لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ترحيب عربي بإدراج الخليل على "تراث" اليونسكو وإسرائيل تعتبره "جنونا"

11:21 ص الأحد 09 يوليو 2017

كتبت – إيمان محمود
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" البلدة القديمة في مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي في الضفة الغربية المحتلة على لائحة التراث العالمي، الأمر الذي لقي ترحيبًا من الجانب الفلسطيني والعربي، وغضبًا إسرائيليًا أمريكيًا.

وصوت أعضاء "اليونسكو" بأغلبية ساحقة بلغت 12 صوتاً مقابل ثلاثة معارضين، وامتناع ستة عن التصويت، على إدراج مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، مقابل بضع مئات من المستوطنين الإسرائيليين، على لائحة التراث العالمي، بحسب "بي بي سي".

ويضع تسجيل المدينة الفلسطينية في هذه القائمة الخليل بين مدن التراث العالمي الخاضعة لمعايير الحماية الدولية، كما تتمثل أبرز المكتسبات من هذا القرار، في إصدار تقرير سنوي يفصل كافة الانتهاكات التي تمس ببنية المدينة، في ظل إغلاق سلطات الاحتلال أكثر من ألف محل تجاري في البلدة القديمة منذ عقدين، وإعاقتها أي مشروع لإعادة تأهيل الحرم الإبراهيمي والبيوت والأسواق القديمة في الخليل، إذ جرت آخر عمليات الترميم في تسعينيات القرن الماضي، بحسب موقع "فلسطين اليوم".

وتعتبر البلدة القديمة في مدينة الخليل رابع الممتلكات الفلسطينية التراثية باعتراف "اليونسكو"، بعد إدراج المنظمة كل من البلدة العتيقة وأسوارها في القدس المحتلة، وكنيسة المهد ومسار الحجاج في بيت لحم، و"بتير"- أرض العنب والزيتون ضمن ممتلكات دولة فلسطين.

كما يعتبر "الحرم الإبراهيمي" من أهم مقدسات اليهود، والمسلمين، والمسيحيين، إذ دفن فيه الأنبياء إبراهيم وإسحق ويعقوب.

انتصار فلسطيني

وفور إعلان الخبر، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن التصويت في لجنة التراث العالمي على إدراج المدينة القديمة في الخليل والحرم الإبراهيمي على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر نجاح للدبلوماسية الفلسطينية، وفشلًا وسقوطًا مدويا لـ"إسرائيل".

وقالت الوزارة في بيان إن "هذا التصويت يعد نجاحا لمعركة دبلوماسية خاضتها فلسطين على الجبهات كافة، في مواجهة الضغوطات الإسرائيلية والأميركية على الدول الأعضاء في المنظمة، بحسب موقع "قدس برس".

واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن القرار جاء "بفضل الدبلوماسية الفلسطينية الهادئة، على الرغم من الضغوط التي مورست على العديد من الدول من قبل إسرائيل وأمريكا".

كما أكدت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة، على أهمية هذا الحدث التاريخي، الذي يؤكد الهوية الفلسطينية للخليل والحرم الإبراهيمي، وانتمائهما إلى التراث والتاريخ الفلسطيني، فيما يدحض- بما لا يقبل الشك- المزاعم الصهيونية التي طالبت صراحة بضم الحرم الإبراهيمي إلى الموروث اليهودي.

وشكرت معايعة جميع الدول التي صوتت لصالح تسجيل الخليل، ولجميع الطواقم الفلسطينية التي عملت ليل نهار على تحقيق هذا الحلم، مؤكدة ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤوليته في الحد من الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على التراث الفلسطيني وصولا إلى إجبار إسرائيل على إنهاء احتلالها لفلسطين، بحسب وكالة "معا" الفلسطينية.

بدوره؛ رحب المجلس الوطني الفلسطيني بإدراج البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي، باعتبارها من أقدم مدن العالم المأهولة بسكانها الفلسطينيين منذ أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد.

وأكد المجلس، على ضرورة إلزام الاحتلال بتنفيذ هذا القرار الذي يؤكد على هوية المدينة وانتمائها الفلسطيني، وتوفير الحماية الدولية للإرث الثقافي والحضاري الفلسطيني من السياسات والإجراءات والاعتداءات الاحتلالية التي تهدف لطمس وتخريب وتدمير معالم المدنية الفلسطينية.

وقسمت الخليل بين الفلسطينيين والإسرائيليين بموجب اتفاقية عقدت عام 1997 قضت بانسحاب إسرائيل من 80 في المئة من الأراضي التي احتلتها في المدينة وتقع المدينة القديمة والحرم الإبراهيمي في الجزء الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

ترحيب عربي

رحب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالقرار الصادر عن اليونسكو" بإدراج مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي على لائحة المنظمة الخاصة بمواقع التراث العالمي المعرضة للخطر.

وقدم أبو الغيط في بيان، التهنئة للقيادة والحكومة الفلسطينية ولكافة أبناء الفلسطيني على تبني هذا القرار الهام، ومشيدًا بالجهود المكثفة التي بذلتها الدبلوماسية الفلسطينية والدول الداعمة من أجل تأمين صدور هذا القرار عن اللجنة بالأغلبية اللازمة.

وفي نفس السياق، أكد الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن هذا القرار يمثل إقرارا دوليا جديدا بالحق الفلسطيني، وبأن أي إجراءات تتخذها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة الخليل تعد غير قانونية وعير مشروعة.

ولفت عفيفي إلى مساعي الاحتلال لتغيير الهوية الفلسطينية أو العربية للمدينة والحرم الإبراهيمي وإدراجهما بشكل باطل ضمن التراث اليهودي، وذلك على الرغم من أن المدينة لا يعيش بها سوى عدة مئات من المستوطنين الإسرائيليين في مقابل مئات الآلاف من المواطنين العرب.

الأردن أيضًا أكد أن القرار الذي تم تقديمه من المجموعة العربية في اليونسكو وبدعم عدد من الدول العربية والإسلامية والصديقة، يؤكد عدم شرعية الإجراءات والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل، مثلما يؤكد على مواجهة المحاولات الإسرائيلية فرض وقائع جديدة في مدينة الخليل القديمة، وهي انتهاكات مرفوضة وغير قانونية.

وأشار المومني إلى أن قرار وضع مدينة الخليل على لائحة مواقع التراث العالمي، يسهم في حمايتها من المخاطر التي تهدد تراث المدينة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

اتهامات إسرائيلية

في المقابل، نددت سلطة الاحتلال الإسرائيلي بما اعتبرته "لحظة غير مشرفة" لليونسكو بعد قرارها إدراج الخليل على لائحة التراث العالمي، على حد وصفها.

وصف وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، الجمعة، منظمة اليونسكو بأنها معادية للسامية، ومشينة وغير معتدلة، وأن قراراتها فاضحة، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.

وأضاف ليبرمان في بيان صحفي صدر عن مكتبه " أي قرار يصدر من هذه المنظمة التي ليست لها أية صلة بالمنطقة لا يعني أن ذلك يقوض حقنا التاريخي في الحرم الإبراهيمي أو في البلاد أجمع".

واتهم ليبرمان السلطة الفلسطينية بمواصلتها العمل على التحريض على إسرائيل وتشويهها في المحافل الدولية.

من جانبه، أدان رئيس حزب "البيت اليهودي" اليميني ووزير التربية والتعليم الإسرائيلي قرار اليونسكو، وقال "الصلة اليهودية بالخليل تعود إلى آلاف السنين ولن يتم قطعها بهذه الطريقة".

وأعتبر وزير التعليم الإسرائيلي زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت، قرار اليونسكو بأنه مخيب للآمال ومحرج، ووجه اتهامًا للمنظمة بأنها تسعى إلى محو الدولة اليهودية من الخريطة.

وأكد بينت على أن إسرائيل لن تتعاون مع منظمة اليونسكو طالما أنها تصر على شن هجمات سياسية على إسرائيل، بدلاً من كونها منظمة مهنية على حد قوله، وبحسب ما نقلته "بي بي سي".

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرار اليونسكو إدراج المدينة القديمة في الخليل والحرم الإبراهيمي على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر بأنه "خطوة جنونية".

ونقلت وسائل إسرائيلية عن نتنياهو، زعمه اليوم الجمعة، "هذه المرة، توصلوا إلى استنتاج مفاده أن كهف البطاركة (الحرم الإبراهيمي) موقع تراثي فلسطيني، ما يعني أنه ليس موقعا تراثيا يهوديا وأنه مهدد"، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وأعلن مكتب نتنياهو لاحقا أنه أمر بتقليص التمويل الإسرائيلي لليونسكو بقدر مليون دولار، وتحويل هذا المبلغ لبناء متحف "التراث اليهودي" في مستوطنة "كريات أربع"، وكذلك لتمويل "مشاريع أخرى مرتبطة بالحفاظ على التراث اليهودي في الخليل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان