ماكرون يستقبل بوتين في قصر فرساي في خطوة رمزية لتحسين العلاقات
باريس - (د ب أ):
اجتمع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع نظيره الفرنسي الجديد، إيمانويل ماكرون، في فرساي، اليوم الإثنين، فيما اعتبر خطوة رمزية نحو تحسين العلاقات.
وقال الكرملين، في بيان، إن من المتوقع أن يبحث القادة العلاقات الثنائية وخاصة التعاون التجاري ومكافحة الإرهاب، وكذا عملية السلام بالنسبة للصراعات في سورية وأوكرانيا.
ومن المقرر أن يحضر الزعيمان في وقت لاحق من اليوم الإثنين، افتتاح معرض في فرساي، بمناسبة الذكرى الـ300 لرحلة الإمبراطور الروسي بطرس الأكبر إلى فرنسا، وسوف يفتح المعرض للجمهور غدًا الثلاثاء.
واعتبر المحللون في حديث لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الاجتماع الذي يعقد بعد أسبوعين من تنصيب ماكرون، يعتبر خطوة رمزية، ولكن لم يتوقعوا حدوث اختراق نتيجة له.
وخلال الحملة الانتخابية الفرنسية اتهم فريق ماكرون، روسيا، بالانحياز لمنافسته اليمينية المتطرفة، مارين لوبان، التي التقت بوتين في موسكو، مارس الماضي.
وانخفض مستوى العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا إلى أدنى مستوى لها، منذ أن ضمت روسيا جزءا من أوكرانيا المجاورة منذ ثلاث سنوات. ولا تزال العقوبات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا تعرقل التجارة.
وقال نبي عبد اللاييف، المدير المساعد للشأن الروسي في مؤسسة الاستشارات العالمية "كونترول ريسكس جروب" إن "مجتمع الأعمال في فرنسا من بين المعارضين الأعلى صوتا للعقوبات المناهضة لروسيا في أوروبا".
ومع ذلك، فإن اجتماع ماكرون وبوتين رمزي إلى حد كبير، كما قال عبد اللاييف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، وأضاف "لن تكون هناك اختراقات، ولكنها لا تزال بالتأكيد خطوة نحو تحسين العلاقات بين روسيا وفرنسا".
كانت حملة ماكرون شابتها مزاعم قراصنة روس حاولوا التدخل في العملية الانتخابية، من خلال نشر مجموعة ضخمة من رسائل البريد الإلكتروني المسربة.
وقال عبد اللاييف إن "ماكرون يظهر نهجا عمليا بدعوة بوتين لباريس في وقت مبكر جدا بعد أن صار رئيسا".
وكان مارك جاليوتي، كبير الباحثين بمعهد العلاقات الدولية في براغ، لديه نظرة أكثر ميلا للنقد.
وقال جاليوتي لـ(د.ب.أ): "لا أتخيل أن ماكرون سوف يسعى للدخول في معركة مفتوحة، ولكن بصراحة تمكن الروس من تحويل متعاطف محتمل إلى مشكك".
وتوقع أن ماكرون "لن يضحي باي رأسمال سياسي لمساعدة بوتين".
وقال ماكرون في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، التي عقدت في إيطاليا الأسبوع الماضي، إنه يتطلع إلى حوار مثمر حول الصراع السوري مع الزعيم الروسي.
وفي الحرب الأهلية السورية، تدعم فرنسا وروسيا جانبين متعارضين، ولكنهما تتفقان على ضرورة القضاء على الجماعات الإرهابية التي حددتها الأمم المتحدة، ولا سيما تنظيم "داعش" .
وروسيا هي الداعم الرئيسي للنظام الحاكم للرئيس السوري بشار الأسد، الحليف القديم. فيما تعد فرنسا من أبرز مؤيدي المعارضة السورية.
فيديو قد يعجبك: