سفينة منظمات إنسانية قلقة ازاء انقطاع تدفق اللاجئين من ليبيا
(أ ف ب):
يواصل عمال الإنقاذ والمساعدة الانسانية على متن اكواريوس، إحدى آخر السفن التي تستخدمها منظمات غير حكومية للعمل قبالة سواحل ليبيا، عملهم ويشعرون بالقلق لانقطاع تدفق المهاجرين.
وكانت البحرية الليبية اعلنت الخميس اقامة منطقة بحث وانقاذ تمتد الى ابعد من 12 ميل بحري لمياهها الاقليمية ومنعت المنظمات غير الحكومية من دخولها إذ أن طرابلس تتهمها بالتواطؤ مع المهربين.
وقبل أيام على هذا الإجراء، أطلق خفر سواحل ليبيون النار في الهواء في مواجهة سفينة إنسانية وتوعدوا باطلاق النار عليها مجددا في المرة المقبلة. وعلقت المنظمات غير الحكومية عملها الواحدة تلو الاخرى.
وبقيت "اكواريوس" التي استأجرتها منظمتا "اس او اس المتوسط" و"اطباء بلا حدود"، الاحد وحدها قبالة سواحل ليبيا حيث ستنضم اليها "فينيكس" للمنظمة المالطية غير الحكومية "مواس" و"غولفو ازورو" للمنظمة الاسبانية "برو-اكتيفا اوبن ارمز" الثلاثاء بعد تزودهما بالوقود في مالطا.
وقال منسق عمليات البحث والانقاذ على متن "اكواريوس" نيكولا ستالا "حاليا نواصل نشاطنا في القيام بدوريات في المياه الدولية".
وعملت هذه السفينة التي يبلغ طولها 68 مترا لخفر السواحل الالماني. ومنذ العام الماضي تقوم بدوريات قبالة سواحل ليبيا لانقاذ مهاجرين.
على متن السفينة طاقم لكل من المنظمتين قوامه 12 شخصا من دول اوروبية عدة وكذلك من الولايات المتحدة واستراليا.
وقد اختارت "اس او اس المتوسط" اشخاصا يريدون تكريس انفسهم للعمل الانساني، بينما يعمل لدى "أطباء بلا حدود" أطباء وخبراء في المسائل اللوجستية وتقنيون نشطوا في العمل الانساني من وباء ايبولا الى معركة الموصل لكنهم لم يختبروا البحر بالضرورة.
الى هؤلاء يضاف طاقم السفية من 12 شخصا معظمهم من السلاف المحترفين الذين بقوا على متن السفينة عند تأجيرها لكن معظمهم اختاروا هذه المهمة الفريدة.
وقدد ابحر هؤلاء من صقلية في 30 تموز/يوليو على اساس عمليات تبديل تجري كل ثلاثة اسابيع. وقال صحافي من وكالة فرانس برس ان معنوياتهم وحياتهم اليومية لم تتغير في الايام الاخيرة.
يتناوب العاملون مع منظمة "اس او اس المتوسط" كل ساعتين لرصد اي مهاجرين ليلا نهارا بينما يتحقق جماعة "اطباء بلا حدود" من مخزون الادوية ويقوم افراد الطاقم باعادة طلاء جسر السفينة دون ان ينسوا التمارين الرياضية.
وليلا تبتعد السفينة ثلاثين ميلا عن الساحل خصوصا لتجنب شباك صيادي الأسماك. وفي اجراء وقائي بدأ تطبيقه العام الماضي، تقفل الابواب المؤدية الى الجسر بالمفتاح.
وحلقت مروحية مساء الاحد مرتين بعدما اطفأت انوارها فوق السفينة.
وفي النهار ستبقى السفينة على بعد 24 ميلا عن السواحل الليبية، مقابل 20 سابقا، الا اذا تطلب الوضع عملية انقاذ.
ووضعت خطة طوارىء تتيح للجميع الاختباء اذا صعد احد اليها. لكن حاليا لم يقترب منها سوى السفينة "سي-ستار" التي استأجرها ناشطون يمينيون متطرفون اوروبيون.
وما يثير قلق العاملين في القطاع الانساني خصوصا هو الفراغ اثناء النهار.
ورغم هدوء البحر والرياح المواتية،لم ترصد السفينة اي مراكب لمهاجرين منذ اسبوع. وحتى في عز الشتاء لم تقم بعمليات تبديل للطاقم كل ثلاثة اسابيع بدون ان تكون محملة بمئات المهاجرين.
وانخفض عدد المهاجرين الذين وصلوا الى ايطاليا بمقدار النصف في يوليو مقارنة مع الشهر ذاته العام الماضي. وقد احصت السلطات 1700 منهم منذ مطلع اغسطس اي اقل بكثير من 21 الفا و300 خلال اغسطس 2016.
وقالت مارسيلا كراي مسؤولة "اطباء بلا حدود" في السفينة "من الصعب جدا معرفة ما يحدث في ليبيا. لكن من هنا نرى ان هناك عددا اقل من الزوارق التي تبحر وان تلك التي تبحر يعترضها خفر السواحل الليبي".
وبعدما لاحظت آثار العنف الذي تعرضوا له في ليبيا على اجساد بعضهم، تشعر كراي بالقلق على مصير هؤلاء المهاجرين الذين يتم اعتراضهم واعادتهم الى مراكز الاحتجاز في ليبيا ليصبحوا من جديد تحت رحمة دوامة جديدة من التجاوزات.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: