خطان للنقل البحري بين قطر وعُمان والمغرب يرسل طائرة محملة بالمواد الغذائية
(بي بي سي):
أعلنت قطر تدشين خدمة نقل بحري مباشر مع الموانئ العمانية في محاولة لتجاوز الحظر البحري والبري والجوي الذي تفرضه جاراتها الخليجيات عليها باستخدام موانئ في عمان لاستقبال البضائع القادمة إليها.
وقالت سلطة الموانئ القطرية إن خطين للخدمة البحرية سيسيران من ميناء حمد في قطر إلى مينائي صحار وصلالة في عمان.
وقد وصلت أول سفينة شحن إلى قطر قادمة من ميناء صحار العماني.
وتقول قطر إن حمولة سفن البضائع الكبيرة القادمة إليها ستفرغ في سفن أصغر تتوجه مباشرة من عمان إلى الدوحة.
وكانت سفن الشحن المتوجهة الى قطر تتوقف سابقا في دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة التي انضمت إلى المملكة العربية السعودية والبحرين في فرض حصار على قطر وفي قطع كل وسائل النقل معها في محاولة للضغط عليها بشأن مزاعم دعمها للإرهاب.
ويبعد ميناء حمد 420 ميلا بحريا عن ميناء صحار و 1131 ميلا بحريا عن ميناء صلالة في عمان.
وتعد دولة قطر أكبر منتج ومصدر للغاز المسال في العالم، بيد أنها تعتمد بشكل كبير على استيراد المواد الغذائية والمواد الأولية الأخرى.
ويقدر محللون أن نسبة 40 في المئة على الأقل من التجهيزات الغذائية في قطر تُنقل إليها عبر حدودها مع السعودية.
وقد أغلقت الرياض الأسبوع الماضي الحدود البرية مع شبه الجزيرة القطرية ما اثر كثيرا على واردات قطر من المواد الغذائية والأولية التي تحتاجها قطر في مشاريع البنى التحتية استعدادا لبطولة العالم لكرة القدم في عام 2022، والمقدرة قيمتها 200 مليار دولار.
من جانبه، أعلن المغرب أنه يعتزم ارسال طائرة محملة بالمواد الغذائية إلى قطر.
وقالت وزارة الخارجية المغربية إن هذه الخطوة لا علاقة لها بالنزاع السياسى حول علاقات الدوحة المزعومة بالارهاب.
وأضافت الوزارة فى بيان أن الخطوة تأتي تماشيا مع "تعاليم الدين الإسلامي وما يستوجبه -وخاصة في شهر رمضان- من تكافل وتآزر وتضامن بين الشعوب الإسلامية".
وفي وقت سابق، عرض ملك المغرب، محمد السادس، الوساطة بين الطرفين بعد أن علّق المغرب رحلاته من وإلى الدوحة.
ووصف وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس الأزمة بأنها "وضع معقد للغاية" ومجال يجب التوصل فيه إلى تفاهم.
وقال ماتيس أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب إن أمير قطر ورث تركة صعبة وأنه يتحرك في الاتجاه الصحيح.
"حصار جوي"
ويقول خبراء في شؤون الطيران إن الحصار الجوي الذي فرض على قطر يهدد مكانة الخطوط الجوية القطرية التي حولت الدوحة إلى مركز عالمي لرحلات الطيران، ودورها كناقل جوي كبير في منطقة الشرق الأوسط.
كانت الخطوط الجوية القطرية تسيطر على نسبة جيدة من النقل الجوي في المنطقة إلى جانب نظيرتيها في دولة الإمارات: الخطوط الجوية الإماراتية في دبي وطيران الاتحاد في أبو ظبي.
وقد تسببت الإجراءات في إلغاء عشرات الرحلات اليومية للخطوط الجوية القطرية ولشركات نقل أخرى من البلدان الخليجية، وأجبرت الطائرات القطرية على تغيير مساراتها لمسافات طويلة لتجنب المجالين الجويين للبحرين والمملكة العربية السعودية.
ويتحدث محلل شؤون الطيران، أديسون شونلاند، من مؤسسة ايرلنسايت في الولايات المتحدة عن التأثير السيء لذلك "بسبب زيادة الزمن الذي تستغرقه الرحلات الجوية إلى قطر وبالتالي كلف هذه الرحلات، ويضيف "ومع تشديد القيود في هذه المجالات الجوية ضد الطيران القطري فإن المشكلة باتت اسوأ بكثير".
وكانت الطائرات القطرية تعبر من المجال الجوي البحريني الذي يغطي جزءا كبيرا من مياه الخليج أو المجال الجوي السعودي الواسع في رحلاتها المتجهة إلى بقية دول الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وبات على هذه الطائرات أن تستخدم المجال الجوي الإيراني الآن في رحلاتها المتجهة إلى أوروبا.
وقد أرسلت إيران، المنافس الإقليمي للسعودية، خمس طائرات محملة بالمواد الغذائية إلى قطر، فضلا عن ثلاثة سفن تحمل 350 طنا من المواد الغذائية ستتوجه من الموانئ الإيرانية إلى الدولة الخليجية.
وتعد دولة الكويت، التي تقود جهود وساطة لرأب الصدع بين الفرقاء الخليجيين في هذه الأزمة، وعمان الدولتين الوحيدتين في مجلس التعاون الخليجي اللتين لم تتخذا أي إجراءات ضد قطر في ما وصف بأسوأ أزمة دبلوماسية في منطقة الخليج منذ سنوات.
كانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر في خطوة منسقة الاثنين الماضي واتهمتها بدعم جماعات إرهابية والتدخل في شؤون تلك الدول.
وقد أغلقت الدول الخليجية الثلاث المجال الجوي والبحري والبري مع قطر وأمهلت الزائرين والمقيمين القطريين أسبوعين للمغادرة.
فيديو قد يعجبك: