الرقة السورية "شبه خالية من السكان" قبل بدء معركة طرد داعش
كتبت – إيمان محمود:
اصبحت مدينة الرقة السورية والتي يعتبرها تنظيم داعش عاصمة لدولته المزعومة "شبه خالية من السكان" مع تصاعدت وتيرة القتل بحق المدنيين جراء الضربات المكثفة التي نفذتها طائرات التحالف الدولي، على عدة مناطق في ريف الرقة الغربي، وكذلك والتهديدات من انهيار سد الفرات.
وتركزت الضربات التي بدأت في 20 مارس الجاري، على مدينة الطبقة ومدرسة تأوي نازحين في الريف الغربي لمدينة الرقة ومناطق أخرى في الريف ذاته، بحسب المرصد السوي لحقوق الإنسان.
والرقة هي ثالث أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة، وتقع إلى الشمال الشرقي من البلاد وتمتد إلى الحدود مع تركيا وكان لها معبر حدودي مع تركيا ( تل أبيض) قبل استيلاء الأكراد عليه قبل أشهر قليلة، وتبعد عن مدينة حلب حوالي 200 كم.
وشهدت الأيام القليلة الماضية حركة نزوح من مدينة الرقة باتجاه الحقول الزراعية وريف المدينة، مع تزايد الأنباء عن قرب بدء معركة الرقة والتقدم التي تحرزه ميليشيات قسد التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية، حيث أحرزت الأخيرة تقدما من جهة الشرق باتجاه المدينة بعد السيطرة على بلدة الكرامة في الريف الشرقي واقترابها من قرى الحمرات.
كما بدأ الالاف من سكان الرقة النزوح من المدينة والتوجه إلى الريف الشمالي والجنوبي بعد تحذير تنظيم داعش من انهيار سد الفرات بعد تعطله اليوم، وتكثيف القصف الجوي لطائرات التحالف الدولي على المدينة خلال الأسبوع الماضي.
و
قال سكان محليون في مدينة الرقة لوكالة الأنباء الألمانية، الأحد، إن سيارات تابعة لداعش بدأت تجول المدينة وتدعو عبر مكبرات الصوت الأهالي للخروج من المدينة خوفاً من انهيار سد الفرات.
وحسب السكان، توجه آلاف من أهالي المدينة إلى منطقة الكسرات وجامعة الفرات جنوب النهر عبر الزوارق لعبور النهر كما توجهت أعداد مماثلة باتجاه منطقة المزارع شمال غرب مدينة الرقة.
وأشاروا إلى أن مدينة الرقة أصبحت شبه خالية من السكان وأن الكثير من الأبنية بقي فيها عدد محدود من الأشخاص لحمايتها من السرقة.
وتخوض "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعومة من الولايات المتحدة، معارك للسيطرة على سد الفرات - أكبر سد في سوريا - ومدينة الطبقة القريبة منه في إطار العملية العسكرية الواسعة لطرد تنظيم داعش من الرقة.
وسقطت الرقة تحت سيطرة داعش في 13 يناير عام 2014، بعد معارك مسلحة مع مجموعات من المعارضة السورية ثم بدأت موجة انضمام مقاتلي الفصائل الأخرى فرادى للتنظيم بعد إعلان "توبتهم"، حتى أعلن المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني في 29 يونيو 2014 قيام الخلافة وتنصيب "أبوبكر البغدادي خليفة للمسلمين.
وتجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم "داعش" في عدة محاور في الريف الشرقي لمدينة الرقة ضمن المرحلة الثالثة من عملية غضب الفرات، التي تهدف لتمهيد الطريق أمام بدء معركة الرقة الكبرى لطرد التنظيم من المدينة.
وحول معركة تحرير الرقة، قال المتحدث الرسمي باسم الوزارة الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف "من الواضح لكل خبير عسكري أن تحرير الرقة لن يكون نزهة سهلة للتحالف الدولي"، بحسب شبكة روسيا اليوم.
وشدد كوناشينكوف، السبت، على أن النتيجة الحقيقية لهذه العملية العسكرية ومواعيد انتهائها ستتوقف بشكل مباشر على مدى فهم الضرورة والاستعداد لتنسيق الخطوات مع جميع القوى التي تحارب الإرهاب الدولي في سوريا.
وبدأت قوات سوريا الديمقراطية في نوفمبر الماضي، عملية عسكرية موسعة لطرد داعش من الرقة بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، كما تمكنت خلال الأشهر الماضية من إحراز تقدم نحو المدينة، وقطع كل طرق الإمداد الرئيسية للتنظيم الإرهابي من الجهات الشمالية والغربية والشرقية.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد ذكرت في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن التحالف الدولي، نقل للمرة الأولى القوات البرية المحلية خلف خطوط داعش بالقرب من بلدة الطبقة التي يسيطر عليها التنظيم شمال دمشق، وذلك بهدف تدشين جبهة جديدة لاستعادة مدينة الرقة.
فيديو قد يعجبك: