محادثات بدون حجاب.. ميركل في زيارة للعاهل السعودي
برلين/ جدة - (د ب أ):
عقب فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية أصبحت الأنظار متجهة نحو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كأمل أخير للقيم الغربية في دائرة القوى العظمى. قيم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية والمساواة في الحقوق، إلا أن المستشارة نفسها تعتبر تلك الآمال كبيرة وصعبة التحقيق.
لكن عندما تتوجه زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي غدا الأحد إلى المملكة العربية السعودية ستكون مجددا محط أنظار العالم الذي يترقب متسائلا: هل يمكنها فعل شيء من أجل حقوق الإنسان في السعودية أو دعم حل للهدنة في اليمن المجاورة؟ أو التوصل إلى اتفاقات لمكافحة تنظيم داعش؟ أو المضي قدما في حماية المناخ العالمي؟ ما طبيعة المعلومات التي ستحصل عليها بشأن سوريا؟
ويتمثل الأمر المؤكد في هذه الزيارة في أن ميركل لن تقوم بتعديل زيها ليناسب قواعد الزي في السعودية. ميركل لن ترتدي الحجاب. هذا الأمر لم تفعله من قبل ولن تفعله عندما يستقبلها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. هذا يعني أن النساء في الوفد المرافق لها بإمكانهم ارتداء نفس الملابس التي يرتدينها في بلدهن، سيكن بدون عباءة أو حجاب أو نقاب في بلد لا يُسمح للمرأة فيه بقيادة السيارات.
وتأتي زيارة ميركل القصيرة التي ستستغرق يوما واحدا في مدينة جدة في وقت تمر فيه السعودية بمرحلة تحول، وربما المجتمع السعودي بأكمله. فسنوات الوفرة والإسراف في المملكة الغنية بالنفط قد ولت. ولا شك في أن السعودية لا تزال ثرية حتى في وقت أسعار النفط المنخفضة وإرهاصات العجز في الموازنة، لكن ما يتعين عليها فعله هو ترشيد استخدامها للموارد المالية حتى تستطيع أيضا الحفاظ على نفوذها كقوة إقليمية.
ولذلك ربما تعوّل المملكة السعودية على مساعدة اقتصادية من ألمانيا. يقول المدير التنفيذي لغرفة التجارة الخارجية الألمانية في الرياض، أوليفر أومس: "هناك بالطبع أمال نحو دعم سياسة الإصلاح وتأسيس هياكل للدولة مدعومة بأموال القطاع الخاص"، موضحا أن السعوديين يأملون على وجه الخصوص في تأسيس قطاع قوي للشركات المتوسطة، على غرار ألمانيا.
ومن أجل تحقيق هذه النقلة النوعية تأتي خطة إصلاح اقتصادي كبيرة بعنوان: "رؤية السعودية 2030". وتهدف هذه الخطة إلى تحرير السعودية من اعتمادها الرئيسي على النفط وتأسيس اقتصادها على ركائز جديدة. لكن رغم مرور عام على وضع تصور لهذا المشروع لم يتضح بعد مدى الإنجاز الذى تحقق في تطبيقه وعدد ما يمكن تنفيذه من أهدافه التي تم صياغتها في كثير من الأحيان بطريقة فضفاضة.
بعض أجزاء "رؤية 2030" تبعث بإشارات التحديث للمجتمع السعودي المحافظ المتشدد. فالآن تُوصف المرأة على أنها "قوة كبيرة" للسعودية يتعين دعم مواهبها "لتعزيز فرصها المستقبلية"، كما تظهر في الخطة بوادر انفتاح ثقافي حذر. فعلى سبيل المثال تم في جدة مؤخرا افتتاح أول معرض للرسوم المتحركة على الأراضي السعودية، كما أن هناك تزايدا ملحوظا في عدد الحفلات الفنية التي تقام في البلد الذي لا يوجد فيه دور للعرض السينمائي.
المشروع العملاق "رؤية 2030"، الذي يزيد حجم تكلفته عن تريليون يورو، يُعهد بتطبيقه إلى ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، نجل الملك سلمان، الذي دخل إلى دائرة الضوء خلال الأعوام الماضية ويحظى بتودد الصحافة إليه ويمثل والده المسن في جولات بالولايات المتحدة. وتنم الكثير من الأمور عن إمكانية قيام الملك بتعيينه خلفا له رغم صغر سن نجله الذي يبلغ من العمر 31 عاما.
وخلال زيارتها تلتقي ميركل ولي ولي العهد، الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع ويتولى المهمة العسكرية للملكة السنية ضد المتمردين الشيعة في اليمن، حيث تقود السعودية تحالفا عسكريا لشن غارات جوية على مواقع المتمردين الحوثيين. وأسفرت تلك الغارات بصورة متكررة عن مقتل مدنيين، ما دفع الحليف الوثيق، الولايات المتحدة، لمطالبة الرياض بوقف الغارات.
وتهدف ميركل من زيارتها القصيرة إلى الإعداد لقمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في مدينة هامبورج الألمانية في يوليو المقبل.
ومن المنتظر بحث سبل إزالة العقبات الاقتصادية مع الوفد الاقتصادي رفيع المستوى الذي يرافق ميركل خلال الزيارة. وتعتبر العلاقات الاقتصادية بين البلدين راسخة، لكنها قابلة للتوسع، بحسب تقديرات أوساط اقتصادية ألمانية. وليس من المنتظر التطرق إلى مشروعات تسليح خلال الزيارة.
فيديو قد يعجبك: