ألغام الحوثيين.. شبح جديد يطارد المدنيين في اليمن
كتبت – إيمان محمود
أصبحت مخاطر الحرب تلاحق أهل اليمن في كل مكان، فمنذ اندلاع الحرب الأهلية بين الحوثيين والحكومة الشرعية في 2015، وبات هذا البلد الفقير يزداد فقرًا، حتى أصبحت تهدده المجاعة في كل يوم وتحوم حوله الأمراض، وما إن ينجو من هذا وذاك حتى يقع فريسة لألغام الحوثيين التي يزرعوها في مناطق سيطرتهم.
واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح باستخدام ألغام فردية محظورة في اليمن وهو الأمر الذي تسبب في مقتل وتشويه مئات المدنيين وإعاقة عودة النازحين إلى منازلهم.
وقالت المنظمة في تقرير لها أمس الخميس، إن الحوثيين وقوات صالح استخدموا ألغامًا أرضية مضادة للأفراد في ست محافظات على الأقل منذ بدأ التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية عملياته.
وتشهد اليمن حربًا منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي، وصالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني "80% من السكان" بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 7 آلاف شخص، وإصابة نحو 35 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وانتهجت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، زرع حقول الألغام بطريقة عشوائية في مناطق التماس لإعاقة تقدم القوات الحكومية، خصوصا بعد تحرير المحافظات الجنوبية، لكن ذلك سيجعل اليمن بحاجة إلى سنوات للتخلص من تلك الألغام.
وقال تقرير نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" إن ميليشيات الحوثي وصالح تواصل زرع الألغام برا وبحرا وسط تجاهل وصمت دوليين، رغم كون استخدام الألغام في النزاعات "جرائم حرب".
وتشير إحصائيات محلية إلى سقوط مئات الضحايا من المدنيين بين قتل وبتر أطراف، ولايزال الرقم في تصاعد، نظرا لتوسع الحرب في مناطق آهلة بالسكان، بحسب ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط.
وبحسب منظمة "هيومن رايتش ووتش"، فإنه رغم أن اليمن حظر الألغام المضادة للأفراد منذ قرابة عقدين من الزمن، فإن الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق خرقوا هذا الحظر وتسببوا في قتل وتشويه مئات المدنيين وتعطيل الحياة المدنية في المناطق المتضررة وإعاقة العودة الآمنة لآلاف المدنيين النازحين إلى منازلهم.
ووجهت الحكومة اليمنية، الأربعاء الماضي، نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي لمساعدتها في نزع الألغام التي زرعها الحوثيون بطريقة عشوائية في المناطق التي كانت تحت سيطرتها، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية".
وأكدت الحكومة اليمنية، أن الشعب مازال يعاني من آثار الألغام والعبوات الناسفة التي تخلفها الميليشيات في المناطق التي يحررها الجيش الوطني.
وأشارت إلى أن هذه الألغام المحرمة دوليًا أصبحت تهدد كل منابع الحياة، وبات وجودها حاصدًا لأرواح المدنيين، موضحة أن كثافة الألغام تستدعي من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لمعنية بإزالة الألغام وتقديم المساعدة الفنية والتكنولوجية والمادية لمنع سقوط مزيد من الضحايا والجرحى بسببها.
وأكد الجيش اليمني أن الميليشيات الحوثية وقوات صالح، لم يستخدموا ألغامًا محرمة دوليًا فقط، بل استخدموها بطريقة تخالف كل قواعد الحرب الدولية، حيث قاموا بتفخيخ منازل مدنيين ومزارعهم بطريقة عشوائية.
وقال اللواء محسن خصروف، رئيس دائرة التوجيه المعنوي في الجيش اليمني لـ"الشرق الأوسط" إن الحوثيين وصالح قاموا باستخدام الألغام الفردية المحرمة دوليًا بطريقة مخالفة لقواعد الحرب الدولية.
وأضاف "عندما يعود السكان إلى منازلهم بعد الحرب –وحدث هذا في مأرب - يجدون البيوت مفخخة حيث توضع الألغام في الثلاجات وعلى أبواب المنازل في دواليب الملابس إلى جانب المزارع بما يخالف كل القوانين والقواعد الحربية وهم بهذه الطريقة يستخدمون أدوات القتل بطريقة أكثر إجرامًا".
وكانت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان قد كشفت في تقرير لها عن أن الحوثيين في اليمن قاموا بزرع أكثر من نصف مليون لغم مضاد للأفراد في أنحاء متفرقة من اليمن، ما أدى إلى مقتل أكثر من 700 شخص بينما نجح مهندسون تم تدريبهم على تفكيك ونزع 40 ألف لغم، بحسب صحيفة "البيان".
وأكد رئيس شعبة الهندسة العسكرية في المنطقة العسكرية الرابعة مدير المركز الوطني للتعامل مع الألغام في عدن، العقيد مهندس قائد هيثم حلبوب أن الميليشيات الانقلابية قامت بزراعة الألغام المتنوعة بشكل عشوائي بينها الألغام المحرمة المعروفة بالألغام المضادة للأفراد علاوة على ألغام مبتكرة خداعية محلية الصنع إلى جانب الألغام المضادة للدبابات.
وأشار إلى أن الفرق الهندسية تمكنت حتى مايو الماضي من انتزاع أكثر من 31 ألف لغم على الأقل من مخلفات الحرب الأخيرة في عدن ولحج وأبين وبعض أجزاء من محافظة تعز.
وأوضح أن الفرق بدأت عملها أثناء الحرب وتحديدًا مع تحرير المحافظات من تلك الميليشيات الانقلابية التي عمدت عند انسحابها إلى زرع الألغام متسببة بحدوث أضرار بشرية ومادية.
فيديو قد يعجبك: