لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل يمكن حماية المدن من هجمات الدهس بالسيارات؟

03:46 م السبت 19 أغسطس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 كتب - سامي مجدي:
هل يمكن حماية المدن من هجمات الدهس بالسيارات؟

بإجابة بسيطة: لا، ولكن.

بداية يصعب بشكل يصل إلى حد المستحيل اكتشاف أي سيارة يعتزم قائد دهس المواطنين العاديين في أي مكان في العالم، خاصة إذا كان ذلك الشخص من غير الموضوعين على قوائم الاشتباه والمراقبة الإرهابية.

فبإمكان أي شخص نجحت دعاية تنظيم الدولة الإسلامية في استقطابه أن يقود سيارة ويدخل بها في حشد من الناس، فيوقع ضحايا ويثير الفزع فيما بين السكان الآمنين.

لكن السلطات والأجهزة الأمنية على اختلاف تنوعاتها يمكنها القيام بما هو أكثر من ذلك للتخفيف من التهديدات التي تواجهه بعض الأهداف المتوقعة مثل الأماكن السياحية خاصة في الأوقات الصيفية.

جادة لاس رامبلاس في برشلونة التي تعج بالسياح في أغسطس، كانت "هدفا مثاليا" لمثل هذا النوع من هجمات الدهس بالسيارات مثلما جرى في مدن أوروبية أخرى العام الماضي.

يعتمد ذلك على الأمن الوقائي، التي يعتمد بدوره على مدى القدرة على جمع المعلومات.

يقول عمدة نيس التي شهدت هجوما مشابها في يوليو من العام الماضي إنه سوف يدعو نظرائه الأوروبيين لاجتماع الشهر المقبل لينظروا فيما يمكن أن يفعلوه لتحسين الأمن في مدنهم بعد هجوم برشلونة يوم الخميس الماضي الذي أوقع 14 قتيلا.

قتل في هجوم الدهس في نيس الفرنسية 86 شخصا اثناء احتفال الفرنسيين بعيدهم الوطني.

يقول كريستيان إستروسي إن مدينت أنفقت 30 مليون يورو لحماية مناطق تعد أهدافا محتملة للمتطرفين بسيارات في نيس منذ العام الماضي. إلا أن المدن تلك بحاجة إلى المزيد من الأموال للتعامل مع التهديدات الجديدة.

"نريد الفور بالحرب بقواعد سلمية،" هكذا يقول إستروسي.

ووفقا للصحيفة، من الإجراءات التي يمكن اتباعها للحد من تلك الهجمات، وضع حواجز لمنه السيارات من السير بسرعات عالية في الأماكن المزدحمة، أو الاستمرار لمسافات بسرعات عالية في أماكن التجمعات.

كما يمكن إعادة تصميم المرور في الشوارع والتي يحتمل أن تكون مسارح لهجمات دهس مشابهة.

تقول روث ريد، رئيسة المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين، ضمن تقرير نشر في الجارديان بعد هجوم برلين، إن الحواجز الكبيرة هي أكثر وسيلة للحماية من هجوم بالشاحنات.

مثل هذه الحواجز منتشرة في القاهرة حول المباني الحيوية مثل مقرات مديرات الأمن والوزارات، كذلك قصر ويستمنستر في لندن حيث الحواجز هناك مصممة لوقف هجمات الشاحنات المسرعة.

لكن هذه الإجراءات الدفاعية توفر حائط صد جزئي ضد الهجمات المحتملة.

هناك أيضا الأسواق، التي تعد أهدافا محتملة للتنظيمات المتطرفة مثل الدولة الإسلامية والقاعدة، مثلما جرى في سوق للكريسماس في برلين العام الماضي، وسوق بروه في لندن قبل أشهر.

فبعد هجوم برلين الذي استخدمت فيه شاحنة، أشار رئيس الشرطة في العاصمة الألمانية، كلاوس كاندت، إلى أن هناك الكثير جدا من الأهداف المحتملة – 2500 سوق في ألمانيا و50 في برلين واحدها. "من المستحيل خفض الخطر إلى درجة الصفر،" على ما قال كاندت.

اذن من المستحيل الوصول بدرجة تأمين 100 في المئة، خاصة مع تطور الأساليب التي تستخدمها الجماعات المتطرفة في هجماتها.

وفي هجمات الدهس يعتمد مواجهة ذلك التهديد بالوصول لأقصى درجات التعاون بين الاستخبارات وأجهزة إنفاذ القانون، وتخطي حواجز البيروقراطية التي تعيق تفكيك الشبكات قبل وقع الهجمات.

مثلا، لو أن أجهزة إنفاذ القانون نجحت في كشف الشبكة التي نفذت هجمات برشلونة عندما وقع انفجارا في بلدة ألكنار، لكان من المحتمل إحباط هجوم جادة لاس رامبلاس.

بعد انفجار ألكنار، تحرك المتطرفون بسرعة، لم يكن أمامهم سوى استخدام سيارة؛ فمثل هذا النوع من الهجوم يصعب اكتشافه مسبقا، كما أنه يوقع الكثير من الضحايا ويثر الفزع. وهو ما تطلبه الجماعات المتطرفة.

كان تنظيم القاعدة من أوائل التنظيمات المتطرفة التي استخدمت السيارات في الهجوم في أوروبا. ففي يونيو 2007، قاد بلال عبد الله وكفيل أحمد سيارة "جيب شيروكي" كانت محملة قنابل بروبان، ودخلا بها في أبواب صالة مطار جلاسكو في اسكتلندا.

وفي 2010 دعت القاعدة أنصارها لاستهداف الأماكن المكتظة ودهس المارة بالسيارات، على ما جاء في مجلة "إنسباير" التي يصدرها التنظيم بالإنجليزية.

وفي 2014، ظهر أبو محمد الجولاني، المتحدث السابق باسم تنظيم الدولة الإسلامية، في فيديو دعائي دعا المتعاطفين مع التنظيم إلى استخدام السيارات في دهس المدنيين.

أبرز هجمات الدهس في أوروبا:

o برشلونة الإسبانية 17 أغسطس 2017: اقتحمت سيارة "فان" حشدا في شارع لاس رامبلاس الشهير في مدينة برشلونة الإسبانية، ما أسفر عن مقتل 13 شخصا وإصابة عشرات آخرين.

o ستوكهولم السويدية إبريل 2017: اقتحمت شاحنة مخطوفة منطقة مزدحمة بالمشاة بوسط ستوكهولم، مما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص بإصابات خطيرة، وتم توجيه الاتهام إلى مواطن من أوزبكستان، 39 عاما، بشن الهجوم.

o لندن البريطانية 22 مارس 2017: اقتحم سائق بسيارته مجموعة من المشاة على جسر ويستمنستر في وسط لندن وطعن رجل شرطة حتى الموت خارج مقر البرلمان، ولفظ أربعة مشاة أنفاسهم متأثرين بجراحهم، ولقى المهاجم حتفه بإطلاق النار عليه.

o برلين الألمانية ديسمبر 2016: لقى 12 شخصا حتفهم في العاصمة الألمانية، عندما اقتحم سائق شاحنة مؤيد لتنظيم الدولة الإسلامية حشدًا من المسيحيين في سوق عشية الاحتفال بأعياد الميلاد، وقتلت الشرطة المشتبه به التونسي، 22 عاما، بالرصاص بالقرب من ميلانو بإيطاليا بعد الهجوم بأيام.

o نيس الفرنسية يوليو 2016: لقى 86 شخصا على الأقل حتفهم عندما اقتحم مهاجم بشاحنة مجموعة من الأشخاص في متنزه "بروميناد دى انجليه"، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم.

فيديو قد يعجبك: