إعلان

الموصل القديمة تودع 234 مدنيا بينهم نساء وأطفال بسبب الجوع والعطش

12:54 ص الثلاثاء 13 يونيو 2017

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الموصل (العراق) - (د ب أ):

ودعت مدينة الموصل القديمة،التي تخضع لسيطرة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتعيش حصارا مفروضا على سكان البلدة منذ انطلاق عمليات التحرير في منتصف شهر أكتوبر الماضي، 234 مدنيا من بينهم نساء وأطفال ومسنين قضوا نتيجة العطش والجوع وشح الأدوية.

ويقول مدنيون محاصرون ومصادر طبية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن "مركز المدينة القديمة الذي يخضع لعناصر داعش شهد وفاة نحو234 بينهم 37 طفلا خلال اسبوعين".

ويقول خليل إبراهيم، الذي يعمل طبيبا في مستشفى صغير داخل البلدة المحاصرة، ويحاول دائما الحديث عبر الستار، إن" كل ماحل بالألاف من المحاصرين في الموصل من قتل وجوع وعطش لا يصل إلى وسائل الإعلام".

ويضف إبراهيم أن "دائرة الطب العدلي التي نقلت بأمر من داعش إلى منطقة الميدان المحاصرة كانت قد سجلت رسميا وفاة 304 مدنين فارقوا الحياة بسبب شح العقاقير الطبية مع انتهاء إعلان تحرير الساحل الايسر الذي تسبب بمنع وصول العقاقير الطبية والأكل والمشرب بعد أن فرضت الحكومة من جهة وتنظيم داعش الحصار على الآلاف من المحاصرين من سكان البلدة، أخر معاقل داعش في محور الوسط بالساحل الأيمن بالموصل".

ويروي ابراهيم أن "أغلب اللذين فارقوا الحياة هم مرضى السرطان أو المصابين بالأمراض المزمنة، التي كانت تخضع لأشراف طبي من قبل أطباء مختصين قبل فرض الحصار بالمنطقة، كما يعاني ويهدد الجوع والعطش ونقص العلاجات نحو 4000 مدني".

وأعرب عن أمله في الإسراع في تحرير الموصل القديمة والأزقة المحاصرة من قبل القوات المحررة لإنقاذ "ما تبقى من السكان الذين يغادرون الحياة الواحد تلو الأخر خلال دقائق وليس ساعات بسبب النقص الغذائي الذي اجتاح البلدة".

ويقوم السكان من البلدة القديمة بدفن موتاهم داخل منازلهم القديمة التي لاتتجاوز مساحتها 60 او 80 مترا مربعا أو في الشوارع العامة والارصفة المتروكة ما تسبب بانبعاث الروائح الكريهة من جثث المدنيين/ وبالتالي زيادة الاصابة بأمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية.

وتقول الجدة عائشة، (60 عاما) والتي جمعت عائلتها المتكونة من أربعة ابناء متزوجين ولديهم نحو 32 طفلا وخمسة بنات متزوجات لديهم نحو 28 طفلا في بيت الجد، "لقد أصيب أغلب أحفادي بأمراض مزمنة واخرى غير معروفة بسبب النقص الغذائي والدوائي الذي تشهده البلدة وقد جمعتهم في بيتنا حتى نموت سويا أو نعيش سويا".

وتروي الجدة أنها ودعت ثمانية أحفاد في أقل من اسبوعين بسبب الجوع والعطش والأمراض المزمنة التي كانت ترافقهم منذ الصغر وهم تحت إشراف أطباء، ووصفت حالهم بأنه "أشبه بالروايات أو الافلام السينمائية الحزينة التي تنتهي بالموت".

وأعربت الجدة أيضا عن أملها في الإسراع في تحرير البلدة التي مازالت مطوقة منذ ثمانية أشهر وتشهد أنواع القصف من القوات العراقية ومن تنظيم داعش.

ويقول وليد الحيالي، (56 عاما) من منطقة الشفاء التي تشهد عملية تحرير واسعة من كافة المحاور، "إن جثث المتوفين اليوم جراء الجوع والعطش القاتل أصبحت أكثر من جثث قصف القطعات الأمنية الخاطئة أو قتل المدنيين بعيارات داعش واصطيادهم لدى هروبهم بسبب الجوع وشح الادوية".

ويضف الحيالي بأن "الحالة المأساوية التي بدأت يقشعر لها البدن لا يسكت عليها فهناك صرخات لأطفال من شدة الجوع وهناك نساء فارقن الحياة بسبب نقص الماء وعدم تواجده في أغلب أحياء البلدة القديمة والناس لاحول لهم ولا قوة،فقد نفدت المؤنة التي كانت مخزونة لدى أهالي الموصل جراء الاستهلاك وتعاون المدنيين المحاصرين مع بعضهم البعض، ولم يتبق لهم سوى الدعاء من الله ومن الحكومة العراقية في أن تنقذهم من الهلاك المحتوم".

ويقول الشيخ أبو أحمد (70 عاما) من سكان البلدة القديمة، الذي فر من تنظيم داعش مؤخرا، إن اوراق الاشجار ولحوم الحيوانات الاليفة تعتبر أبرز وجبات المحاصرين والتي شحت هي الاخرى وارتفع ثمنها حتى وصل سعر القطة إلى 20 دولارا فضلا عن ارتفاع أسعار لحوم الطيور والحمير، بالإضافة إلى ظهور مختصين بصيد القطط.

ويشير ابو احمد إلى انهم لم يعيشوا مثل هذه الظروف منذ عشرات السنين حتى عند فرض الحصار الدولي على العراق في تسعينات القرن الماضي إثر احتلاله الكويت.

مصراوي| تابعونا في صفحة متخصصة تواكب شهر رمضان بتغطية خاصة

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان