لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

24 ساعة على حريق برج لندن: ارتفاع عدد القتلى واتهامات للحكومة

01:18 م الخميس 15 يونيو 2017

حريق برج لندن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، شهدت العاصمة البريطانية لندن، حالة من الفزع بعدما التهمت النيران برجًا سكنيًا مكونًا من 27 طابق في منطقة لانكستر ويست، قبل أن تهرع الشرطة إلى مكان الحادث محاولة إجلاء السكان، بحسب ما أفادت به وكالة "رويترز".

وقالت فرقة إطفاء لندن، إن 40 عربة و200 رجل إطفاء كافحوا الحريق الذي اندلع في كل الطوابق من الثاني حتى الطابق الأخير لبرج "جرينفيل"، مضيفة أن سبب الحريق لم يعرف بعد.

وطلبت الشرطة من سكان المنازل المجاورة الابتعاد عن المنطقة، وأغلقت الطرق المؤدية إليها، وفقا لما جاء في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وبحلول الصباح، بدا المبنى كأنه حطام يتصاعد منه الدخان، غير أن النيران اشتعلت به مرة أخرى، وبدأت واجهته الزجاجية والمعدنية في السقوط على الأرض.

ارتفاع عدد القتلى

أسفر الحادث عن سقوط حوالي 17 قتيلاً، وإصابة 50 آخرين، بحسب ما نقلته "سكاي نيوز" عن الشرطة البريطانية.

وقال ستيوارت كاندي، اليوم الخميس، "يؤسفني أن أؤكد أن عدد الذين قتلوا هو الآن 17"، بحسب ما نقلته "سكاي نيوز".

وأضاف كاندي "لا يزال هناك عدد من الناس يتلقون العلاج في المستشفى. وهناك 37 شخصا يتلقون العلاج منهم 17 ما زالوا في الرعاية المركزة".

وقالت شاهدة لـ"رويترز" إنها تعتقد أن بعض السكان لم يتمكنوا من الفرار، لذلك فإن عدد القتلى مرشح للزيادة.

وصرحت رئيسة فرقة الإطفاء في لندن، داني كوتون، لوكالة الأنباء الألمانية، بأن "عدد غير معروف من الجثث لا يزال موجودًا في برج لندن المنكوب".

فيما أكدت قوات الدفاع المدني، الأربعاء، في لندن أنها أنقذت 65 شخصًا، من ألسنة نيران الحريق، وقال متحدث باسم رجال الإطفاء إنهم نجحوا في الوصول لجميع طوابق البرج الـ24 التي التهمتها نيران الحريق.

كما أكدت خدمة الاسعاف إن 68 شخصًا نقلوا إلى ست مستشفيات في شتى أرجاء لندن، من بينهم 18 شخصًا في حالة حرجة، في حين ذهب عشرة أشخاص بأنفسهم إلى المستشفى.

مساعدات إنسانية

سارع العديد من الأشخاص في التبرع بمساعدات عينية ومادية للعائلات المشردة، أناس من مختلف الأعمار، مسنون، وشباب، وأطفال من المدارس جاءوا من أنحاء متفرقة في العاصمة البريطانية خاصة غربي وشرقي لندن ليتبرعوا بملابس، ومواد غذائية، ومياه شرب، وعصائر ولعب للأطفال.

كما أطلق مسجد في حي نورث كنزنجتون، حيث يوجد البرج المنكوب، حملة تبرعات وتمكن من جمع حتى الآن أكثر من 90 الف جنيه استرليني، بحسب "بي بي سي".

قال أحد عاملي الإغاثة إن حجم المساعدات يفوق تلك التي أرسلت للمتضررين جراء الزلزال المدمر الذي ضرب جمهورية هايتي عام 2010.

انهيار البرج

وبعد انتشار مخاوف بشأن انهيار البرج، أكد جهاز الدفاع المدني في لندن إنه ليس هناك خطر بخصوص هذا الشأن، مشيرًا إلى أن هناك خبراء فحصوا المبنى وتأكدوا أنه آمن وأنه لا يمثل خطرًا على قوات الإطفاء، التي لا تزال تواصل أعمالها.

وأشارت "بي بي سي" إلى أن البرج السكني تم تشييده عام 1974، وهو جزء من مجمع لانكستر ويست ستات السكني الشاسع داخل المدينة، ويضم نحو ألف منزل.

ودافعت شركة بناء، قامت بتجديد مبنى برج جرينفيل، عن عملها بعد أن أثار السكان مخاوف حيال كون الكسوة الجديدة سمحت للنيران بالانتشار عبر المبنى، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وقالت مجموعة ريدون في بيان صدر عنه الأربعاء "شعرنا بالصدمة بعد معرفتنا بالحريق المدمر في برج جرينفيل، تعاطفنا مع كل هؤلاء الذين تأثروا بالحادث هم وأسرهم وأقاربهم واصدقائهم".

وأضافت ريدون أنها أكملت تجديد البرج في منتصف عام 2016 لصالح منظمة كنسينجتون وتشيلسي لإدارة المستأجر نيابة عن السلطة المحلية والمقاطعة الملكية في كنسينجتون وتشيلسي.

وأكدت الشركة، التي تتخذ من مقاطعة ساسكس مقرًا لها جنوب لندن، إن عملها "استوفى كل هو مطلوب من معايير مراقبة المباني والتعامل مع الحرائق ومعايير الصحة والسلامة".

الملكة تشيد برجال الإطفاء

أشادت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة انجلترا اليوم الخميس، بجهود قطاعات الإغاثة والمجتمع المحلي في التعامل مع الحريق، قائلة: "أريد أن أشيد أنا والأمير فيليب بشجاعة رجال الأطفاء وأفراد خدمات الإغاثة الأخرى الذين ضحوا بحياتهم من أجل إنقاذ الأخرين".

وقالت الملكة في بيان " قلبي مع الأسر التي فقدت أحد أفرادها في حريق برج جرينفيل، وللكثيرين الذين مازالوا في حالة خطيرة بالمستشفى".

وأضافت "من الباعث للتفاؤل أيضًا رؤية كرم المتطوعين من المجتمع المدني الذين يتسابقون لمساعدة المتضررين من هذا الحادث البشع".

اتهامات للحكومة

وقالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن الحريق بمثابة كارثة "ما كان لها أن تحدث".

وتابعت الصحيفة في عدد اليوم الخميس: "تراكمت الاتهامات بشأن تجاهل التحذيرات وبشأن التقصير في تطبيق التوصيات الأمنية في أحد أغنى أحياء إحدى أغنى مدن العالم"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

واتهمت الصحيفة الحكومة بأنها تعتمد على قطاع إعمار جشع، وتحرم بلديات المدن من الأموال اللازمة، وذلك من خلال انتهاجها سياسة تقشف وهذا تصوير واضح للهوة بين الفقراء والأغنياء الذين لا تفصلهم عن بعضهم سوى بضعة شوارع.

ورأت الصحيفة أن يمكن أن يمثل لحظة يرفع فيها شعار "لن يتكرر ذلك أبداً" وأن يكون بمثابة محرك لإجراءات حقيقية ضد أزمة العقارات ولكن العواقب بعيدة المدى لهذه الكارثة لن تكون ذات أهمية بالنسبة للضحايا الذين يحتاجون مساعدة فورية ويحتاجون إجابات مثلهم مثل جميع الآخرين الذين يعيشون أيضاً في مثل هذه التكتلات للأبراج السكنية.

زيارة ماي

وزارت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اليوم الخميس، البرج، وجاء في تقارير إعلامية بريطانية أنها تحدثت مع سكان البرج الذين نجوا من الحريق، وأشارت التقارير إلى أن اللقاء كان خاصا ولم يتم السماح لصحفيين بالمشاركة.

وأعربت أمس الأربعاء عن تعاطفها مع ضحايا الحريق، وسوف تلتقي ماي مع ممثلي أحزاب أيرلندا الشمالية في مقر رئيس الحكومة البريطانية في داوننج ستريت.

فيديو قد يعجبك: