أعداد اللاجئين تتجاوز تعداد السكان في بريطانيا
جنيف - (د ب أ):
قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الاثنين إن أعداد الأشخاص الذين فروا من بلادهم في أنحاء العالم سجل رقما جديدا بلغ 65.6 مليون شخص العام الماضي، وذلك في ظل ظهور أزمة لاجئين جديدة في جنوب السودان.
وعلى الرغم من أن الرقم السنوي للمفوضية أظهر ارتفاعا جديدا، تباطأ تدفق اللاجئين لأول مرة منذ عدة أعوام خلال عام 2016.
وكان 10.3 مليون شخص قد فروا للخارج أو نزحوا داخليا خلال العام الماضي وذلك مقارنة بـ 12.4 مليون شخص عام 2015.
ومع ذلك، حذر المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي من اعتبار ذلك توجها إيجابيا، مشيرا إلى أن عدد 65.6 مليون شخص يعد أكبر من تعداد سكان بريطانيا.
وأضاف في جنيف " بأي معيار، هذا الرقم غير مقبول، ويشير بصورة أوضح من ذي قبل إلى الحاجة للتضامن والمشاركة لمنع وحل والأزمات".
ويشار إلى أن الخلاف الداخلي في جنوب السودان أصبح مصدر أسرع أزمة نزوح في العالم.
وقد ارتفع عدد مواطني جنوب السودان الذين فروا للخارج بنسبة 64% ليصل إلى 1.4 مليون شخص خلال النصف الثاني من العام الماضي. وقد بلغ الإجمالي الآن نحو 1.9 مليون شخص. كما نزح مليوني أخرين داخليا.
وقد أصبحت جنوب السودان ثالث أكبر مصدر للاجئين في الخارج العام الماضي بعد سوريا، 5.5 مليون شخص، وأفغانستان 2.5 مليون شخص.
وتجذبت الأزمتان السورية والأفغانية اهتمام العالم بسبب الأعداد الكبيرة التي فرت لأوروبا خلال الأعوام الماضية.
وعلى العكس، تقريبا جميع لاجئي جنوب السودان يسعون للهروب لدول مجاورة مثل أوغندا وإثيوبيا والسودان.
قال فالينتين تابسوبا، مدير مكتب المفوضية في أفريقيا" لا توجد أزمة لاجئين تقلقني اليوم أكثر من جنوب السودان" مشيرا إلى أن ثلثي اللاجئين العالقين في الأزمة المتفاقمة من الأطفال.
ويشار إلى أن بقية الدول السبع المدرجة في قائمة أكبر عشر دول تمثل مصدرا للاجئين هى الصومال والسودان والكونغو وجمهورية أفريقيا الوسطى وميانمار وأريتريا وبروندي.
وخلص تقرير المفوضية إلى أن جميع الدول التي تستضيف اللاجئين هى دول نامية.
وتستضيف كل من تركيا ولبنان المجاورتين لسوريا نحو 2.9 مليون ومليون شخص على التوالي، في حين تستضيف باكستان 1.4 مليون لاجئ معظمهم من اللاجئين الأفغان.
ومن بين الدول التي تستضيف عددا كبيرا من اللاجئين أيضا إيران وأوغندا وإثيوبيا والأردن وألمانيا والكونغو وكينيا.
وقالت المفوضية إنه على الدول المانحة أن لا تستقبل لاجئين فقط، ولكن عليها المساعدة في تمويل الدول الأكثر فقرا التي تستضيف لاجئين، والتي تعاني بشدة جراء مساعدة الدول المتعثرة. وحذرت المفوضية من أن عدم وجود مثل هذا التمويل قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار وزيادة معدلات الهجرة.
وقال جراندي " بالنسبة للصراع الذي يشهده العالم، ما نحتاجه هو العزم والشجاعة وليس الخوف".
وعلى الرغم من أن 10.3 مليون شخص فروا من بلادهم العام الماضي، عاد نحو 7.2 مليون لاجئ ونازح داخليا لموطنهم أو بدأوا حياة جديدة وفقا لبرامج إعادة التوطين طويل الأجل في الدول الغربية.
فيديو قد يعجبك: