لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كاتب بريطاني: اليمين المتطرف بفرنسا نجح في تسليح اليسار ضد نفسه

10:30 ص الأحد 07 مايو 2017

جان لوك ميلانشون

لندن - (أ ش أ):

رأى الكاتب البريطاني صني هاندال، أن ظهور نجم اليمين الفرنسي المتطرف لا علاقة له بالسياسة الاقتصادية، وأن الناخبين الفرنسيين إنما يصوتون اليوم بناء على الهوية وليس الطبقة الاقتصادية.

وقال هاندال -في تعليق نشرته صحيفة الإندبندنت- إن ثمة فرصة واقعية جدا وإن بدتْ ضئيلة أمام القومية اليمينية المتطرفة مارين لوبان بأن تُنتخب رئيسة لفرنسا؛ بينما زعيم حزب اليسار جان لوك ميلانشون والعديد من مؤيديه يمتنعون عن التصويت.

ورصد الكاتب قول الفيلسوف اليساري "سلافوج زيزك" إن إيمانويل ماكرون هو على نفس درجة السوء التي عليها مارين لوبان؛ فيما اختار الوزير اليوناني السابق والاشتراكي "يانيس فاروفاكيس" دعوة اليساريين إلى دعْم ماكرون لمجرد أن الأخير كان من الداعمين لجانب اليونان عندما احتاجت المساعدة من الاتحاد الأوروبي.

ورجح هاندال أن يتساءل الكثيرون من أبناء الأقليات الفرنسية عندما يجدون أنفسهم محكومين من جانب حزب عنصري، قائلين: "ماذا دهاك أيها الشعب؟ كيف تتغافل عن رؤية شيء واضح تمام الوضوح؟"
ورأى الكاتب أن إبعاد مارين لوبان ينبغي أن يتصدر الأولويات، قبل أي شيء آخر؛ أما موقف اليسار من ماكرون فهو يفسر عجزه (اليسار) عن إيقاف المدّ الشعبوي لليمين المتطرف.

إن السياسات الحديثة، بحسب الكاتب، تحركها الهوية في الأساس؛ ومن بريكسيت إلى ترامب يصوّت ناخبو اليوم بناء على الهويات القائمة على العِرْق والدين والطبقة والنوع والجنسية وما يساعد في تحديد وجهات النظر - إن الإرهاب والتطرف الديني هما من بين الأمور التي تتعلق بالهوية.

لكن اليسار، بحسب الكاتب، يبدو متناسيا ذلك، ومن ثمّ يعمل على افتراض أن الاقتصاد ومكاننا فيه (طبقتنا) هو عامل أساسي في تحديد سياستنا؛ إن اليسار يرغب في التركيز قبل كل شيء على إصلاح الاقتصاد ويرى كل ما عدا ذلك بمثابة "تشويش"؛ هذا النوع من "اليسار الاقتصادي" يعتقد أن محور السياسة هو "الطبقة".

لكن، يرى هاندال، أنه بينما نظامنا الاقتصادي يحدد الكثير من أوجه سياستنا، إلا أنه لا يفسر كل شيء، لا سيما ظهور نجم شعبوية اليمين المتطرف الحديث؛ ويعزي اليسار الاقتصادي ما يحصل عليه اليمين المتطرف من زخم إلى غضب الشعب الأبيض من الأنظمة الفاشلة التي تتركه وراء ظهرها.

ونوّه صاحب المقال عن أن المحاور الأساسية لليمين المتطرف الجديد في خطابه للناس في كل من فرنسا وألمانيا وهولندا كانت جميعا متشابهة وهي: معارضة الهجرة، والترويج للخوف من الأجانب.

لكن على الرغم من كل ذلك، يقول هاندال، يقف اليسار الاقتصادي متصلبا ومتشبثا باعتقاده أن الناس هُمْ (وينبغي أن يكونوا) مدفوعين فقط بالسياسات الاقتصادية؛ إن هذا اليسار لا يتفهم موقف شخص ما يصوّت ضد مصلحته الاقتصادية في سبيل مسائل تتعلق بالهوية؛ هذا اليسار لا يمكنه أن يفهم لماذا جيريمي كوربين رغم رواج برنامجه الاقتصادي لا يُحرز شعبيةً في استطلاعات الرأي.

ونبه الكاتب إلى أن اليمين المتطرف يتواصل مع الناخبين عبر لغة تدور حول الثقافة والهوية، وهو بذلك إنما يستخدم لغة وسياسات اليسار: لقد استخدم كل من ترامب والقائمين على حمْلة بريكسيت ، ومارين لوبان وحتى "نايجل فراج"- استخدموا جميعا في حملاتهم تكتيك الهجوم على النُخبة والتعهد بحماية الضمان الاجتماعي.

ورأى الكاتب أن اليمين المتطرف بذلك قد نجح في تسليح اليسار ضد نفسه، وقد وقع هذا الأخير في ذلك الفخ وجعل يهاجم مرشحي يسار الوسط وهو ما حدث فعلا مع هيلاري كلينتون ويحدث الآن مع ماكرون.

وقال هاندال "إذا قيل للناخبين إن مرشح يسار الوسط هو على نفس درجة السوء التي عليها مرشحة اليمين المتطرف، فلا يمكن الاندهاش إذا ما امتنع الناس عن الخروج للتصويت... إن اليسار الاقتصادي يحتاج إلى أن يدرك أن ثمة ما هو أهم عند الناس من الطبقة الاقتصادية... إن مهاجمة يسار الوسط بسبب سياسته الاقتصادية إنما تصّب في صالح اليمين المتطرف وعندئذ فجميعنا سيخسر".​

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان