لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ماكرون ينافس ميركل على قيادة أوروبا

06:21 م الأحد 16 يوليو 2017

ماكرون وميركل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

باريس - (أ ف ب):

خلف التفاؤل الذي أشاعته الدينامية الجديدة للعلاقة بين فرنسا وألمانيا، ترتسم بمزيد من الوضوح ملامح تنافس على القيادة في أوروبا بين إيمانويل ماكرون وأنجيلا ميركل.

وشكلت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لباريس هذا الأسبوع، خلال احتفالات العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو الجاري ضربة دبلوماسية موفقة للرئيس الفرنسي الجديد بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في آخر مايو الماضي.
وأعطى هذا الأمر نموذجا جديدا عن إعادة توزيع الأدوار الجارية حاليًا في أوروبا.

واعتبر رئيس مؤسسة "شومان" والخبير في الشؤون الأوروبية جان دومينيك جولياني أن "فرنسا دخلت مجددًا في اللعبة".

ورأى جولياني أن إعادة التوازن للعلاقات مع ألمانيا كان ضروريًا.

ومنذ سنوات عديدة، سيطرت المستشارة الألمانية على الساحة الدبلوماسية الأوروبية من دون أن يشاركها أحد بذلك.

وقد رسمت لها وسائل الإعلام الأنجلوسكسونية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، دور زعيمة العالم الحرّ في وجه التوجهات الشعبوية والسلطوية.

ولم تكن أنجيلا ميركل تريد لنفسها هذا الموقع.
فهيمنها على أوروبا منذ سنوات أتت نتيجة وضع فرض عليها أكثر من رغبة لها في ذلك.

وفرنسا الغارقة في صعوباتها الاقتصادية والتي حرمت من هامش التحرك بسبب تراجع شعبية رئيسها السابق فرنسوا هولاند، تمكنت من إسماع صوتها بعد أن كان مهمشا لمدة طويلة.

وفضلت بريطانيا، إحدى الدول الأوروبية الكبيرة، أن تكون خارج اللعبة في ما يخصّ قيادة الشؤون الأوروبية، وذلك بسبب خروجها من الاتحاد.

أما بولندا فمتهمة بالحكم التسلطي وليس لديها أي فرصة قيادية، رغم ان ترامب خصها بزيارة قبيل قمة مجموعة العشرين.

ويبقى أن إيطاليا وإسبانيا تواجهان متاعب اقتصادية.

وساهم وصول ماكرون إلى قصر الإليزيه في خلط الأوراق مجددًا.

فثمة مشاعر ملتبسة في ألمانيا حيال زيارة الرئيس الأمريكي لباريس وعلامات التقارب بين ماكرون وترامب إثر قمة مجموعة الدول العشرين في هامبورج.

وأشار مصدر دبلوماسي إلى أن الألمان فوجئوا بإعلان زيارة ترامب لباريس".

واعتبرت مجلة "در شبيجل" الألمانية في عددها هذا الأسبوع أن ماكرون أراد مجاملة الرئيس الأمريكي وإظهار نفسه كزعيم لأوروبا".

وفيما كان ماكرون يمد يده لترامب على أمل إبقائه "ضمن الدائرة"، تمسكت ميركل بموقفها الحازم حيال الرئيس الأمريكي، الذي تواصل انتقاد نهجه الحمائي وقراره انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ.

وقالت على هامش القمة الأخيرة لمجموعة العشرين في هامبورج "لن نخفي الخلافات".

ورأت صحيفة "نوي زورشر تسايتونج" السويسرية، الأحد، أن ماكرون لم يكن مزهوًا بنفسه ولم يطلق تعهدات خلال استضافته ترامب، مثلما فعلت المستشارة الألمانية في قمة مجموعة العشرين، وإنما استقبله باستعراض عسكري وبكلمات ودية وكثير من التهنئات.

وأضافت الصحيفة: "ثمة شعور بأن ماكرون يمكن أن يحل محل ميركل بوصفه كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي".

وصحيح أن ميركل لن تؤدي دور الشرطي السيء إلى الأبد لكنه يفيدها في الوقت الحالي. فهي تستعد لمعركة في سبتمبر بهدف الفوز بولاية رابعة، في حين يسجل الرئيس الأمريكي رقما قياسيا في تراجع شعبيته لدى الرأي العام الألماني.

كما أن شيئا من إعادة التوازن لن يضير ميركل، فألمانيا لا تطمح إلى الإمساك وحدها بزمام الأمور في أوروبا.

لكن ساعة الحقيقة ستحل بينها وبين ماكرون بعد الأنتخابات الألمانية وخصوصا عندما تبدأ المناقشات حول اصلاح منطقة اليورو وسط تباعد في المواقف بين برلين وباريس.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: