حركة يسارية إسرائيلية تتظاهر في القدس رفضا للاحتلال
رام الله (أ ش أ)
تظاهر حوالي ألف ناشط يساري إسرائيلي في القدس تلبية لدعوة وجهها تحالف تنظيمات السلام وأحزاب اليسار الإسرائيلية، عبر حركة "نقف معا"، التي أكدت أن "حركات السلام الإسرائيلية ستخرج إلى شوارع القدس في مسيرة احتجاجية ضد السيطرة الإسرائيلية المتواصلة على المناطق، وبشكل خاص القدس الشرقية، ومن أجل حل سلمي وعادل للشعبين".
وحركة "نقف معا" هي حركة ناشئة تجمع بين يهود وعرب يساريين، ويقودها نشطاء من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحزب الشيوعي الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن التحالف قوله - في بيان - "في الفترة التي يصل فيها الاحتلال إلى سنته الخمسين، وتتزايد الأصوات المؤيدة للضم، قررت حركات السلام الإسرائيلية الخروج إلى شوارع القدس لبدء حملة احتجاج".
وانطلقت المسيرة أمس السبت من حديقة الحصان في مركز المدينة باتجاه البلدة القديمة، وأقيم المهرجان الرئيسي في ساحة بوابة يافا، حيث تحدث نواب حركة ميرتس في الكنيست زهافا غلؤون وايلان غلؤون وتمار زاندبرغ وعيساوي فريج، بالإضافة إلى المدير العام لحركة سلام الآن آبي بوسكيلا، والمديرة العامة لحركة (يكسرون الصمت) يولي نوفاك، والنائبين عايدة توما سليمان ودوف حنين من القائمة المشتركة، ورئيس اللجنة الشعبية في العيسوية محمد أبو حمص.. وشارك في المظاهرة العشرات من سكان حي سلوان التابع لمدينة القدس.
وقالت النائب غلؤون إنه "لا يمكن مواصلة إدارة الصراع مع الفلسطينيين على نار هادئة، لأن هذه النار تتواجد على برميل متفجرات، مشيرة إلى أن عملية الطعن التي وقعت في المدينة، تكشف الهذيان بأنه يمكن احتجاز شعب بأكمله من دون حقوق وسيادة، ودون أن يتحول يأس هؤلاء الناس الذين ندوسهم يوميا إلى كراهية وعنف مرعبين".
وكان الشاب الفلسطيني أحمد زاهر فتحي غزال (17 عاما) من مدينة نابلس، استشهد أمس السبت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد تنفيذه عملية طعن بحق مستوطنين.
ودعا أبو حمص "كل من يؤمن بالشعب الفلسطيني للوقوف ضد الحكومة العنصرية"، مضيفا أن "على اليسار التجند والمساعدة والخروج إلى الشوارع مطالبا بالتغيير".
وقالت يولي نوفاك إن "كل يوم يمر دون أن نوحد كل القوى الضخمة الكامنة في هذا المجتمع – من كل الأطياف والطوائف والتنظيمات – هو يوم آخر يتعزز فيه إيمان النظام المحتل والقومي بأنه لن يردعه أي شيء".
وأشارت بوسكيلا من حركة (سلام الآن) أن "حكومة اليمين تريد تأجيج الكراهية لأنها تخاف، إنهم يعرفون بأننا سننتصر، كلنا، اليهود والفلسطينيين، المقدسيين والتل أبيبين، الشرقيين والغربيين، الأثيوبيين والروس، الرجال والنساء – كلنا سننتصر معا".
ووصف النائب حنين المظاهرة بأنها "مظاهرة قوة كبيرة لكل رجال السلام في القدس. هذه بداية حملة احتجاج ستتواصل في مدن أخرى وفي أماكن أخرى خلال الأشهر القريبة، لكي نظهر بأننا لم نتنازل عن السلام الإسرائيلي – الفلسطيني، الذي يعتبر المفتاح لمستقبل الشعبين في هذه البلاد".
وردا على العملية التي وقعت في القدس، أمس، قال ايتمار ابنيري، أحد المنظمين: "اليوم فقط تلقينا تذكيرا مؤلما بثمن الاحتلال. نبعث بتمنيات الشفاء العاجل للجرحى ونأمل بأن لا نرى أحداثا مماثلة والمزيد من الخوف في شوارع المدينة.. يجب وضع حد لهذا".
وتتزامن مظاهرة ولادة الحركة اليسارية، في وقت تواجه الأحزاب المطالبة بقيام دولة فلسطينية ووقف الاستيطان مزيدا من الصعوبة في إسماع صوتها لدى الرأي العام الإسرائيلي في مواجهة حكومة بنيامين نتانياهو، التي تعتبر الأكثر يمينية في تاريخ البلاد.. وتمت التظاهرة من دون حوادث، رغم بعض التوتر في القدس على خلفية عملية الطعن.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: