لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

100 يوم ترامب: محاولات لإعادة "دفء" العلاقات المصرية الأمريكية

04:26 م الخميس 27 أبريل 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:
خلال الـ 100 يوم التي أوشك الرئيس الأمريكي على إكمالهم في المكتب البيضاوي، لم ينفكّ دونالد ترامب عن إبداء إعجابه بالرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري، بما ساهم في إعادة الدفء مُجددًا إلى العلاقات بين البلدين التي شابها الفتور إبان فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

إشادة وتقدير

ومنذ صعوده للبيت الأبيض، وحتى قبل فوزه في الانتخابات، لم يتوان ترامب عن الإعراب عن احترامه البالغ لمصر قيادة وشعبًا، والإشادة بالرئيس عبد الفتاح السيسي.

وبحسب بيان أصدرته الحملة الانتخابية للجمهوري ترامب، في سبتمبر الماضي، تعهّدت الإدارة الأمريكية بأن تكون الولايات المتحدة "صديقة وفية لمصر يمكنها الاعتماد عليها، وليس مجرد حليف"، حال فوز ترامب بالرئاسة، والتأكيد على تقديره البالغ للمسلمين المحبين للسلام.

كما وعد ترامب بتوجيه الدعوة له لزيارة الولايات المتحدة حال فوزه في الانتخابات الرئاسية - وهو ما تم في أبريل الجاري - وأعرب عن دعمه الكامل جهود مصر في حربها ضد الإرهاب.

غزل سياسي

undefined

لقاءان جمعا بين الرئيسين، أولهما كان في سبتمبر الماضي قبل صعود ترامب للبيت الأبيض، أثناء مشاركة السيسي على هامش الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وحينها مدح الرئيس الأمريكي السيسي ووصفه بأنه "رجل رائع" و"زعيم قوي"، كما أشاد بـ"الكيمياء" التي شعر بها معه، في تصريحات أدلى بها لقناة فوكس نيوز.

وأعرب ترامب، خلال اللقاء عن تقديره للسيسي والشعب المصري على ما قاموا به دفاعًا عن بلادهم بما حقق مصلحة العالم بأكمله، وتعهّد بتقديم دعمه الكامل لجهود مصر في مكافحة التطرف والإرهاب.

وفي يناير الماضي، بحث الجانبان مكافحة الإرهاب والتطرف وذلك في اتصال هاتفي، أكّدت خلاله الولايات المتحدة التزامها بالعلاقات الثنائية بين البلدين، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية والبيت الأبيض.

أما اللقاء الثاني فجرى في الثالث من أبريل الجاري، في الزيارة الرسمية الأولى للسيسي إلى الولايات المتحدة منذ انتخابه في 2014، استغرقت خمسة أيام، تخلّلها تبادل لعبارات "الغزل السياسي" بين الجانبين.

وناقش الجانبان خلال الزيارة عدة قضايا في مقدمتها مكافحة الإرهاب والقضية الفلسطينية والأوضاع في المنطقة، وتحديدًا سوريا والعراق واليمن وليبيا، وفق شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية.

وخلال اللقاء، قال ترامب إنه حليف لمصر، مؤكدًا على تقديمه دعم أقوى للقاهرة من ذي قبل، وأن علاقة واشنطن والقاهرة "طويلة وقوية".

وأوضح السيسي لترامب في تصريحات مماثلة قبيل بدء الجلسة، أنه يقدر بشدة شخصيته "الفريدة" خاصة في مواجهة الإرهاب.

وأظهر اللقاء مدى عزم الرئيس الأمريكي على إعادة بناء العلاقات مع مصر وتعزيز العلاقة القوية التي أرساها الرئيسان عندما اجتمعا أول مرة في نيويورك في سبتمبر، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

حقوق الإنسان

برغم الكيمياء المُشتركة التي تجمع بين الرئيسين، إلا أن ترامب ألمح خلال زيارة السيسي الأخيرة لواشنطن، إلى وجود "بضعة أمور" لا تتفق عليها مصر والولايات المتحدة، غير أنه لم يتحدّث علنًا عن مخاوف أمريكية بشأن ملف حقوق الإنسان في مصر، وَفق ما ذكرت بي بي سي.

وأثار تهميش ترامب لملف حقوق الإنسان في مصر مع السيسي خلال الزيارة حفيظة وسائل الإعلام الأمريكية، فكتبت صحيفة "واشنطن بوست" في تحليل لها تقول إن "موقف واشنطن في ظل السياسة الجديدة بات يتلخص في شكل معاملات مالية ومجرد كلمات عن حقوق الإنسان واحترام القانون".

فيما أشارت صحيفة "يو إس إيه توداي"، إلى أن "لقاء ترامب والسيسي أقوى مؤشر على أن الرئيس الأمريكي يجعل مكافحة الإرهاب أعلى أولوياته حتى لو كان ذلك على حساب حقوق الإنسان في المنطقة."

ونقلت بي بي سي عن ناشطين حقوقيين، قولهم إن "كل ما بدر عن إدارة ترامب الآن، يمثل تراجعا عن النهج الذي كانت تنتهجه إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وأن القضية لم تعد ذات أولوية على سلم الاهتمامات الأمريكي، الذي تتصدره حاليا قضية الحرب على الإرهاب، وإن كان ذلك على حساب حقوق الإنسان."

اية حجازي

undefined

تزامنت الزيارة مع دعوات أطلقتها جماعات حقوقية ودوائر أمريكية لإطلاق سراح الناشطة المصرية-الأمريكية آية حجازي، بعد سجن نحو ثلاث سنوات منذ مايو 2014، بتهمة الاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي للأطفال، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"جمعية بلادي".

وبخصوص تلك القضية، أشارت تقارير أمريكية إلى أن دونالد ترامب ومساعديه بذلوا جهودًا دبلوماسية "خلف الكواليس" للإفراج عنها بعد فشل محاولات سلفه أوباما، إلى أن برأها القضاء بالفعل في 18 أبريل الجاري.

وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر تدخل ترامب تدخل "بشكل مباشر" لإطلاق سراح الناشطة المصرية الأمريكية آية حجازي، وفقًا لما نقلته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

فيما نفى ترامب التوصل إلى "اتفاق" مع السلطات المصرية حول الإفراج عن الناشطة آية حجازي، مضيفًا أنه ناقش قضية الإفراج عنها أثناء لقائه بالسيسي في البيت الأبيض في مطلع الشهر الجاري، بحسب وكالة أسوشتيد برس الأمريكية.

وبعد الإفراج عنها، أمر ترامب بنقلها على متن طائرة عسكرية إلى واشنطن للقائه الخميس الماضي. واستقبلها بحفاوة كبيرة في مكتبه بالبيت الأبيض، يوم الجمعة، بحسب وكالة الأسوشيتد برس.
وقال ترامب في مستهل اللقاء "أود أن أرحب بآية حجازي في وطنها".

وحضر اللقاء ابنة الرئيس إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر الذي يعد أحد أبرز مستشاريه، إضافة إلى شقيق آية، باسل حجازي، إذ أعرب ترامب عن سعادته لعودة آية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

المساعدات الأمريكية

بخلاف حقوق الإنسان، فإن ثمة غموض يلوح في الأفق حول ملف المساعدات الأمريكية إلى مصر.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أبلغ فيه خبراء في شؤون الشرق الأوسط لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي "بضرورة مراجعة مراجعة علاقات الولايات المتحدة مع مصر"، وذلك في جلسة استماع يوم الثلاثاء الماضي.

وبحسب مجلة "فورين بوليسي"، طالب الخبراء بإعادة التفكير في العلاقات المصرية الأمريكية في الوقت الحالي، ووصفها بعضهم بأنها "بقايا حقبة سابقة"، مشيرة إلى أنهم توافقوا على أن السجل المتواضع لحقوق الإنسان والظروف الاقتصادية التي تشهدها مصر تستوجب إعادة النظر في العلاقة بينها وبين واشنطن في الوقت الحالي.

وقالت ميشيل دون، خبيرة بشؤون الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجي للسلام ومسؤولة سابقة بالخارجية الأمريكية: "واشنطن ليس لديها آلية لمتابعة المساعدات العسكرية التي تحصل عليها مصر حتى لا تكون تلك سببًا في جعل مشكلتها تتجه نحو الأسوأ".

وأشارت إلى أن مصر تحصل على 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية سنويًا وهو ما يجعلها أكبر متلقى للمساعدات الأمريكية بعد إسرائيل.

وأضافت: "يمكن أن تكون المساعدات التي تحصل عليها مصر من أمريكا أشبه بمنحها رصيد سحب مفتوح."

غير أن وزارة الخارجية ردت على تلك الجلسة، أعرب المتحدث باسم الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد، عن "الأسف الشديد للمنهاجية والأسلوب الذي تم تنظيم تلك الجلسة به، والذي حاد بشكل فج عن النمط المعتاد لتنظيم مثل تلك الجلسات على مدار سنوات طويلة."

وأضاف أبو زيد في بيان أن ذلك المنهاج والأسلوب "أدى إلى خروجها (الجلسة) بمثل هذا القدر من عدم الحيادية وتعمد القراءة السلبية للأوضاع في مصر.

وأوضح المتحدث أن "أي متابع دقيق ومنصف لاتجاهات الرأي ومواقف عدد من المسؤولين الأمريكيين السابقين تجاه مصر، يكتشف من اللحظة الأولى أنه تم تنظيم تلك الجلسة بهدف الإضرار بالعلاقات الإيجابية التي تربط مصر بالإدارة الأمريكية الحالية."

ولفت أبو زيد إلى أن الدعوة وجهت إلى ثلاثة مسؤولين سابقين "معروف عنهم توجهاتهم السلبية ضد الحكومة المصرية وتحيزهم المطلق ضد مصر وانحيازهم لقوى ومصالح أجنبية، تستهدف زعزعة استقرار مصر وأمنها".

فيديو قد يعجبك: