لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تحقيق- انفجار عظيم في الفاتيكان

04:18 م الثلاثاء 09 مايو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

روما (د ب أ)
لم يكن جاليليو جاليلي ليصدق عينيه، ذلك العالم الفلكي الذي أمر الفاتيكان بحرقه قبل نحو 400 سنة لأنه انقلب على النظرة الكاثوليكية للعالم والتي تذهب إلى أن كل شيء يدور حول الأرض.

وتطلب الأمر أكثر من 350 سنة إلى أن عقدت الكنيسة سلاما مع جاليلي وعدلت عن حكمها عليه.

أصبح الوضع مختلفا اليوم حيث ينظم الفاتيكان اعتبارا من اليوم الثلاثاء وحتى الجمعة المقبلة مؤتمرا عن قضية الانفجار العظيم والثقوب السوداء يحضره علماء مرموقون في الكون الفيزيائي والفيزياء.

يا لها من مفارقة!

"ماذا يحدث إذا سقطت في ثقب أسود؟ ماذا حدث عند وقوع الانفجار العظيم؟ ما هو المصير الأخير للكون؟".

هذه هي القضايا التي سيناقشها المؤتمر الذي يسعى الفاتيكان من خلالها لتكريم القس البلجيكي وعالم الفيزياء الفلكية جورج لومتر الذي ولد عام 1894 وتوفي عام 1966 ويعتبر مؤسس نظرية الانفجار العظيم.

لم يُدْع أي ممثلين عن الكنيسة للمؤتمر بل باحثون مرموقون دوليا مثل عالم الفيزياء جيرارت هوفت الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء.

يعقد المؤتمر الذي يحمل دلالات رمزية هامة في المرصد الفلكي ببلدة كاستل جاندولفو القريبة من روما، ذلك المرصد الذي أراد البابا ليون الثالث عشر استغلاله في تحسين سمعة الكنيسة والقضاء على صورتها السائدة بأنها معادية للعلم، وهذا هو نفس الهدف الذي لا يزال الفاتيكان يسعى إليه اليوم أيضا.

قال مدير المرصد البابوي جاي كونسولماجنو موضحا هدف المؤتمر: "هو دحض أسطورة أن الدين يخاف من العلم".

ورأى عالم الكواكب الأمريكي أن بحث الحقيقة يقود للرب.

دلل الفاتيكان على أنه يمتلك روحا للدعابة من خلال السؤال الذي طرحه على صفحته الإلكترونية عن السبب وراء عقد المؤتمر: "هل يريد الفاتيكان من خلال المؤتمر إطلاق أسماء على مخلوقات فضائية؟ الإجابة هي: لا، حتى وإن ظن البعض ذلك".

يحضر المؤتمر العديد من الباحثين الألمان.

عن المؤتمر يقول عالم الفيزياء الألماني أخيم كيمبف، الباحث في مجال الفيزياء الرياضية بجامعة واترلو الكندية: "لقد تحولت الكنيسة الكاثوليكية جدا منذ جاليلي، كما تميز المرصد الفاتيكاني في العصر الحديث كثيرا من خلال أبحاثه العلمية، الفلكية والكونية، التي تخضع لقواعد بحث صارمة".

سعى الفاتيكان خلال العقود الأخيرة و بعد قرون من المعارك بين الكنيسة والبحث العلمي إلى التقارب الحثيث مع العلم والعلماء حيث أصبحت الأكاديمية البابوية للعلوم تضم عشرة من أبرز الباحثين مثل الفيزيائي الفلكي ستيفين هوكينج (صاحب مقولة إن الإنسان لا يحتاج لفكرة وجود رب للكون) والذي التقاه البابا فرانسيس رسميا من قبل.

وأصبح الفاتيكان يعتبر نظرية النشوء والارتقاء لشارليز داروين عن نشأة الأنواع منسجمة مع الاعتقاد بقصة نشأة الخليقة.

أثارت كلمة البابا فرانسيس خلال الجمعية العامة للأكاديمية البابوية جدلا حيث قال خلال الاجتماع عام 2014: "عندما نقرأ في سفر التكوين قصة نشأة الخليقة فإننا نخاطر من خلال ذلك بأن نتصور بأن الرب ساحر يستخدم عصا سحرية تستطيع تحقيق كل شيء، الأمر ليس كذلك".

أضاف بابا الفاتيكان: "ليس هناك تعارض بين الانفجار العظيم الذي يعتبره العلماء اليوم بداية العالم وبداية قصة خلق الكون، بل إن هذا الانفجار ملازم لنشأة الكون".

ولكن الفاتيكان يهاجم وبقوة نظريات الإلحاد مثل نظرية عالم الأحياء ريتشارد دوكينز الذي يعتبر التطور دليلا على أن الرب لا يمكن أن يكون موجودا.

كما أن قضايا مثل الهندسة الوراثية و التطورات الطبية مثل التخصيب الصناعي و تشخيص الجنين قبل الولادة تعتبر بمثابة قضايا استفزازية للفاتيكان.

ولكن حتى وإن أصبح عدد شركاء الفاتيكان أكثر من خصومه فستكون هناك دائما ساحات للمعارك "فرغم جميع المساعي والإشارات الإيجابية فلا يزال على العقيدة الكنسية أن تقطع طريقا طويلا للاعتراف بالعلم كتحد حقيقي و إلهام وأن تدمج العلم في المسار الديني" حسبما جاء في مقال لمجلة "زيجون" الدينية والعلمية.

ولكن بابا الفاتيكان آنذاك، يوحنا بوليس الثاني قال في كلمته التاريخية التي تصالح بها مع جاليليو في أكتوبر 1992: "لن تتكرر قضية جاليليو أبدا".

فيديو قد يعجبك: