إعلان

دخول أمريكا الحرب العالمية الأولى نقطة تحول في صناعة قوة عالمية

11:29 ص الأربعاء 05 أبريل 2017

دخول أمريكا الحرب العالمية الأولى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن (د ب أ)

تتمتع الولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن الحادي والعشرين بحضورعسكري فى أنحاء العالم لا يدع مجالا للشك بشأن وضعها كقوة عظمى.

وهذا لم يكن الحال فى مطلع القرن العشرين، عندما كانت دول أوروبا تشن حربا. في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة منعزلة، حتى رافضة للعنف، كما أن قادتها كانوا مترددين في حمل السلاح والمشاركة في الحرب.

ولكن ذلك تغير منذ مئة عام.

كان الرئيس وودرو ويلسون قد أعيد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية عام 1916، تحت شعار "لقد أبقانا بعيدين عن الحرب". قبل ذلك بعام، عقب إغراق طوربيدات ألمانية لسفينة لوسيتانيا البريطانية، مما أودى بحياة ما يقرب من 1200 شخص، بينهم 128 أمريكيا، حصل ويلسون على وعد من برلين بأنها سوف تقوم بتقييد حربها بالغواصات.

ومع ذلك، أدى تحول للأحداث في مطلع عام1917 إلى تغيير المعادلة. وباديء ذي بدء، استأنفت ألمانيا حرب الغواصات برغبة في الانتقام أملا في تجويع بريطانيا سريعا. ثم كانت هناك برقية زيمرمان، التي تبدو مثل دراما أوبرالية نوعا ما.وكانت البرقية، التي تم كتابتها بالشفرة، محاولة لجذب المكسيك للانضمام لجانب ألمانيا في الحرب.

وقد قام خبراء بريطانيون بفك الشفرة، وقاموا بتسريبها للإمريكيين. وبعد نشرها في الصحف الأمريكية في الأول من مارس، تغير الرأي العام الأمريكي سريعا.

قام ويلسون بتجميع آله دعائية ضخمة: وتم تصوير الألمان على أنهم كائنات تيوتونية برية وتم تعليق تعليم اللغة الألمانية. وقام الكثير من الألمان الذين يعيشون في أمريكا بإضافة الطابع الأمريكى على أسمائهم حيث أصبح شميت سميث و مولر ميلر.

صوت الكونجرس في السادس من إبريل 1917 لصالح إعلان الحرب على ألمانيا وحلفائها، مما غير مسار التاريخ، وهيأ المسرح للولايات المتحدة الأمريكية لتصبح قوة عالمية حسنة النية. وبحسب ما قاله ديفيد خان، مؤلف كتاب "ذا كود بريكرز"، كان لبرقية زيمرمان تداعيات كبيرة. وكتب خان "لم يحدث من قبل أو منذ ذلك الحين أن تحول الكثير أثر حل رسالة سرية".

وقالت المؤرخة باربرا توشمان إن البرقية سهلت من مهمة ويلسون دخول حرب غير مرغوب فيها. وكتبت توشمان،مؤلفة كتابي "برقية زيمرمان" و "ذا جنز اوف اوجست" إنه بدون البرقية، ربما لم تكن أمريكا لتدخل الحرب.

وقال المؤرخ مايكل كيزن بجامعة جورج تاون لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إن هناك عوامل أخرى حفزت أمريكا لدخول الحرب.

وأضاف "ويلسون كان مقتنعا بأن هذه الخطوة سوف تجعل العالم مكانا أفضل. لقد كان مقتنعا بأن الله يقف بجانب أمريكا". وبدخول الحرب، كان يهدف ويلسون "لتحقيق السلام الأسمى في العالم وتحرير شعوبه، ومن بينهم الشعب الألماني". وقال إن أمريكا ليست مهتمة بالأرباح، ولكن مهتمة بحق الشعب في الحفاظ على السلام والأمن.

دخول أمريكا الحرب العالمية الأولى مثل تغيرا تاريخيا، مع حدوث تداعيات مازالت واضحة حتى الآن. ولأول مرة، لعبت أمريكا دور شرطي العالم، وبدأ إحساس بالمهمة يشكل السياسة الخارجية الأمريكية.

وبدأت أمريكا في القيام بالدور الذي كانت تقوم به بريطانيا الاستعمارية كقوة عالمية.

وقد أرسلت أمريكا في بادئ الأمر 14000 جندي فقط. وقدرت الأركان العامة الألمانية قوة الجيش الأمريكي بـأنها "تتراوح ما بين قوة بلجيكا وقوة البرتغال". وقد ثبت أن ذلك كان خطأ كبيرا.

وقال كازين إن هذا كان في بادئ الأمر تكتيكا نفسيا. وأثبت احتمال ارسال ملايين الجنود الأمريكيين الجدد أنه أمر حاسم . وقد أرسل ويلسون نحو مليوني جندي لأراضي المعارك ، وقد قتل منهم 116 ألف جندي. وانتهى القتال بتوقيع ألمانيا اتفاق هدنة في 11 نوفمبر .1918

وقد قيم مؤرخون أخرون دخول أمريكا للحرب بصورة جدية. وقال ارثر ام شلينسينجر إن أمريكا دخلت الحرب بسبب الحاجة لتوازن القوى، في حين أشار ايه سكوت بيرج إلى أن نتيجة الحرب كانت أكبر افجار للانتاج الاقتصادي في تاريخ الدولة.

ولم يحقق ويلسون آماله العريضة لتحقيق السلام خلال حياته. وعلى الرغم من استقباله بالموسيقى خلال مفاوضات السلام في فرساي، خارج باريس، إلا أن طلبه لإنشاء رابطة للدول لتنظيم أزمات العالم قوبل بالتشكك، وخاصة من بلاده.

وقد تم إنشاء عصبة الأمم، ولكن أمريكا لم تنضم إليها. ولم يتم تشكيل هيئة خليفة للعصبة، وهي الأمم المتحدة ، إلا بعد اندلاع حرب عالمية ثانية، وكانت أمريكا عضوا مؤسسا لها.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان