إعلان

بشار يستعيد حلب.. كيف تغيرت قواعد اللعبة في سوريا؟ (تحليل)

08:54 م الثلاثاء 11 يوليو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مكاوي:

تغيرت قواعد اللعبة في سوريا على مدار الست سنوات الأخيرة أكثرة من مرة، غير أن التدخل الروسي العسكري الأخير واستعادة الحكومة السورية سيطرتها على حلب كانا علامة فارقة في الأزمة التي وصفت بالأسوأ بعد الحرب العالمية الثانية، وجعلت من الرئيس السوري بشار الأسد لاعبًا أساسيا.

وتدخلت روسيا عسكريا بشكل رسمي ومعلن بالأزمة السورية في 30 سبتمبر 2015، بعد أن طلب الرئيس السوري بشار الأسد دعمًا عسكريًا من موسكو من أجل التصدي لما وصفه بالإرهاب والجماعات المسلحة. ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد.

وتمتلك موسكو عددًا من القواعد العسكرية في سوريا، أبرزها في حميميم، وطرطوس، واللاذقية، ومطار حماة العسكري.

وأعلنت القوات الحكومية السورية المدعومة بالطيران الروسي وميليشيات ‏موالية ‏مسلحة، في ديسمبر الفائت، السيطرة على كامل مدينة حلب بعدما دخلت المناطق ‏الشرقية التي ‏كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة بعد حصار دام شهور أسفر عن خروج جميع المستشفيات من الخدمة‎.‎

حلب، هي أكبر المدن السورية، وكانت مركزًا للصناعة والتجارة قبل عام ‏‏2011، ‏وتنقسم إلى شطرين. يسيطر على الجانب الغربي منها قوات النظام، فيما تسيطر ‏المعارضة ‏المسلحة على الأحياء الشرقية للمدينة‎.‎

اعتبر الباحث الرئيسي بمركز كارنيغي للشرق الأوسط، يزيد صايغ في ندوة نظمها المركز ونشرها كاتملة بالفيديو عبر موقعه على الإنترنت أن هناك "تطور دراماتيكي" بعد تدخل روسيا عسكريا واستعاد بشار الأسد شرق حلب وسيطرته الكاملة على ثاني أكبر المدن السورية.

ورغم هذا "التطور الدراماتيكي" فإن صايغ لا يعتقد أن هناك إمكانية لحل سياسي رسمي في سوريا رغم وجود مفاوضات تجري يدعم من جهات خارجية (جنيف - أستانة) وهي تدور حول محاور تقاسم السلطة.

بعد استعادة الأسد السيطرة على حلب، تحدث مع عضو المكتب السياسي للمعارضة السورية والذي تولى فيما بعد رئاسة وفد المعارضة إلى جنيف نصر الحريري وسألته عن خيارات المعارضة. قال إنه يجب توحيد المعارضة السياسية والعسكرية أولا ولا بديل عن المفاوضات السياسية.

تقارب روسي تركي

التطور الثاني في الأزمة السورية بعد التدخل الروسي واستعادة الأسدة السيطرة على كامل حلب هو ازدياد التقارب الروسي التركي ومحاولتهما التوصل إلى حل لهذه الأزمة.

فالأتراك يساندون المعارضة، بينما كان للتدخل العسكري الروسي إلى جانب الأسد دور حاسم في دعم نظامه.

وكانت الخصومة التركية الروسية وصلت ذروتها في عام 2015، عندما أسقط الطيران الحربي التركي مقاتلة روسية عند الحدود التركية السورية.

وبفضل التقارب الروسي التركي نجحوا في عقد محادثات مباشرة بين الحكومة والمعارضة السورية في العاصمة الكازاخستانية أستانة أسفرت عدة جولات منها عن توقيع مذكرة في الخامس من مايو الماضي تقضي بإنشاء أربع "مناطق تخفيف التصعيد" في ثمان محافظات سورية تتواجد فيها الفصائل المعارضة.

ضربة صاروخية أمريكية

من العلامات التي جعلت من بشار الأسد لاعبًا أساسيا تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ظل يرددها عندما كان مرشحًا بأن الأولوية عنده هي محاربة الإرهاب وأن المشكلة الكبيرة في سوريا هي تنظيم داعش وليس الأسد.

وانتقد الأسد في حوار مع صحيفة نيويورك تايمز في مارس من العام الماضي، إدارة أوباما حول البحث عن مخرج سياسي لرحيل بشار الأسد، في الوقت الذي تقاتل بلاده تنظيم داعش، واصفاً الأمر بـ"الجنون والحماقة".

وأضاف: "أنا لا أقول الأسد رجل جيد، لأنه ليس كذلك، ولكن مشكلتنا الكبيرة ليست متمثلة بالأسد، بل بتنظيم داعش".

وحتى مع إعلان دونالد ترامب مسؤولية نظام الأسد عن الهجوم الكيماوي على منطقة خان شيخون التي راح ضحيتها عشرات المدنيين وإطلاق البارجة الأمريكية في البحر المتوسط 59 صاروخًا على مطار الشعيرات الذي يعتقد استخدامه في خروج الطائرات التي تسببت في الهجوم الكيماوي كان ذلك بالتنسيق مع روسيا ولم يتسبب في خسائر كبيرة.

ورأي مراقبون أن الضربة الصاروخية الأمريكية كانت أول تدخل رسمي لإدارة ترامب في الأزمة السورية.

تطورت مرحلة التفاوض السياسي من بعد سيطرة الأسد على كامل حلب، وعقدت عدة جولات من محادثات جنيف بين الأطراف السورية برعاية أممية وأفضت إلى إقرار أربع سلال هي (إنشاء هيئة حكم انتقالية والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب).

وكذلك المحادثات التي جرت في أستانة برعاية تركية روسية وإيرانية.

تغيير فرنسي

كان لافتا أيضًا التغيير الذي طرأ على موقف الإدارة الفرنسية بعد وصول الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون والذي أكد أن أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن سدة الحكم ليس أولوية، مضيفا أن الأخير ليس عدوا لفرنسا.

جاء تصريح ماكرون مخالفًا لتصريحات سلفه فرنسوا أولاند التي كان يُصر فيها على رحيل الأسد عن حكم سوريا قبل أي شيء بل وكانت تدعم المعارضة السورية بشكل واضح.

ترامب يتدخل

الضربة الصاروخية الأمريكية في سوريا كانت أول تدخل رسمي لإدارة ترامب بحق الأسد حتى وإن لم تخلف أضرارًا كبيرة، ولكن الاتفاق الروسي الأمريكي الذي أعلن عنه بعد أول لقاء جمع بوتين وترامب في مدينة هامبورج الألمانية كان له تأثيرًا فعليا على الأرض.

مصادر أمريكية في واشنطن، قالت إن اتفاقًا روسيًا- أمريكيًا بشأن سوريا "بات ناجزًا"، ويتضمن تفاصيل أمنية وعسكرية وسياسية تتعلق بتقاسم النفوذ وأمن الحدود.

وأشارت المصادر في تصريحاتها إلى صحيفة الحياة اللندنية، السبت، إلى أن الاتفاق قائم على ركيزتين، أولهما الإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، والثانية إبعاد إيران من المناطق الحدودية والعمل مع موسكو لإنشاء مناطق آمنة.

وأضافت المصادر أن هزيمة تنظيم داعش تشكل الأولوية القصوى لواشنطن، وأن التعاون مع روسيا يهدف إلى "توزيع النفوذ في مناطق سيطرة داعش بعد هزيمته".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان