحزب الجمهوري الذي يتبعه ترامب قانونا مصريا جديدا "شديد القسوة" والذي يحظر بشكل فعلي عمل المنظمات غير الحكومية وطالبا بالتراجع عنه. وردت وزارة الخارجية وقتها في بيان وقالت إن القانون صيغ ومرر تماشيا مع الإجراءات الدستورية المطلوبة.
فيديو قد يعجبك: