إعلان

مدنيون يفضلون البقاء في الرقة السورية رغم الخطر

11:22 ص الخميس 17 أغسطس 2017

نازحون سوريون في منزل في حي السباهية في غرب الرقة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الرقة (سوريا) – (أ ف ب):

دفعت المعارك العنيفة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة الرقة عنود إلى الفرار مع عائلتها من منزلها، لكن على غرار كثيرين غيرها، اكتفت بالانتقال إلى حي آخر من المدينة، بدلا من الانتقال إلى مخيم للاجئين يفتقر إلى الكثير من أمور الحياة الأساسية.

وقبل نحو أسبوعين، أصيب زوج عنود في قصف طال منزل العائلة في وسط مدينة الرقة، فوضبت المرأة الأربعينية أغراضها وغادرت مع زوجها وأبنائها السبعة، إلى حي السباهية في غرب الرقة حيث استقرت في منزل شقيقها الذي فرّ الى احد مخيمات النزوح.

وبرغم طرد تنظيم داعش من الحي قبل نحو شهرين ونصف، لا تزال الألغام المنتشرة في شوارع الحي تهدد حياة ساكنيه.

وتقول عنود التي تلف وجهها بكوفية بيضاء وسوداء اللون لا تُظهر سوى عينيها، "قالوا لي إن حي السباهية خطر جدا، لكننا لا نستطيع أن ندفع خمسين ألف (ليرة سورية) لاستئجار منزل".

وتضيف "لذلك أتينا إلى هنا وفتحنا منزل شقيقي في هذه المنطقة الخطرة. نظفنا المنزل بعد إزالة خمسة ألغام كانت موجودة في الغرف".

وتعيش عنود مع بناتها الخمس وولديها في منزل خال تماما من المفروشات، كتبت على جدرانه عبارات غير مفهومة بالخط الأسود.

وتجلس عنود بعباءتها الملونة على الأرض وتقول "نحن خائفون جدا (...) ولا نسمح لأطفالنا بالخروج من المنزل خوفاً من أن تنفجر بهم الألغام".

ولم تفرغ عنود السيارة المحملة بأغراض أتت بها من منزلها، فهي وزوجها يخشيان أن يضطرا للنزوح مرة أخرى.

وتقول "نعيش على أعصابنا، لا نعرف كيف سنموت وبأي طريقة"، مضيفة "الله يسترنا، وإن شاء الله تتحرر الرقة ونعود بسلام إلى منازلنا".

وتخوض قوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، منذ الأسبوع الاول من يونيو معارك عنيفة لطرد تنظيم داعش من معقله الأبرز في سوريا. وتمكنت حتى الآن وبدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، من السيطرة على أكثر من نصف المدينة.

"دماؤنا على كفنا"

في حي السباهية، يتجول مقاتلو قوات سوريا الديموقراطية في الشوارع الترابية شبه الخالية سوى من بعض السكان أو مدنيين آخرين وصلوا حديثا في شاحنة صغيرة من طراز "بيك أب".

وعلى غرار أم عبدالله، لا يستطيع أبو غانم تحمل كلفة الانتقال إلى مكان آخر يحميه وعائلته. وهو غادر منزله في حي السباهية مرات عدة، وكان يعود إليه ما أن تهدأ المعارك.

ويقول أبو غانم، وهو يسير في شارع بدت عليه آثار المعارك، "كر وفر، كر وفر، نخرج من منزلنا ثم نعود اليه، وأحيانا نذهب لنعيش في البرية".

ويضيف بانفعال شديد "ليست لدينا القدرة على دفع 50 ألف ليرة شهريا لاستئجار بيت" في مكان آخر، موضحا "ليس لدينا ثمن خبز أو ثمن دخان. نسكن في بيوتنا، نقطف الحشيش ونأكل".

ويشير إلى أطفاله من حوله، ويقول "لا ينامون" من أصوات القصف طوال الليل، مضيفا "ترتج الجدران والزجاج يتحطم، وضعنا الكرتون بدلا منه. نعيش على خط النار وسط الخوف والرعب".

وتنتهي أم غانم من نشر الغسيل الملون في باحة المنزل، وتنتقل مع أطفالها إلى إحدى الغرف لتناول الطعام.

تلتفت إلى زوجها وتقول له بعصبية "هل نبقى هنا لنموت؟ لا نعرف متى سينفجر لغم فينا، نحمل دماءنا على كفنا".

"مللنا الموت والخطر"

في حي السباهية، تدوي بين الحين والآخر أصوات انفجارات ناتجة عن قصف قوات سوريا الديموقراطية مواقع الجهاديين في أحياء أخرى من المدينة التي تتصاعد منها أعمدة الدخان الأسود.

وانتقلت فاطمة وعائلتها الصغيرة إلى أحد مخيمات النزوح بعدما فرت من منزلها من حي الرومانية في غرب الرقة، لكن الأمر لم يطل كثيرا، فسرعان ما عادت أدراجها لتعيش في أحد المنازل المهجورة في السباهية.

وتقول المرأة الأربعينية وهي تجلس أمام باب المطبخ تدخن سيجارتها "أتينا مجبرين إلى الخطر، خرجنا من الموت وأتينا إلى هنا"، متساءلة "ماذا نفعل غير ذلك؟".

وتضيف "لا نملك النقود لكي نخرج من هنا، ذهبنا الى المخيم ولم نتمكن من العيش فيه لأننا بحاجة إلى عمل لتأمين مصاريفنا".

ويعاني مدنيون سوريون فروا من مدينة الرقة من ظروف معيشية صعبة في مخيمات النزوح جراء النقص في المواد الغذائية والمياه وحتى الخيم والأدوية الأساسية.

وبدت العودة إلى الرقة برغم الخطر، الخيار الأفضل لفاطمة. ويرسل مقاتلو قوات سوريا الديموقراطية إلى سكان الحي الخبز والسكر ومواد غذائية آخرى.

لكن فاطمة تشكو قائلة "لا يوجد لدينا مياه أو كهرباء، نأتي بالمياه من قناة ري قريبة، وهي ملوثة".

وتنتظر فاطمة بفارغ الصبر أن تنتهي المعارك لتعود إلى بيتها في حي الرومانية القريب والذي بات تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية.

وتخلص "مللنا الموت والخطر، يكفي هذا الذل والرعب".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان